دروس من الأزمات المالية: قصة فشل نظام البنوك الأمريكي
يسرد الكتاب الوقائع التاريخية لأول فضيحة مصرفية في تاريخ الولايات المتحدة في العقود الأولى بعد قيام الجمهورية الأمريكية. تقدم هذه القصة درسا عمليا ونموذجا لصعود الولايات المتحدة مع مقارنتها بأزمة الرهن العقاري الحالية وما تلاها من انهيارات اقتصادية متتالية.
يتناول الكتاب بداية رأسمالية المضاربات المالية في الولايات المتحدة بدءا من عام 1790، عندما قام الرائد المالي أندرو ديكستر بوضع مخطط هرمي يقوم على المضاربة العقارية وطمع البنوك التي طبعت له الأوراق لمالية اللازمة لبناء ما كان آنذاك أطول مبنى في الولايات المتحدة.
في عام 1800 تقريبا لم يكن في الولايات المتحدة عملات ورقية موحدة، كانت الدار الفيدرالية لسك العملات تستخدم الذهب والفضة لسك العملات المعدنية، وكانت البنوك تصدر نقودا ورقية يطلق عليها البنكنوت التي كان لحاملها الحق في استبدالها بالعملات المعدنية من البنك الذي أصدرها في أي وقت، إلا أن هذه العملات الورقية كانت مرتبطة بالغطاء الذهبي لدى البنك، وكانت كل ورقة تحمل توقيعا حقيقيا لمدير البنك وللصراف الذي أصدرها.
كان لأوراق البنكنوت دورا في تيسير التجارة، إلا أنها لم تكن تتمتع بالضمانات القانونية الكافية، حيث لم تقرها أي جهة حكومية. وكانت قيمة أوراق البنكنوت تتحدد تبعا لمجموعة من العوامل المختلفة منها سمعة البنك المصدر لها وسمعة مديريه والحالة الاقتصادية العامة.
نتيجة لهذا التفاوت في قيمة أوراق البنكنوت قام عديد من المضاربين بعمليات مضاربة عليها، حيث يشترونها بسعر منخفض ليبيعونها بسعر أعلى. كانت الحكومة الأمريكية حاولت إصدار أوراق بنكنوت من قبل، حيث أصدرت أكثر من 226 مليون دولار في صورة أوراق بنكنوت كما كانت الولايات المختلفة تصدر أوراقها النقدية أيضا بما يساوي 100 مليون دولار أخرى، إلا أن هذه الأوراق أصابها التضخم حتى صارت لا تساوي شيئا، وفي عام 1779 كانت قيمة الأوراق المالية مقابل العملات المعدنية تساوي 24 إلى 1. فتوقفت الحكومة الأمريكية عن إصدار الأوراق المالية، وهو ما أدى إلى انتهاز البنوك لهذه الفرصة وقيامها بإصدار أوراق البنكنوت الخاصة بها.
يتناول الكتاب قصة أول فشل للبنوك في تاريخ الولايات المتحدة، ويلعب فيها أندرو ديكستر دور الشرير، إذ كان أندرو قد استخدم أوراقا نقدية عديمة القيمة لتمويل بناء أطول مبنى أمريكي آنذاك.
تسببت هذه العملية في إلحاق الأضرار المالية البالغة بالعمال الذين ساهموا في إنشاء هذا المبنى، ولكن عندما عرفوا أن الأوراق النقدية التي تلقوها أجرا لهم غير صالحة للتداول كان أندرو قد اختفى عن الأنظار.