كيف ستقضي الضرائب العالية على الأمة الأمريكية؟

كيف ستقضي الضرائب العالية على الأمة الأمريكية؟

منذ بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، شهدت الولايات المتحدة موجة من الرخاء غير مسبوقة في التاريخ من حيث تزايد الثروات وتوافر فرص العمل الجديدة وتحسين المستويات المعيشية لجميع المواطنين.
في عهد الرئيسين رونالد ريجان وبيل كلينتون، قام الأمريكيون بتغيير هيكل الضرائب والتضخم والتنظيمات، ما حدا بالاقتصاد إلى الازدهار بعد فترة السبعينيات، التي شهدت تضاؤلا في النمو ومعدلات عالية من التضخم.
والآن تسير باقي دول العالم على هدى النموذج الأمريكي للنمو الاقتصادي بما فيه من ضرائب منخفضة وحرية اقتصادية أكبر. ومن المفارقات أن هناك دولة واحدة في العالم تتحرك الآن بعيدا عن سياسات النمو هذه معرضة رخاءها للخطر: هذه الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.
يوضح الكتاب كيف تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق الرخاء الذي يعتبره الأمريكيون من الأمور المسلم بها، كما يستعرض خطورة سياسات الإدارة الديمقراطية الأمريكية الجديدة لباراك أوباما وهيلاري كلينتون على مكانة الولايات المتحدة في العالم باعتبارها من أكثر دول العالم نموا وتوفيرا لفرص العمل لمواطنيها.
يقدم الكتاب «منحنى لافر» الذي يوضح أهمية تقليل الضرائب على الدخل لأنه يدفع الناس إلى العمل والاستثمار والربح، وعندما تزيد أرباح الناس تزيد الضرائب التي يدفعونها وتزيد العائدات الحكومية.
يضمن منحنى لافر أربعة مبادئ أساسية:
* عندما تفرض ضرائب كبيرة على أحد الأنشطة يقل هذا النشاط وعندما تنخفض الضرائب عليه يزيد.
* يساعد نظام الضرائب المثالي على إثراء الفقراء وليس على إصابة الأثرياء بالفقر.
* كلما زادت الضرائب زادت المخاطر الاقتصادية، وكلما انخفضت زادت الأرباح الاقتصادية.
* إذا زادت الضرائب بدرجة كبيرة سيؤدي ذلك في النهاية إلى انخفاض عائدات الضرائب.
على الرغم من أن الخبراء يرجحون كثيرا من الأسباب الأساسية التي أدت إلى الكساد الكبير، إلا أن الجميع تقريبا يعترفون بأن فرض تعريفة سموت هاولي تسبب في تفاقم الانكماش العالمي بتقليل معدلات التجارة العالمية.
كان الهدف من فرض هذه التعريفة الجمركية هو حماية الشركات الأمريكية، إلا أن الرد الانتقامي عليها الذي وجهته كثير من الدول الأخرى بفرض تعريفات جمركية مماثلة على الواردات الأمريكية أصاب الشركات الأمريكية في مقتل. ويؤكد بعض الخبراء أن هذا الرد ضاعف من تأثير التراجع الاقتصادي محولا إياه إلى الكساد الكبير.
يؤكد الكتاب أن الإجراءات الحمائية تجعل الدول أفقر وأن النظم الاقتصادية النشطة لا بد أن تمر بمراحل من التدمير الخلاق، إلا أنها تعوض عن هذا بمزيد من النمو واكتساب المرونة في التأقلم مع الظروف المتغيرة. كما أن وضع قيود على التجارة يذهب بفرص العمل إلى الخارج.

الأكثر قراءة