دراسة تحدد 7 استراتيجيات لنجاة الشركات من الركود الاقتصادي
ركزت دراسة متخصصة حديثة على سبع استراتيجيات لتجاوز فترة الركود الاقتصادي، وذلك بناء على بحث شمل خطط عمل 13 شركة ناجحة ومنافسة عالمياً، التي تم إدراجها جميعاً في قائمة ''فورتشن 500'' خلال ثلاث مراحل ركود اقتصادي على الأقل.
تشمل هذه الاستراتيجيات حسب الدراسة التي أجرتها ''هيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية''، التركيز على الأعمال الأساسية، خفض التكاليف من خلال تعزيز كفاءة العمليات، السحب الاستراتيجي للاستثمارات، وضع الخطط لحالات الطوارئ، الاستحواذات والتحالفات الاستراتيجية، زيادة أنشطة الإعلان والتسويق، وزيادة التركيز على الأبحاث والتطوير.
وأظهرت الدراسة أنه على الرغم من أن تراجع الأداء الاقتصادي يزيد من المخاطر بالنسبة للشركات فإنه يوفر أيضاً فرصاً لتعزيز المزايا التنافسية ودعم مستويات الربحية والنمو، وذلك بتطبيق الاستراتيجيات والمنهجيات الصحيحة.
وأوضح تيم جيبسون الرئيس التنفيذي لـ ''هيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية'' أن الركود الحالي سيغير مجرى اللعب بالنسبة لجميع الشركات حول العالم.
وأضاف أن الظروف الإيجابية التي سادت خلال السنوات الماضية، مثل سهولة الحصول على الائتمان، ارتفاع قيمة الأصول، والطلب العالمي القوي على المنتجات والخدمات قد تبدلت ويتعين على جميع الشركات التكيف مع الواقع الجديد. ولكن الشركة الشجاعة والذكية هي التي تتعلم من أخطاء الغير وتستفيد منها لمواصلة مسيرة أعمالها بنجاح وتفوق. وتتميز الشركات التي شملتها دراستنا أنها جميعاً استطاعت أن تزيد نموها وربحيتها في فترات الركود أو فترات الانتعاش التي تعقبها، بفضل الخيارات الصائبة التي اتخذتها عندما كانت تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة''. ووفقاً لنتائج الدراسة ينبغي للشركات أن تركز على مجالات عملها الأساسية لإيجاد الفرص التي تتيح لها اكتساب حصة أكبر في السوق من المنافسين الذين توجهوا نحو التنويع والتركيز على مجالات متعددة. كما يتعين على هذه الشركات امتلاك قدر من المرونة، واتخاذ خطوات سريعة عند تنفيذ استراتيجيات الركود مثل خفض التكاليف من خلال تعزيز كفاءة العمليات أو تصويب القرارات السيئة التي تم اتخاذها في الماضي. وعلى الشركات أيضاً التخلص من العمليات غير الأساسية لتحسين السيولة والتركيز على الاستراتيجية الأساسية فالأعمال غير الأساسية تشتت التركيز وتستهلك الموارد.
وحسب الدراسة لا يزال هناك وقت للاستعداد لمرحلة الركود، وعليه ينبغي للشركات رسم الخطط والاستراتيجيات المناسبة ووضعها حيز التنفيذ للتعامل مع أي ظروف صعبة في وقت مبكر.
ولفتت الدراسة إلى أن عمليات الاستحواذ والتحالفات الاستراتيجية الشركات تعمل على تقوية أدائها وتوجيه تركيزها في الاتجاه المناسب لزيادة النمو والربحية فالأسعار قد تكون أقل وربما لا يكون هناك منافسة كبيرة في الشركات المستهدفة. ويمكن لعمليات الاستحواذ أن تساعد أيضاً على تسريع الوصول إلى أسواق جديدة، ومنتجات وتقنيات وعملاء وكفاءات جديدة. وسلطت الدراسة الضوء على فائدة أنشطة الإعلان والتسويق في زيادة الحصة في السوق، والاستفادة من إمكانية كسب دعاية أكبر، بأسعار منافسة ومغرية أكثر. ومن المهم أيضاً الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير لإيجاد قيمة جديدة للمنتجات والخدمات الأساسية لجذب الزبائن في فترة الركود. وقد يكون لإطلاق المنتجات الجديدة أثر أكبر في مثل هذه الفترات التي يتراجع فيها إقدام المنافسين على طرح منتجات مشابهة.
ويرى جيبسون أنه يجب على الشركات أن تخطط بحذر على المدى القصير، وأن تخطط بطموح كبير على المدى الطويل، وليس هناك شك في أن صعوبة الظروف الاقتصادية تزداد مع مرور الوقت، وأن النجاة منها تتطلب من الشركات التطلع إلى المستقبل.
من جانبه ذكر واين ميكلسن الملحق التجاري لـ ''هيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية'' في الشرق الأوسط، أن نتائج هذه الدراسة تعد مهمة بالنسبة للشركات النيوزيلندية العاملة في الشرق الأوسط وبالنسبة لكثير من الشركات المحلية التي تواجه تحديات الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة.
يذكر أن الدراسة أجريت بالتعاون مع أشهر الشركات الدولية في العالم، منها ''3 إم كوربوريشن''، ''أرو للإلكترونيات''، ''سيسكو سيستمز''، ''كوكا كولا''، ''إيمرسون إلكتريك''، ''جنرال إلكتريك''، ''آي بي إم''، ''جونسون آند جونسون''، ''بروكتر آند جامبل''، ''تويوتا''، ''شل''، ''زيروكس''، و''وول مارت''.