أسعار النفط تسجل أطول موجة هبوط منذ 6 أشهر.. و"أوبك" تتوقع ضعف الطلب

أسعار النفط تسجل أطول موجة هبوط منذ 6 أشهر.. و"أوبك" تتوقع ضعف الطلب

هبطت أسعار النفط أكثر من دولار أمس للبرميل في طريقها نحو سادس يوم على التوالي من الخسائر وأطول موجة هبوط منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) وذلك مع تنامي الشكوك بشأن متانة الاقتصاد العالمي.
وأظهر التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي قفزة أعلى من المتوقع في
مخزونات المشتقات الوسيطة التي تشمل زيت التدفئة ووقود الديزل بلغت 3.4 مليون برميل في حين زادت مخزونات البنزين بمقدار 767 ألف برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع قدره 600 ألف برميل.
وسجلت مخزونات النفط الخام انخفاضا بلغ 1.4 مليون برميل مقارنة بتوقعات
لهبوط قدره 2.4 مليون برميل. ولا تظهر هذه البيانات مجتمعة انتعاشا يذكر للطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وهبط الخام الأمريكي الخفيف في عقود آب (أغسطس) 1.06 دولار إلى 61.87 دولار للبرميل قبل أن ينتعش إلى 62.20 دولار للبرميل بعد أن هبط أمس الأول
1.12 دولار إلى 62.93 دولار للبرميل في خامس يوم على التوالي من الخسائر.
وتراجع سعر مزيج برنت 69 سنتا إلى 62.55 دولار للبرميل.
وقد هبطت أسعار النفط نحو 15 في المائة بعد صعودها لفترة وجيزة فوق 73
دولارا للبرميل في أواخر حزيران (يونيو) بفعل مخاوف من أن انتعاشا للطلب على الوقود ربما يكون بعيد المنال وذلك بعد أن ساهمت أجواء التفاؤل الاقتصادي في صعود الأسعار من مستويات أقل من 33 دولارا كانت قد هبطت إليها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
من جهة أخرى، بررت "أوبك" أمس خفض الإنفاق على إمدادات جديدة بالقول إن الطلب العالمي على نفطها قد يستغرق سنوات قبل الانتعاش من الهبوط الذي مني به في عام 2009 بسبب التباطؤ الاقتصادي.
وفي تقريرها عن توقعات النفط العالمية لعام 2009 قالت المنظمة إن الطلب
على نفطها لن يعود إلى مستوى 31 مليون برميل يوميا - الذي بلغته في عام 2008 قبل الأزمة الاقتصادية التي قلصت استهلاك النفط - قبل عام 2013.
وقال الأمين العام لـ"أوبك" عبد الله البدري في مقدمة للتقرير المؤلف من 277
صفحة "مستويات الطلب على النفط ستتراجع في المستوى القصير إلى المتوسط مما يؤدي إلى ارتفاع الطاقة الفائضة الإجمالية".
وقال عن الطلب المستقبلي "هذا العام هناك عدد من مخاطر الخفض التي تنتج
أساسا عن أوضاع الاقتصاد العالمي وإشارات لا يعتد بها من الأسواق وتطورات كبيرة في السياسات".
وتنضم "أوبك" لعدد من الهيئات الأخرى التي تصدر توقعات مثل وكالة الطاقة
الدولية في توقع طلب منخفض في الأجل الطويل. وقالت "أوبك" كذلك إنها تحتاج إلى خفض الإنفاق على تطوير إمدادات جديدة وهو ما قد يثير استياء المستهلكين.
وارتفع سعر النفط إلى مستوى قياسي قرب 150 دولارا للبرميل في تموز (يوليو)
عام 2008 عندما أصدرت "أوبك" تقريرها السابق. ولكن الأسعار انهارت إلى مستوى 32.40 دولار للبرميل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ويجري تداول الخام حاليا حول مستوى 62 دولارا للبرميل مدعوما جزئيا بخفض إمدادات أوبك العام الماضي.
وتوقع تقرير "أوبك" ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمعدل أبطأ من المتوقع
من قبل في الأجلين المتوسط والطويل.
وبحلول عام 2030 تتوقع أوبك أن يبلغ الاستهلاك العالمي 105.6 مليون برميل
يوميا بانخفاض 7.7 مليون برميل عن توقعات سابقة.
وفي الأجل المتوسط سينخفض الاستهلاك إلى 84.2 مليون برميل يوميا هذا العام
من 85.6 مليون في العام الماضي ويرتفع إلى 87.9 مليون برميل في عام 2013.
وبيانات 2013 أقل بنحو 5.7 مليون برميل يوميا عن تقديرات سابقة.
وقال التقرير "الأسعار المرتفعة التي رصدت في عام 2008 أدت دون شك إلى
تدمير جزء من الطلب وتم استيعاب ذلك في بيانات الأجل القصير".
وتعتمد توقعات هذا العام على افتراض أن الاقتصاد سيكون قد بلغ ذروة هبوطه
في نهاية عام 2009 ويبدأ في الانتعاش في العام المقبل.
وسيقوى النمو في 2011 وبحلول 2012 سيعود لمستوياته الطبيعية.
وقال التقرير إن بطء نمو الطلب والانخفاض الحاد في أسعار النفط عن مستوياتها
القياسية العام الماضي تعني أن "أوبك" تحتاج إلى خفض إنفاقها على تطوير الحقول
الجديدة.
وأرجأت الدول الأعضاء في "أوبك" أو ألغت أكثر 35 مشروعا تمثل نحو خمسة ملايين برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية إلى ما بعد 2013. وقالت "أوبك" إنها تحتاج
إلى استثمار ما بين 110 مليارات دولار و120 مليار دولار مقارنة بـ 165 مليار في تقديرات سابقة.
وتابع التقرير "من المفهوم أن أي دولة أو مستثمر لن يكون على استعداد للاستثمار في الطاقة الإنتاجية خاصة إذا كان متضررا من الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية".
وكانت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح للدول الصناعية في مجال الطاقة قد أكدت مرارا أن عدم كفاية الاستثمارات قد يؤدي إلى نقص في إمدادات الطاقة قد
يدفع أسعار النفط للارتفاع مما يضر بالانتعاش الاقتصادي.
وفي الشهر الماضي قالت الوكالة في تقريرها عن سوق النفط في الأجل المتوسط
والذي يمتد إلى 2014، أن خطر نقص الإمدادات تم تأجيله فقط وليس تجنبه مع انهيار الطلب.
وخفضت "أوبك" في تقريرها كذلك توقعاتها للإمدادات من منتجين خارج المنظمة
فيما يرجع جزئيا إلى انخفاض الأسعار وصعوبات الائتمان.
وتتوقع أن تظل إمدادات المنتجين من خارج أوبك من النفط الخام وسوائل الغاز
الطبيعي مستقرة حتى 2013 عندما ترتفع إلى 45.1 مليون برميل يوميا.
وفي جميع الأحوال، تتوقع "أوبك" ارتفاع استهلاك الطاقة مدعوما بالطلب من الدول
النامية حيث سيزيد الاستهلاك بمقدار 23 مليون برميل يوميا في الفترة من 2008
إلى 2030 ليبلغ 56 مليون برميل يوميا. لكن استهلاك الفرض سيظل أقل من ذلك في الدول المتقدمة.
وسينخفض استهلاك النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من 47.5
مليون برميل يوميا في عام 2008 إلى 45.5 مليون برميل في 2010 وسيظل عند هذا المستوى حتى 2013.

الأكثر قراءة