رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


دور الإحصائيات الصحية في الحج

لقد بث وزير الصحة يوم الثلاثاء 7/7/1430هـ الموافق 30/6/2009م الطمأنينة في نفوسنا جميعا، مواطنين ومقيمين ووافدين للزيارة، بالمطالبة بالتعامل مع فيروس إنفلونزا الخنازير بواقعية شديدة. ورشة العمل الخاصة بالإجراءات الاحترازية لموسمي الحج والعمرة التي عقدها وزير الصحة في جدة، كانت الحركة المثالية في هذه الظروف؛ حيث تجتمع العلوم والأفكار والأفعال فتأخذ طريقها للتنفيذ على أرض الواقع عن طريق أهل الخبرة والاختصاص، حيث لا تتحقق الفائدة المرجوة من المشاركة في هموم البشر والتوعية إلا بالتناول العلمي الممنهج المستند إلى معايير وضوابط وتنظيم مسبق. ما نحتاج إليه الآن هو التحرك بشكل عملي، فبالطبع بالمعطيات الموجودة حالياً لا تزيد هذه الإنفلونزا على الموسمية في أثرها ونتائج الإصابة بها، إلا أن الواجب اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من نظافة بدنية وفي المأكل والمشرب والسكن وفي الوجود في أماكن التجمعات البشرية الكثيفة مع ضرورة الحفاظ على التغذية الصحية خلال فترة العمرة والحج على أقل تقدير. كما لا بد من الامتثال للتعليمات أينما كان المعتمر أو الحاج أو الزائر ليكون ـ بإذن الله ـ حجا مبرورا وسعيا مشكورا ونظيفا وخاليا من أي إصابة معدية ـ بإذن الله.
إن ورشة العمل هذه كشفت عن أن هناك توصية سادسة عشرة تكاد تكون مهمة على المستوى المحلي إذا ما نظرنا إلى الخبرة المتجمعة لدينا التي أوصلتنا إلى ما نوه عنه وزير الصحة؛ بأن إعلان الكشف عن كل حالة لا يتجاوز الساعة الواحدة من ثبوت الفحوص والتحاليل المخبرية المؤكدة للإصابة. قد ألخص هذه التوصية في ضرورة تحري جميع المسؤولين المنوط بهم إدارة لجان الحج الصحية لهذا العام؛ اختيار الأنسب والأفضل والأقدر على تنفيذ هذه التوصيات من قوى بشرية متخصصة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المنافذ الحدودية وبالنسب الملائمة، وعمل الخطط البديلة في أي ظرف لأي موقع ومرفق. أن تأمين الأجهزة الحديثة، والكواشف اللازمة، والعقاقير الملائمة للظرف والحالة الصحية، وتأمين مكان مناسب للحجر الصحي للحالات التي تحتاج إلى العزل، والاستمرار في النصح، والتنسيق مع الأجهزة المختصة، بخصوص المرضى غير القادرين على تحمل مشاق الحج، ليتطلب نوعية معينة من الكوادر المتخصصة والجادة في العمل. الأشهر التالية ابتداء من هذا الشهر وبهذا التنظيم وهذه التوصيات التي بثت وأذيعت ستكون كافية لاختيار وتدريب ومن ثم تشغيل المرافق الصحية بأفضل مقدمي الخدمات الصحية في هذا الوقت وبالشكل الذي تتوخاه الوزارة في ظل تجهيزها بأفضل وأحدث الأجهزة. قد تكون التجربة جديدة للبعض، ولكن في اختيار مجتمع العاملين بعناية توفير على المسؤولين لكثير من التعقيدات الإدارية والمشكلات الفردية المكتبية أو الميدانية خلال أداء المهمة؛ حيث يتوقع أن يتم اختيارهم بناء على المهام والأدوار والوظائف وحجم العمل وساعاته ومواقع العمل ومتطلباتها وقدرات الموظف المهارية وخبرته الفنية وليس مجرد أعداد تكمل بعضها بعضا. من وجهة نظري علينا أن نتحسس نبض الحج قبل وصول الحجيج ونبض الخدمات قبل تقديمها، فهناك دلائل ستقودنا إلى كيفية إدارة الموقف ابتداء من أول شهر شوال وحتى نهاية شهر المحرم، مركزين على ذروة العمل بين بداية يوم الخامس وحتى نهاية يوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة لهذا العام.
إن الفجوات التي كان يسببها الكادر بسبب أو دون سبب تستوجب إعادة النظر في أعداد المرشحين لتقديم الخدمة في برنامج الحج، ومجالات العمل ونوعية تخصصاتهم. من ناحية أخرى لا بد من الاعتماد على تقنية الاتصالات والمعلومات بشكل فعلي لا نظري أو إعلامي فقرارات المسؤولين في كل المستويات ستكون تحت المراجعة بعد انتهاء الموسم وقبل التخطيط للتالي. كما أن رفع مستوى الأداء لا يتأتى من خلال المعرفة أو الثقة أو الخبرة البسيطة، ولكن من خلال مقاييس عدة توضح باستخدامها الفرق بين استخدام المنهجية والاتكالية في تقديم الخدمة الصحية. في الواقع ما كان يؤدي بـ «المفهومية» فهو اليوم لا بد أن يؤدي بـ «المنهجية العلمية».
من وجهة نظر شخصية مسألة إلغاء الحج لهذا العام يجب ألا تأخذ أكبر من حجمها «الحِواري» بالرغم من سرعة انتشار الإنفلونزا وما إلى ذلك من دواع ظاهرية، لأن لدينا سببان يؤكدان سلامة قرار الاستمرار في أدائه وقيام الحجيج بمناسك الحج في طمأنينة ويسر وسهولة ـ بإذن الله. السبب الأول أن لدى وزارة الصحة قاعدة بيانات وكم معلوماتي صحي كبير عن الأعوام التي وافقت المواسم فيها فصول الصيف والشتاء، وبمراجعة إحصائية ورياضية ستكون هناك مؤشرات عن أعداد المراجعين من المرضى لمرافق الصحة وحجم صرف الأدوية وأنواعها أو حتى حالات التنويم. السبب الثاني اتخاذ جميع التدابير الوقائية والعلاجية في دول الحجاج قبل مجيئهم، ثم في المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية للمملكة، وفي مخيمات مؤسسات الطوافة وفي كافة المرافق الصحية في منطقتي مكة والمدينة وبالذات في منطقة المشاعر المقدسة. هناك أسباب أخرى قد تكون تالية في الترتيب مثل تنظيم السكن والمساكن والحركة ورفع مستوى التجهيز في كل المباني ولكل الوسائل... إلخ، مما يدعم قرار الاستمرار في أداء مناسك الحج دون تردد، وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي