الترخيص للبنك الإسلامي لم يستغرق أكثر من ساعتين ونصف
الحاج سعيد لوتاه خبر أسرار البحر وتجارة اللؤلؤ مبكراً، وعمل في التجارة عموماً، وطرق مختلف ميادين العمل والإنتاج، وأبدع وأسس شركات ومؤسسات في أكثر من مجال، وكان ناجحاً فيها خير نجاح. هنا في هذا الحوار يركز على تجربة تأسيس بنك دبي الإسلامي ويعرض المشكلات والصعوبات والتحديات، ولا ينسى ثقته بالنجاح كما هو الحال مع بقية تجاربه ومشاريعه. فيروي الحاج سعيد بداياته مع بنك دبي الإسلامي، أول بنك إسلامي في القطاع الخاص، وكيف جاءت الفكرة، حيث اعتمد على النصوص الشرعية. والمهمة لم تكن سهلة؛ فهناك تخوف علماء الدين وعلماء الاقتصاد ورؤية الناس ومستوى وعيهم وفهمهم، لكن كل تلك المخاوف لم تمنعه من إتمام بناء حلمه الذي سرعان ما تحول إلى حقيقة تجاوز عمرها وعطاؤها 34 عاماً.
#2#
* بداية.. كيف جاءت فكرة تأسيس بنك إسلامي في الإمارات؟
- حقيقة اعتمدت في تأسيس البنك الإسلامي على حديث للرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (من رأى منكم منكراً...)، فكما تعلم، فإن أول بنك في الإمارات كان البنك الوطني البريطاني، وكنت أفكر كثيراً في هذا البنك، وفي الربا المرتبط بهكذا بنوك، وبأننا مسلمون ولا بد من الابتعاد عن الربا؛ فلا بد من التغيير إن لم يكن بالفعل فبالقول أو باللسان وذلك أضعف الإيمان. وكنت أفكر باستمرار في تلك الأمور، وما العمل كي نوفر لأبنائنا بنكاً ملائماً لا يتعارض مع ديننا؟ فمن لا يستطيع التغيير والكتابة، فعلى الأقل المقاطعة. وكان أول بنك ربوي في بلادنا هو بنك بريطاني ونحن قوم مسلمون، ومع وجود هذا البنك تولدت الفكرة في محاولة البحث عن بديل، بمعنى هل يوجد بديل لدينا؟ وأذكر أنه عندما كان يولد لأحد منا ولد ذكر نعتبر ذلك أنه قدم للأسرة «عوين»، أي معين جديد يسهم في إعانة الأسرة، ومنذ نعومة أظفاره يتعلم الولد ما يلزم كي يكون «عويناً» لأهله ويأخذه والده في حله وترحاله كي يتعلم من والده ومن الحياة.
وعندما يصل 15 سنة من عمره يصبح رجلاً. فأخذت أفكر، وأين المدرسة؟ لا بد من مدارس. وأقول إن فكرة وجود بنك ربوي في البلاد شغل تفكيري كما شغل تفكيري تلك المدارس، وكيف تؤدي مهماتها تجاه أولادنا؟ فالبنك الربوي يفتح أبوابه ولا تعليق، مع أنه كان في السابق عندما يعرف أحد ما بأنه يتعامل بالربا تجري مقاطعته على كل الصعد. وصرت في وضع لا أحسد عليه، فإن كان البنك ربوياً ومنكراً؛ فهل المدارس التي تتعامل معه كذلك؟ واعتبرت كليهما منكراً بحكم أنها قاصرة عن أداء واجبها كما يجب. سواء فيما يتعلق بالمناهج أو مختلف مجالات دورها. ومن هنا ظهرت فكرة ميلاد بنك إسلامي عام 1975 وهو أول بنك يتعامل مع الجمهور، ومن بعده بنحو شهر افتتح بنك التنمية، وهو بنك دولي تعامل مع الجمهور، وفي الحقيقة قمت بدور وتحركات هائلة في البلاد وقابلت الناس وشجعتهم وقابلت المسؤولين والوزراء للتعريف بطبيعة وأهمية البنك الإسلامي.
* البنك الذي تحدثت عنه ووصفته بأنه بنك ربوي بريطاني.. متى دخل الإمارات عموماً ودبي خصوصاً؟
- نحن بدأنا عام 1975 وهم كانوا قبلنا بعدة سنوات.
* ما الدراسة التي عملتها؟ ومن هم الذين عملوا معك في تلك المرحلة؟ وكيف أديتم المهمة؟
- عندما بدأت في تطبيق الفكرة اتجهت نحو علماء الاقتصاد وعلماء الدين لنكون معاً في هذا المشروع، لكني واجهت عقبة؛ فعالم الدين لا يفهم في الاقتصاد شيئاً، وعالم الاقتصاد لا يفهم شيئاً في الدين. وعندما أدركت هذه العقبة، اعتمدت على الله وعلى ما تعلمته من هذه الحياة، وعلى ما في ديننا من وضوح في الحلال والحرام؛ فالحلال بيّن والحرام بيّن، وفي هذه الحالة فالربا حرام وكذلك الغش. وسألني أحد المختصين الألمان ذات مرة: كم استغرقت من الوقت في دراسة البنك الإسلامي؟ فأجبته: لم تستغرق أكثر من ساعتين ونصف؛ فاعتبرني أستهزئ به، لكنها الحقيقة. وحقيقة في أحد أيام رمضان كنت عند الشيخ راشد، وعند الساعة الثانية عشرة ليلاً سألني عن البنك الإسلامي؛ فقلت له إنني بصدد تأسيس بنك إسلامي وتناقشنا بالموضوع وأبدى ملاحظاته، ولم أكن أعرف أن الشيخ راشد لديه كل هذه المعلومات والأفكار عن البنوك الإسلامية، وبعد هذا الحديث بساعتين ونصف منحني التصريح وقال لي اذهب وأنجز المهمة.
* ماذا كان يقدم البنك البريطاني في حينها؟ وما طبيعة العمليات التي كان ينجزها؟ وكيف كان يتعامل؟
- هناك فرق بين البنك والشركات؛ فالبنك مسموح له أن يعمل دفتر شيكات، ومسموح أن تضع الناس أموالها كحساب جارٍ في البنك، وكل هذا يخضع لدور ورقابة البنك المركزي؛ فبالإمكان أن تودع أموالك في البنك، وعندما تحتاج إليها يمكن أن تسحب بواسطة الشيك ما تريد من أموالك. وطبعاً لا تنسى دور البنك المركزي ودوره في ضبط كافة العمليات. وفيما يتعلق بالتمويل فالبنك الإسلامي لا يعطي نقوداً لأن في ذلك فائدة، وبالتالي فهي ربا، بينما كان البنك البريطاني يعطي أموالاً وهي حقيقة تستأجر النقود من الناس وتؤجرها لآخرين، أما باقي أنشطتها فهي خدمات.
* بعد حصولكم على الترخيص.. ما الخطوات التالية التي أنجزتموها؟
- بعد أن حصلت على الترخيص، حقيقة كان عندي شخص مصري والده مسيحي، لكنه أسلم وكان سابقاً يُدرّس في جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية، واتفقت معه أن يأتي إلى الإمارات وقمنا بالإجراءات اللازمة لاستقدامه، وعملنا برقية للملك فيصل بن عبدالعزيز كي يعيروه لنا، ولم يقصر معنا، حيث وافق على الفور وبارك لنا هذه الخطوة، وهي خدمة لا أنساها للملك فيصل (رحمه الله)، ولا أنسى أيضاً أنه من أول من أرسل إلينا ببرقية تهنئة على إطلاق البنك، وهو من القلة الذين هنؤونا على هذا الإنجاز.. وبعد أن وصل إلى البلاد تحدثنا بالخطوات العملية وكيفية إنجازها وكم ستستغرق من الزمن، وبعد نقاشات قال لي إن المسألة تتطلب سنتين وأكثر كي ننجز مختلف المتطلبات اللازمة للبنك؛ فرفضت ذلك وقلت له إن هذا كثير ومازحته قائلاً بعد سنتين قد أموت أنا أو تموت أنت؛ لذلك من الأفضل أن تذهب إلى البنوك «الربوية» وتطلع على لوائحها وأنظمتها وتقرؤها جيداً وتميز بين ما هو ربوي وضد الدين وتستبدله بما يتوافق مع الدين والشريعة الإسلامية، وهذا يوفر علينا الجهد والوقت. وبإمكانك أن تتعرف على الموظفين هناك في تلك البنوك وتنتقي من هو أقرب إلى المعرفة بالأمور الدينية في هذا المجال وتستقدمه للعمل معنا.. وقلت له ماذا سيحتاج البنك؟ ليقول إنه بحاجة إلى مكان وموقع وتجهيزات ومكاتب وأثاث وخزنات وما شابه. وصادف أنه كان لدي محال وورشة حديد؛ فقمنا بما يلزم من تجهيزات. وخلال هذه الفترة أحضر هو تلك الأوراق واللوائح من البنوك الأخرى وأخذنا منها ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية وتركنا ما يتناقض معها، واخترنا عدداً من الموظفين وطبعنا الشيكات وأصبحنا جاهزين للعمل. ودار نقاش بيني وبينه حول الفترة الزمنية اللازمة للانطلاق، وأصر هو على أنها ستكون طويلة وله مبرراته، لكنني قلت له لن تكون أكثر من 6 أشهر، ومع ذلك لم تتجاوز عملياً 3 أشهر لنكون جاهزين من بنيان وورق ووثائق. بعدها صرنا نبحث عن مراسلين في العالم وطرحنا إعلاناً في الصحف، وحصلنا على شخص يعمل في لندن من بنجلاديش، وبعد أن جاء إلى هنا قال لا أريد تحديد راتب أو ما شابه؛ فالبنك ما زال جديداً. على العموم قال إنه يجب أن نرتبط ببنك عالمي، واقترح بنك الاتحاد «يونيون بانك» وهو بنك مشهور وقوي ومنتشر في مختلف أرجاء العالم، وهو بنك صبور والناس سوف تتعامل معنا بجدية أكثر، نظراً لسمعة البنك، وحقيقة خلال عشرة أشهر من ذلك كان لنا 51 مراسلاً في العالم. مع العلم أن هناك بنوكاً قبلنا وأكبر منا لم تتمكن من الوصول إلى ما وصلنا إليه من مراسلين على مستوى العالم.
#3#
* كم كان عدد الموظفين لديكم في بدايات البنك؟ ومن هم الذين تعاملوا معكم بداية؟ وكيف أقنعتم الشارع بالتعامل معكم؟
- كان لدينا 30 موظفاً. بدأنا بهذا العدد. وفي بدايات العمل كان عملاؤنا هم من المتعاطفين معنا، وهم على نوعين سواء المتعاطفين معنا بشكل عام والمتعاطفين مع الحالة المتعلقة بالعمل البنكي الإسلامي والمشاعر الإسلامية، مثل أولئك الذين لا يعرفون الإسلام بشكل جيد، ولا الاقتصاد بشكل جيد. وبالمناسبة.. بعد سنتين من العمل قال أحد وزراء المالية في إحدى الدول الإسلامية الكبرى لأحد المسؤولين: ألا تخجلون من عدم وجود بنوك إسلامية وها هي دبي تسبقكم بتلك المهمة؟ فرد عليه أن لديه معلومات عن بنك دبي الإسلامي وبأنه لا يختلف عن البنوك الربوية وأنه.. وأنه..؛ فعقدت مؤتمراً صحافياً وعرضت فيه قصتنا على أكثر من 64 شخصية مهتمة بالدين والاقتصاد، ووافقوا بعد الاطلاع على ما لدينا، وبعد النقاش على خطتنا ولوائحنا. واعتبر ذلك المؤتمر هو الأول في هذا الصدد تبعه عدة مؤتمرات بهذا الخصوص.
* كم كان رأسمال البنك عندما بدأتم؟ ومن كان معك من الشركاء؟
- كان رأس مال البنك في البداية 50 مليون درهم. سأقول لك معلومة أول مرة تنشر، وهي أنني حاولت ألا يكون هذا البنك باسم العائلة أو عائلياً لأسرتي؛ فعملت على أن يكون لي شركاء وهذا ما حصل، ولكن ليلة إصدار المرسوم انسحب الشركاء ومنهم أناس من أقاربي، ولا أعرف ما الأسباب! وبقيت وحدي؛ الأمر الذي اضطرني إلى أن أموله كاملاً من أموالنا: مني ومن أخي وابني، ووضعنا رأس المال بنسبة 10 في المئة. ولكن بعد صدور المرسوم والبدء في العمل انضم إلينا شركاء ومساهمون من مسلمين ومن غير المسلمين..
ويضحك الحاج ويقول متندراً رحبنا بغير المسلمين كشركاء على قاعدة تزكية أموالهم.
* ما طبيعة الصعوبات التي واجهتكم في العمل وفي بداياته تحديداً؟
- بالنسبة لي شخصياً لم أواجه صعوبات في هذا العمل إلا صعوبة واحدة أو مشكلة واحدة وهي أنه جاءني في إحدى الليالي مدير البنك وقال لي إن لدينا سحب مبلغ 10 ملايين درهم غداً، ولا يوجد هذا المبلغ، فكيف ندبر أمرنا؟ فعلاً كانت هي المشكلة الوحيدة التي واجهتني في البنك، وحينها لم تكن هناك بنوك إسلامية، ولم يكن لدينا اتفاقيات مع البنوك الربوية؛ فما العمل وأنا لا أريد أن أستلف من البنوك الربوية، ويجب أن يتوفر لدينا هذا المبلغ فما العمل؟ واعتبرت هذا امتحان ومفاجأة؛ فلجأت أخيراً إلى الشيخ راشد ـ رحمه الله ـ وأبلغته بالقصة، فقدم لنا المبلغ مشكوراً. هذه المشكلة الحقيقية التي واجهتني فقط، وغير ذلك فإن الأمور كانت سهلة ومسيطراً عليها.
* هل دخل معك غير إماراتيين في التأسيس؟
- لا أبداً في التأسيس كنت وحدي وأسرتي، كانت هناك محاولة من الكويت لكنها لم تتم.
* هل دخل الشيخ راشد معكم؟
- لا.. لكننا أعطيناه نسبة من البنك.
* كيف تعامل الناس معكم؟ وكيف كانت ردود الفعل والاستفسارات منذ التأسيس حتى اليوم؟
- حقيقة استغربت من «المشايخ»؛ فلم يتحدث أحد معنا منهم إلا بعد سنتين.. بعد أن أدخلت كلمة مرابحة التي تعني البيع بالآجل حسب الشرع، وهو ما يتناسب مع الشريعة. وقد أطلقت على هذه العملية مرابحة.
* ما نقطة خلافهم؟
- فقط جاؤوا يهنئون.. بعد سنتين. لكن جاءني في بدايات التأسيس الدكتور أبو السعود ـ رحمه الله ـ وقدم نفسه بصفته داعية واقتصادي، وطلب أن يطلع على البنك. ومن ثم سلم عليّ وشكرني. وجاء بعده مجموعة من أربعة أحدهم إنجليزي، قالوا لي نحن دعاة إسلاميون وسمعنا أنك أسست بنكاً إسلامياً، فهل تريد تأخير الإسلام أربعين سنة أم ماذا تريد؟
* كيف كان التعامل الرسمي العالمي معكم كأول بنك إسلامي؟
- نحن نختلف عن البنوك الأخرى بأننا لا نتعامل بالفائدة. لا نعطي فائدة لأحد ولا نأخذ فائدة من أحد. وبعد مدة وبحكم هذا النهج تولدت الثقة لدى الآخرين. وحقيقة لم نحصل أية معاملة مختلفة أو متميزة؛ فالبنك عبارة عن شخص؛ فعندما يكون الشخص وفياً يفرض وجوده وكذلك البنك. لكن أول ما بدأنا وبحكم عدم معرفتهم الجيدة بالإسلام ونظامه الاقتصادي، حصل نوع من اللغط بعض الشيء. ولكنني بالمقابل قمت برصد مبلغ بعدة ملايين في أحد تلك البنوك في البلاد.
* بعد كل هذه السنوات.. كيف تمكنتم من المنافسة مع البنوك المحلية والأجنبية العاملة في الإمارات؟
- نحن نتعامل مع جميع إمارات الدولة وجميع سكان الإمارات بنفس الطريقة؛ فلا فرق بين ابن دبي عن ابن الشارقة أو أبو ظبي، ونتعامل مع الجميع من أجل خدمتهم وتسهيل أمور حياتهم. ونعتبر أن البنك يقدم خدمة للناس ويجب أن تكون الخدمة جيدة وتلبي الغرض منها، ولا نقول أبداً إن بنك دبي الإسلامي هو لدبي فقط، بل لجميع إمارات الدولة، ونحن منتشرون في مختلف أنحاء الإمارات من أجل تلبية طلبات أبناء الإمارات والمقيمين. فقدمنا الخدمة للجميع ولا نقدم إلا ما يخدم؛ فلا نقدم للجمهور ما قد يضر بهم.
< بعد كل هذه السنوات.. هل كنت تطمح إلى هذا المستوى أم أكثر من ذلك؟
- حقيقة فكرتي لم تكن ترتبط بأمنيتي بأن يكبر بنك دبي الإسلامي فقط، بل كل البنوك في هذا المجال. لكنها كما يبدو تأخرت في النمو وتحقيق مستويات متقدمة من النجاح. فقد زارني ذات مرة أحد المسؤولين في إحدى الدول الخليجية ودار بيننا نقاش طويل حول أفضلية نظام المرابحة على نظام الربا في البنوك لكنه لم يقتنع، وسأل متى سيتم الحسم وتصبح الأكثرية تتبع لهذه البنوك الإسلامية وتقتنع بها؟ فقلت له المسألة ترتبط بالوقت والجهد المبذول من طرفنا وكيفية إفهام الناس أن البنك الإسلامي بنك تعاوني. ونحن بحاجة إلى نوع من التأصيل والإدراك بأن البنك الإسلامي أكثر تعميراً وخدمة للجمهور، وهنا يتطلب الأمر أن تنتبه مؤسساتنا التعليمية لهذه النقطة كي يتعلم الناس ويعرفوا مدى وأهمية البنوك الإسلامية والنظام الاقتصادي الإسلامي.
* كيف تنظرون إلى الشيخ راشد ودعمه لكم واهتمامه بالبنك؟
- لم يتأخر الشيخ راشد عنا في أي يوم من الأيام بمختلف أشكال الدعم والمساندة، لكننا ـ ولله الحمد ـ لم نكن بحاجة إلى الدعم على الرغم من توافره وأهميته؛ لأن الأمور تسير على خير ما يرام، لكن ألا يكون أفضل أن يذهب الدعم لمن هو بحاجته؟ فنحن لم نكن بحاجة، ما يعني أن دولتنا ستستفيد من قيمة هذا الدعم لمشاريع وأفكار أخرى. بنك الاعتماد ذات مرة حصل عندهم مشكلة وجاء مديرو البنك منزعجين وقالوا لماذا تضحك ونحن تحترق دمانا؟ فقلت لهم الآن سيعرف الناس أن البنك الإسلامي لم يتأثر بما جرى. وقد ثبت هذا بالفعل بما قمنا به. وكسبنا ثقة المستهلكين نظراً للدور الذي نقوم به.
* البنوك المركزية تتعامل مع البنوك الإسلامية بنفس الطريقة والأسلوب والقانون الذي تتعامل به مع البنوك الربوية.. لماذا؟ وهل من تشريعات وقوانين خاصة؟
- في البداية كان التعامل ليس مختلفاً لكن في الفترة الأخيرة في الإمارات عملوا لنا شيئاً مختلفاً أو خاصاً ليس كثيراً لكنه يتمتع بنوع من المرونة.
* هناك مآخذ على بعض البنوك الإسلامية التي تستغل فكرة الإسلام لتحقق مآرب أخرى؟
- هذا وارد. حتى الإسلام في البدايات كان يعاني من فكرة من يدخل طمعاً، لكن النتيجة، أنه لا يبقى إلا الصحيح والسليم.
* هل تتوقع أن البنوك الإسلامية قادرة على المنافسة العالمية؟
- الآن تنافس بشكل جيد؛ فما بالك إذا تم تنظيم وتطبيق أفضل ووعي أكبر.
* شاهدنا كثيراً من البنوك تتحول إلى بنوك إسلامية.. فماذا يعني ذلك؟
- المشكلة تكمن في فكرة تأجير النقود واستئجارها.
* بعض البنوك الإسلامية تقاد من غير مسلمين.. هل توافق على ذلك؟
- لا يجوز.. لكن موظفين يجوز؛ فمؤسسات الإسلام لا يقودها غير المسلمين؛ لذلك أطالب المسؤولين في البنوك الإسلامية بأنه إذا أصبح الصبح باتجاه البنك يعتبره خروجاً في سبيل الله وتبليغ الرسالة.
* هل أنت راض عما حققه بنك دبي الإسلامي من مختلف النواحي؟
- نعم أنا راض عما تم تحقيقه، فقد كنا في البدايات نلتقي الناس فرداً فرداً لكننا اليوم لا نقوم بهذه المهمة بحكم التطور والتغير والنمو لكن عموماً نقوم بتلك المهمات بأشكال أخرى تلبي الهدف منها. وعموماً كل البنوك الإسلامية تسير في الاتجاه الصحيح. لكن أتمنى وجود تعاون روحي أكثر وأقول لا يمكن أن يكون التعاون حقيقياً إلا إذا كنا نحب بعضنا بعضاً ونتمنى الخير والنجاح لكل البنوك الإسلامية بنفس القدر الذي نحبه لبنكنا. وأريد أن أضيف شيئاً للمسلمين بأن يصحوا لأنفسهم وينتبهوا لما هو خير لهم في مختلف مجالات وشؤون الحياة والعمل. يجب أن ننتبه لما هو خير لنا .