مع أمير السياحة
أجزم أن الأفكار والتصورات التي يطلقها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ليست مجرد كلام عابر، فهي أقوال تقترن بالأفعال. ولعل اللقاء الذي حظيت به «الاقتصادية» من قبل الأمير سلطان ومعاونيه في الهيئة أكد مثل هذه القناعات لدي. الأمير سلطان لم يكن في لقائه مع رئيس التحرير ونخبة من الكتاب في صحيفة «الاقتصادية» إلى جانب عدد من الزملاء يتحدث عن إنجازات الهيئة العامة للسياحة والآثار، بل كان يتحدث عن جوانب النقص والقصور التي تشهد صناعة السياحة، ويتحدث عن الجهود المطلوب بذلها من أجل ذلك، ويتحدث عن الكيفية التي بدأت فيها الهيئة ممارسة هذا الدور. كثيرة هي الملفات التي تتحمل الهيئة العامة للسياحة والآثار معالجتها، هناك ملفا الفنادق ومراكز الإيواء، هناك ملف البرامج والخدمات السياحية.. إلخ. وفي جانب الآثار هناك الكثير من المهمات والواجبات، بينها إثراء سياحة المتاحف لدينا، وهي ثقافة لا تزال ضحلة للغاية، ويندر أن تجد شخصا من بين هواياته زيارة المتاحف والتعرف عليها. ولكن الأمير سلطان يغوص في تفاصيل هذا العمل ويجعل زيارة المتاحف لطلاب المدارس مجانية، وهو يبدي استغرابه كيف نشجع على زيارة المتاحف ونحن نضع رسوما لدخول طلاب المدارس إلى المتاحف. عناوين مهمة تناولها الأمير سلطان بن سلمان تتعلق بالتشويه البصري الذي يمارسه البعض نتيجة قلة الوعي للآثار والمعالم السياحية. سلطان بن سلمان يقول للمستثمرين إن قطاع السياحة منجم ذهب لا يزال يعد بالكثير، ويحكي سلسلة من قصص النجاح خاصة بالنسبة لصغار المستثمرين. ما زلنا في بداية الطريق، والهيئة تعد بالمزيد من الإنجاز. خرجت من هذا اللقاء بفكرة واحدة: استمعت إلى رجل يستطيع أن يشخص المشكلات التي يعانيها القطاع الذي يعمل فيه، ولا يمارس أي عمليات تجميل للصورة. هذا الأمر جعله وهو يعكف على وضع الحلول هو وفريقه لا يعطي أفكارا لا يمكن تنفيذها. بعد سنوات بمشيئة الله، سنحكي عن قصة نجاح غرسها الأمير سلطان بن سلمان، في مسار لم يكن ممهدا أبدا، وكانت تكتنفه الكثير من الإشكالات والعوائق.