خبير يصف الانتعاش الأمريكي الراهن بـ «قفزة القط الميت»
وصف خبير اقتصادي بارز ما تشهده السوق الأمريكية حالياً من انتعاش بـ» قفزة القط الميت»، في إشارة إلى مصطلح اقتصادي يستخدم لوصف حالة من الانتعاش المحدود ضمن موجة طويلة من التراجع.
وأضاف سايمون ديريك رئيس قسم أبحاث النقد في فرع مصرف «نيويورك مالون» في العاصمة البريطانية لندن أن هناك دائماً قلقا حيال احتمال اضطرار الحكومة الأمريكية إلى ضخ مزيد من الأموال عبر خطة إنقاذ جديدة في النصف الثاني من هذا العام، إذا اتضح أن ما تشهده الأسواق حالياً من انتعاش لا يتجاوز كونه «قفزة القط الميت».
وفي أحدث علامة على أن أكبر اقتصاد في العالم ما زال يصارع وطأة الركود أظهرت بيانات رسمية الخميس الماضي أن أرباب الأعمال الأمريكيين سرحوا 467 ألف عامل في حزيران (يونيو) وأن معدل البطالة ارتفع إلى 9.5 في المائة، ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى وصف أرقام الوظائف في الولايات المتحدة بالمؤلمة مؤكدا أنها «تستدعي التفكير»، حتى لو كان المتوسط الشهري لخسارة الوظائف خلال الفصل الحالي أقل منه في الفصل السابق.
وأضاف الرئيس الأمريكي «إذا كنا لا نزال نرصد مؤشرات على تباطؤ الانكماش، فإن هذا الأمر يشكل تعزية هزيلة لجميع الأمريكيين الذين خسروا عملهم».
وجاءت بيانات البطالة أسوأ من المتوقع حيث كان الخبراء يتوقعون ارتفاع عدد العاطلين بمقدار 365 ألف عاطل فقط خلال الشهر الماضي وفقا للمسح الذي أجرته وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية في وقت سابق.
وكانت بيانات البطالة قد سجلت تحسنا كبيرا مفاجئا في شهر أيار (مايو) الماضي، وعدلت وزارة العمل الأمريكية بيانات أيار (مايو) الماضي لتقول إن عدد العاطلين زاد بمقدار 322 ألف عاطل وليس بمقدار 345 ألف عاطل وفقا للتقديرات السابقة. وعلى صعيد متصل أعرب محللون ماليون عن قلقهم حيال مستقبل الدولار في الأشهر المقبلة، مبدين خشيتهم من «سيناريوهات مظلمة» تنتظر العملة الأمريكية خلال أشهر الصيف لأسباب محلية ودولية، وذلك رغم الانتعاش المحدود الذي أبداه الدولار في تداولات نهاية الأسبوع أمام العملات الصعبة الأخرى.
ووفقا لما ذكرته شبكة الـ «سي إن إن» في موقعها الإلكتروني عدد الخبراء عجز الموازنة وارتفاع الدين العام الأمريكي وتحذيرات الصين من اللجوء إلى عملة احتياط جديدة على أنها المخاطر الرئيسية التي تهدد أسعار الدولار، إلى جانب القلق حيال احتمال اضطرار واشنطن لضخ مزيد من الأموال في السوق. وجاء ذلك بعد أن فقد الدولار منذ شهر آذار (مارس) الماضي، 11 في المائة من قيمته أمام اليورو، و17 في المائة أمام الجنيه الاسترليني، بعدما بدأت المحافظ الاستثمارية التي استخدمت الدولار كملاذ آمن في أصعب لحظات الأزمة المالية العالمية بمغادرته للعودة إلى البورصات وأسواق السلع، مع استقرار الاقتصاد الدولي.
في هذا السياق، قال ديريك إن الترجيحات «تصب في خانة استمرار تراجع أسعار صرف الدولار وتواصل تعرضه للضغط»، لافتا إلى أن صعود الدولار بنسبة 25 في المائة أمام اليورو في الأشهر التي سبقت آذار (مارس) الماضي يعود جزئياً إلى «قلة جاذبية» العملات الأخرى، غير أنه يشدد على أن ذلك الأمر قد انتهى، وإن كان الدولار لا يزال قادراً على تحقيق مكاسب محدودة إن تواصلت البيانات الاقتصادية السلبية في الولايات المتحدة.
وعلى الجانب الآخر حث يويتشي سوزوكي مدير عام مكتب الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية اليابانية الدول الكبرى على أن تدعم الدولار كعملة دولية رئيسية على الرغم من أن الدول الناشئة قد تدرس طرح عملة احتياطي عالمية جديدة على هامش قمة مجموعة الثماني الأسبوع المقبل، في إشارة إلى طلب الصين طرح عملة احتياطي جديدة.
وقال يويتشي سوزوكي إن بلاده ترى أنه من الصعب أن تحل عملة أخرى محل الدولار كعملة الاحتياطي العالمية الرئيسية، وتعارض أي خطوة من شأنها إضعاف وضع الدولار من دون مبرر، مؤكدا أن بلاده مهتمة باستقرار سعر الدولار بسبب تجارتها مع دول أخرى ولأن أغلب احتياطياتها الأجنبية من أصول مقومة بالدولار.