احفظوا كرامتكم بوثائق تأمين السفر
يحزم كثير منا في إجازة هذا الصيف أمتعته استعداداً للسفر خارج المملكة، ونحن السعوديون نهتم بأدق التفاصيل التي تتعلق بأغراضنا وحاجياتنا التي نُضمّنها حقائب سفرنا بدءاً بكل ما يتعلق بهندامنا وانتهاء حتى بفرشاة أسناننا، وهذا الاهتمام يمتد كذلك لبعض الوثائق التي يحرص المسافر منا على التأكد من أنها في حوزته ويتفحصها مراراً وتكراراً وهي جواز وتذكرة السفر، إلا أننا ننسى وثيقة مهمة لا تقل أهمية عن هاتين الوثيقتين وهي وثيقة تأمين السفر أو كما تسمى هنا في المملكة بوثيقة تأمين السفر الدولي، فما هذه الوثيقة وما أهميتها؟
وثيقة تأمين السفر الدولي هي عبارة عن تعهد من شركة التأمين بتغطية المخاطر المتعلقة بسفر المستفيد إلى خارج المملكة مقابل قسط يتم دفعه إلى شركة التأمين وفقاً للنطاق والتحديدات والشروط والاستثناءات التي يتم الاتفاق عليها بين العميل وشركة التأمين.
وبالنسبة للأهمية التي ذكرتها لوثيقة تأمين السفر الدولي ففي اعتقادي أنها تمثل - بعد الله - غطاءً ضرورياً لكثير من المخاطر التي يتعرض لها المسافر في الخارج، التي قد تربك وقته أو ميزانيته الموضوعة للسفر أو أنه لا يستطيع أصلاً مجابهتها دون وجود مثل هذا النوع من التأمين. وقد أصبحت وثيقة تأمين السفر إلزامية في السفر لبعض الدول كما هو الحال بالنسبة لكثيرٍ من الدول الأوروبية، حيث أصبحت هذه الوثيقة شرطا أساسيا للحصول على تأشيرة الدخول لها، وهو أمر منطقي، حيث إن هذه الدول تعتمد على شركات التأمين فيها لتغطية كثير من المخاطر التي يتعرض لها مواطنوها وهي بالتالي تشترط على من يدخل أراضيها أن يكون مغطى تأمينياً عن بعض المخاطر حتى لا تتحمل هذه الدول التبعات المالية التي تترتب على حصول هذه المخاطر لمن يدخل أراضيها.
ولعل إلزامية وثيقة تأمين السفر الدولي لها انعكاس إيجابي فيما يتعلق بنشر ثقافة التأمين بوجه عام في المملكة، لأن وثيقة تأمين السفر تتضمن في ثناياها حزمة من أنواع التأمين المفيدة كالتأمين الصحي والتأمين على الحوادث والتأمين على الممتلكات، ولها كذلك انعكاس إيجابي على نشر ثقافة التأمين في حالة السفر مما يعود بالفائدة على مواطنينا في الخارج، وهذا يجعلهم كذلك في غنى عن الاستجداء من أقاربهم أو معارفهم في الداخل أو الخارج أو حتى طرق أبواب سفاراتنا في الخارج للحصول على الدعم المادي. كما أن هذا الأمر فيه ميزة حتى بالنسبة للمملكة فهي ستضمن كذلك تغطية مواطنيها بالتأمين في الخارج وعدم تعرضهم للمهانة أو ابتزازهم من أجهزة تلك الدول أو حتى معاناتهم من مزاجية بعض موظفي سفاراتنا في الخارج.
وبالنسبة لفوائد وثيقة تأمين السفر الدولي فقد لا يصدق البعض حينما أقول إن الفوائد التي تقررها هذه الوثيقة تبدأ حتى قبل صعود الطائرة وذلك في حالة إلغاء الرحلة، حيث يستحق العميل مبلغاً من المال تعويضا عن إلغاء الرحلة أو فواتها نتيجة حصول ظرف طارئ أو اختصار مدة الرحلة. كما تغطي هذه الوثيقة التكاليف العلاجية المترتبة على الحوادث التي تحصل للمسافر، وتتضمن كذلك التعويض في حالة الوفاة أو العجز أو فقدان الأطراف. وكذلك تتضمن الوثيقة تغطية المصروفات الطبية وبعض من المصروفات النثرية في حالة حصول مرض أو إصابة أو تنويم، وتتضمن الوثيقة كذلك التعويض عن فقدان الأمتعة والنقود والمقتنيات الشخصية كالمجوهرات وخلافها، وكذلك التعويض عن تأخر وصول الأمتعة.
ومع الفوائد العديدة التي توفرها وثيقة تأمين السفر الدولي ينبغي ألا نطمئن إلى أقوال مندوبي أو مسوقي وثائق تأمين السفر، بل ينبغي أن نقرأ بعناية بالغة كافة بنود وثيقة التأمين قبل أن نقوم بإبرامها لنعرف نطاق التغطية ومبالغ التعويض والاستثناءات والشروط التي وضعتها الشركة في وثيقة تأمينها، ولنعرف كذلك الواجبات التي تمليها علينا وثيقة التأمين. مع تمنياتي برحلة سعيدة وموفقة بإذن الله لكل مسافر يودع تراب هذا الوطن.