معلمو المدارس الأهلية... جهد مضاعف وراتب لا يتجاوز 2500

معلمو المدارس الأهلية... جهد مضاعف وراتب لا يتجاوز 2500

أبدى عدد من معلمي المدارس الأهلية استياءهم الشديد من وضعهم الحالي والمتمثل في قيامهم بمهام شاقة تفوق مهام نظرائهم في المدارس الحكومية، مقابل مردود مادي ضعيف لا يصل إلى نصف رواتب نظرائهم، إلى جانب سوء التعامل من إداراتهم من حيث طلباتهم التي وصفوها بالإجبارية، وطالب المعلمون بضرورة تدخل المسؤولين لحل مشكلاتهم مع المدارس الأهلية وتحسين أوضاعهم.
وأوضح عبد الله المطيري أحد المعلمين الذي تكبد ألم البحث عن وظيفة تعليمية فاستقر به الحال في مدرسة أهلية، أنه يعمل بجهد مضاعف دون عطف من إدارة المدرسة التي جعلت المعلم آلة فقط لاستقبال وتنفيذ الأوامر التي تملى عليه من قبل الإدارة، دون أن تكون هناك مزايا إضافية توازي المهام الإضافية التي يتم تكليفه بها.
وأشار المطيري إلى أن المعلم في المدرسة الأهلية يكلف بـ 24 حصة في الأسبوع الواحد، إضافة إلى الإشرافات الأسبوعية الكثيرة، بخلاف التكليفات الإدارية الإجبارية والتي تتطلب منه جهدا في العمل تجنبا للوقوع في خطأ ما وهو ما قد يكلفه جزءا من راتبه، أما في حالة عدم وجود أي أخطاء فإن راتبه في نهاية الشهر لا يتجاوز مبلغ 2500 ريال فقط وهو الراتب المتفق عليه.
وأضاف ''يجب أن يكون هناك دعم من صندوق الموارد البشرية لمعلمي المدارس الأهلية، وتجعل رواتبهم كحد أدنى 4500 ريال، حيث إننا أثناء توقيع العقود نضطر إلى القبول بمهمة التدريس بذلك الراتب لعدم وجود رقم أفضل، إلا أنه وبعد توقيع العقود فإنه يتم إلزامنا بواجبات أخرى غير تلك التي اتفقنا عليها.واتفق معه في حديثه علي الحارثي الذي ذكر أن جشع ملاك المدارس وإدارتها دفعهم إلى الضغط على المعلمين في عمل ما يريدون أو تهديده بإبعاده عن المدرسة، مبينا المتاعب الذي يجنونها من العمل طوال اليوم وخاصة الأيام التي تسبق الاختبارات من دروس تقوية وملخصات للطلاب. ولفت الحارثي إلى أنه رغم ما يبذله المعلمون في سبيل إرضاء الإدارة وتسهيل المواد للطلاب ومتابعتهم، إلا أن الإدارة لا تكافئهم، وتكتفي بالراتب الشهري الذي في بعض المدارس لا يتجاوز الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين، وقال ''لم يتوقف الأمر عند حجم الرواتب، فرغم قلتها نجد معاناة في تسلمها، كون بعض المدارس يتأخر في صرف رواتب المعلمين لديهم ويرحلونها إلى الشهر الذي يليه، دون مراعاة لالتزامات المعلم الأسرية والاجتماعية، كما أنه مهدد في حال تقدمه بالشكوى بالفصل من وظيفته، الأمر الذي من شأنه أن يجبره على تحمل المتاعب خوفا من الجلوس في المنزل بلا وظيفة. وطالب الحارثي أن يكون هناك متابعة لحالات معلمي المدارس الأهلية، وتحسين وضعهم وإلزام المدارس الاهلية بصرف رواتب للمعلمين في الإجازات، أسوة بنظرائهم في المدارس الحكومية.واستغرب الحارثي عدم تحرك الجهات المسؤولة لتحسين أوضاع معلمي المدارس الخاصة، مشيرا إلى قرار قد صدر منذ عدة أعوام يقضي بصرف أربعة آلاف ريال للمعلمين في المدارس الأهلية، بحيث يدفع صندوق تنمية الموارد البشرية 50 في المائة من المبلغ، فيما يتكفل ملاك المدارس بالنصف الآخر، إلى جانب تسجيل المعلمين في نظام التأمينات الاجتماعية، واحتساب خدمات العمل، وتوفير تأمين وعلاج طبي في المستشفيات الخاصة إلى غير ذلك من مزايا نظام التأمينات، إلا أن ذلك لم يتم تطبيقه حتى الآن.

الأكثر قراءة