رؤية صادمة لمستقبل العالم في عهد ما بعد النفط
جيمس هوارد كنستيلر
يقدم الكتاب رؤية جديدة صادمة لمستقبل العالم في عهد ما بعد النفط. أثارت هذه الرؤية الفريدة انتباه خبراء البيئة وقادة الشركات وكانت موضوعا للكثير من الجدل، كما أثارت نقاشا حول اعتماد الولايات المتحدة على النفط.
شهد القرنان الماضيان أعظم طفرة في التقدم والثروة في تاريخ البشرية، والتي يرجع الفضل في الكثير منها إلى اكتشاف طاقة الوقود الأحفوري الرخيصة غير المتجددة، إلا أن عصر النفط يوشك على الانتهاء، والحياة التي نعرفها صارت على وشك التغير تماما وبأسرع مما نعتقد.
يتناول الكتاب الأحداث المتوقعة بعد تجاوز مرحلة ذروة إنتاج النفط ونهاية عصر الطاقة الرخيصة المتاحة في متناول الجميع، ويعد القراء للتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لا يمكن تصور مداها والتي هي على وشك الحدوث.
يشير الكتاب إلى أن إنتاج النفط قد بلغ ذروته وسيبدأ على الفور في التراجع، مؤكدا أن المصادر الأخرى للطاقة لن تملأ الفجوة خاصة في مجال النقل والمواصلات. وستكون النتيجة التي يتوقعها الكتاب هي عصر مظلم جديد يكون فيه مستقبل البشرية على المحك.
فعند غياب النفط الرخيص كوقود ستنهار الضواحي والمدن الكبرى التي تعتمد على النقل والمواصلات, كما ستنهار الصناعة والزراعة للأغراض التجارية وستشهد العربات التي تجرها الخيول مرحلة جديدة من العودة إلى العمل.
ويتوقع الكتاب سيناريوهات سوداوية تتلو هذا الموقف، حيث يرى أن المجاعات ستجتاح العالم وستلجأ الحكومات العاجزة إلى الحروب البيولوجية للقضاء على السكان كما سيجتاح القراصنة الآسيويين ولاية كاليفورنيا.
يتشفى مؤلف الكتاب من الحداثة في هذه التوقعات، حيث يتمنى رؤية الولايات المتحدة وهي عاجزة ضعيفة تحاول استجماع قواها وإعادة التجمع في مدن صغيرة آدمية وأنظمة اقتصادية محلية قائمة على المزارع الصغيرة والتجار تحل محل عولمة الشركات. كما يتنبأ بعودة العلاقات القوية والإخاء الاجتماعي، وانقراض ثقافة الاستهلاك الحالية.
الانتقادات التي يوجهها الكتاب للمجتمعات المعاصرة مبررة تماما، إلا أن تكهناته وتوقعاته المستقبلية قد تفتقر إلى المصداقية، خاصة عندما ينفي الكتاب تماما أي احتمالات من أن يتمكن نظام السوق أو التكنولوجيا من إنقاذ الحضارة المعاصرة في عالم يتضاءل فيه إنتاج النفط.
يلخص الكتاب موقف الناس حيال هذه التوقعات قائلا «إن الناس لا يستطيعون احتمال الكثير من الحقائق»، ويحذر القارئ في مقدمة كتابه قائلا: «ما ستقرأه الآن سيتحدى افتراضاتك بشأن العالم الذي نعيش فيه وبصفة خاصة العالم الذي تدفعنا إليه الأحداث الجارية».