هذا الأسبوع.. النفط يحدد أرضيته الصلبة

هذا الأسبوع.. النفط يحدد أرضيته الصلبة

التقلب الذي شهدته حركة الأسعار خلال الأسبوع الماضي واستقرارها في إطار معدل 70 دولارا للبرميل من خام ويست تكساس يتوقع له أن يصبح مدار اهتمام السوق هذا الأسبوع لجهة هامش التحرك وإذا كان المعدل السعري الذي برز سيصبح هو الأرضية التي تتحرك عليها الأسعار مستقبلا.
ففي نهاية يوم الأربعاء الماضي تراجع سعر البرميل إلى ما دون 70 دولارا بسبب التركيز على المستوى المرتفع للمخزون من البنزين والمقطرات، الذي وصل إلى أعلى معدل له منذ عشر سنوات، وذلك على الرغم من المخزون من النفط الخام سجل تراجعا متجاوزا بها تقديرات المحللين، التي كانت تعتقد أن حجم المخزون من الخام يمكن أن يتراجع بنحو مليون برميل، لكن جاءت الأرقام النهائية لتشير إلى تراجع بلغ 8.3 مليون. وفي المقابل تصاعد حجم المخزون من المنتجات المكررة بنحو 3.9 مليون برميل إلى 208.9 مليون، كما زاد المخزون من المقطرات 900 ألف إلى 152،1 مليون برميل.
لكن في يوم الجمعة ومع ورود الأنباء عن تصاعد في حدة العنف في نيجيريا بسبب تحركات المتمردين العسكرية، تجاوز سعر البرميل في نيويورك حاجز 70 دولارا مرة أخرى بعد التأكد من الأنباء الخاصة بمهاجمة المتمردين بعض المرافق النفطية التي تديرها شركة رويال دتش شل. وبدأت الأنباء والتساؤلات تتواتر حول تأثير هذه الهجمات في قدرة نيجيريا على الحفاظ على إمكاناتها الإنتاجية التي تقلصت إلى نحو 1.4 مليون برميل يوميا متراجعة بنحو 400 ألف برميل خلال الربع الأول من هذا العام و بنحو نصف مليون برميل يوميا ما كانت عليه قبل عام.
وأثرت عمليات التمرد في تشغيل بعض المصافي، بل هناك كما في بورت هاركوت، وفي كادونا تم اللجوء إلى المخزون لتوفير احتياجات المصافي، وهو إجراء يمكن أن يوفر حلا مؤقتا لفترة أسبوعين أو ثلاثة، وهو ما يرشح للعامل النيجيري أن يستمر في التأثير بصورة أو أخرى.
على الجانب السياسي عرضت الحكومة عفوا وبرنامجا للتعويض، لكن لا يبدو أن تأثيره سيكون كبيرا، فهو قد يغري بعض مجموعات التمرد بالاستجابة، لكن مواقعهم سيحتلها أولئك الذين لم يلقوا السلاح.
وفي ختام يوم الجمعة وانتهاء التداول عاد سعر البرميل إلى التراجع إلى ما دون 70 دولارا بعد فقدان خام ويست تكساس نحو 1.5 في المائة من قيمته ليستقر عند 69.16 دولار للبرميل، وذلك في إطار تراجع عام لأسعار الأسهم والسندات، الأمر الذي أعاد بعث المخاوف عن استمرار الضعف الاقتصادي.
وأدى طغيان هذا المزاج النفسي إلى عدم الالتفات إلى بعض الأخبار الإيجابية مثل تلك الخاصة بإنفاق المستهلكين وكونه جاء أعلى في أيار (مايو)، وذلك فيما يبدو انتظارا من قبل السوق إلى مؤشرات أكثر قوة ومتتالية لتؤكد الخروج من حالة الكساد. من جانب آخر ستراقب السوق كيفية تصرف الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبك»، وإذا كانت ستستمر في التقيد ببرنامج خفض الأنتاج، أم تتزايد عمليات التخلي عن هذا الجانب وبالتالي يزيد حجم الإمدادات إلى السوق.
وهذا احتمال تتزايد إمكاناته بسبب تزايد حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى الدول الأعضاء. وستتجه الأنظار في هذا إلى الموقف الذي ستتخذه السعودية فيما يتعلق بهامش التحرك الخاص بسعر البرميل، وإذا كانت ستستخدم قدراتها الإنتاجية لدعم السعر في هذا المعدل أو السماح بتصاعده، مع أن الحكومة النيجيرية أعلنت برنامجا للعفو عن المتمردين.

الأكثر قراءة