شركات النفط تتحسب للأسوأ وتأمل في الأفضل في العراق
خطوط أنابيب تدمرها القنابل ومحطات نفط تعطلها هجمات انتحارية ومسؤولون يلقون مصرعهم في انفجارات قنابل زرعت في الطريق أو يخطفون من مكاتبهم تحت تهديد السلاح. هذه النكبات ليست أسوأ مخاوف مدير تنفيذي في قطاع النفط في بيئة معادية فحسب لكنها واقع السنوات الست الأخيرة من الفوضى وإراقة الدماء والحرب في العراق.
وتأمل أكبر شركات النفط في العالم ألا يقتفي المستقبل أثر خطوات الماضي عندما تقدم عروضها هذا الأسبوع لتطوير ستة من أكبر حقول النفط العراقية وحقلين للغاز في أول مزاد يجريه البلد الذي تمزقه الحرب منذ عام 2003. وتتنافس على العقود 32 شركة أجنبية من بينها «أكسون موبيل»، «توتال»، و«رويال داتش شل».
وسيحصل الفائزون على موطئ قدم في بلد يملك أحد أكبر الاحتياطيات في العالم لكن عليهم في الوقت نفسه توخي الحذر لحماية استثماراتهم، ويقول استشاري أمني غربي إن العراق يعتبر واحدا من أكثر الأماكن تحديا لشركات الطاقة «نظرا لأن المخاطر التجارية ضخمة كما أنه مكان غير مستقر حتى الآن».
وثروة العراق النفطية نعمة ونقمة في الوقت ذاته إذ يملك ثالث أكبر احتياطيات في العالم تقدر بنحو 115 مليار برميل وهو ما قد يمكنه من إعادة الإعمار بعد سنوات من الصراع، لكن إغراء الثروة النفطية يذكي خلافات وشكوكا عميقة.
ويعتقد كثير من العراقيين أن الشركات الأجنبية ستنهب نفط بلادهم كما يقول هيو ماكمانرز المتحدث باسم ايرنيز وهي شركة أمنية استعانت بها الحكومة الأمريكية بعد الغزو في 2003 لإعادة بناء قوة الشرطة المكلفة بحماية البنية التحتية للنفط العراقي.
ويضيف قائلا «يمكننا القول إن هذه النظرة السلبية لشركات النفط العالمية، تستخدم بشراسة من جانب الإرهابيين والمحرضين من القوميين. أنها صيحة تعبئة جيدة». وانحسر العنف في أنحاء العراق بشدة لكن الهجمات المدمرة لا تزال شائعة مع مغادرة القوات الأمريكية المقاتلة للمدن العراقية هذا الشهر وتسليم مسؤولية الأمن للشرطة والجيش العراقي توطئة لانسحاب أمريكي كامل بنهاية 2011.
ومنذ 20 حزيران (يونيو) قتل 200 عراقي على الأقل في تفجيرات، ولا يزال دبلوماسيون ومديرو شركات أجانب وصحافيون يتنقلون برفقة حراس مدججين بالسلاح في قوافل من عربات مدرعة.
ولن تغيب عن الذاكرة بسهولة مشاهد التسجيلات المصورة الرديئة لرهائن غربيين يذبحون كما تتزايد التهديدات بالخطف سواء من قبل متطرفين إسلاميين أو قطاع طرق، وتستعين بالفعل شركات النفط بشركات أمن لتقدم لها المشورة. ومن المتوقع أن تقلل الشركات لأدنى قدر تعرضها المباشر للمخاطر عن طريق الاستعانة بشركات الخدمات والمتعاقدين.