أمين عام الصندوق الخيري : لا نأخذ ضمانات ولا نحصل على فوائد .. والفقر شرف لي

أمين عام الصندوق الخيري : لا نأخذ ضمانات ولا نحصل على فوائد .. والفقر شرف لي

منيف النفيعي من الرياض

نفى عبد الملك السناني الأمين العام للصندوق الخيري الوطني، أن يكون الصندوق يأخذ ضمانات على من يمنحهم قروضا، مؤكدا أن الصندوق لا يأخذ ضمانات ولا يحصل على فوائد، وقال ''دورنا دراسة المشروع والتأكد من جديته ثم تقديم القرض ومتابعة التنفيذ''.
وذكر السناني خلال استضافته في ''ملتقى إعلاميي الرياض'' أخيرا أن عمر الصندوق الفعلي هو عامين فقط وذلك منذ تلقيه الدعم الحكومي، نافيا عدم ملك الصندوق للمال، مشيرا إلى أنه في بداياته الفعلية ولديه برامج كثيرة يتم دراساتها بأساليب غير تقليدية، مضيفا ''الصندوق لا يستخدم أسلوب المنح المباشر، وإلا  لما بقيت هللة واحدة فيه، ولكنه يتبنى مسألة التدريب على الإقراض، والتدريب على رفع مستوى فكرة الاقتصاد حتى ينمو ويعود بالعوائد والنفع على الفئة المستحقة''.
وكشف الأمين العام للصندوق الخيري الوطني لمكافحة الفقر، عن وضع استراتيجية للإنماء الاجتماعي في طريقها للإقرار من المقام السامي، وقال ''تم الانتهاء منها الآن، ورفعت إلى المقام السامي لإقرارها، ثم وضعها موضع التنفيذ، كما تم عمل الهيكلة الخاصة بالجهاز الإداري والتنظيمي للصندوق ورفعت إلى وزارة المالية لاعتمادها، لافتا إلى أن الاستراتيجية تسعى إلى تحويل الشخص المستحق للزكاة إلى دافع لها، من خلال توفير مشاريع اقتصادية صغيرة للأسر الفقيرة لتتحول من خلالها إلى أسر منتجة.
وأكد السناني أن الصندوق يستهدف الفئة المستحقة للضمان الاجتماعي لتقديم المشروعات الإنتاجية لها عن طريق الإقراض، موضحا أن الصندوق يراقب ويتابع نشاط الأسر الممنوحة القرض، حيث نجح عدد كبير منها وأصبحت لها كيانات اقتصادية تحقق لها مدخولات شهرية، لافتا إلى أن هناك تجارب فاشلة من البعض الآخر، ويجري تقويمها.
وأشار الأمين العام للصندوق الخيري الوطني إلى أن الصندوق لا يقدم إعانات إغاثية أو مساعدات نقدية للمحتاجين، وإنما يساعد الأسر المحتاجة لإقامة مشروعات اقتصادية وتنموية من خلال قروض حسنة، كاشفا عن عزم الصندوق تقديم ثمانية آلاف منحة تعليمية، رصد لها نحو 78 مليون ريال، وأن هذه المنح مرتبطة باحتياجات السوق، مضيفا ''الصندوق قدم أكثر من ثلاثة آلاف منحة تعليمية تتمثل في تخصصات الطب الوقائي، التمريض، والأعمال الحرفية، وهي تخصصات مطلوبة في سوق العمل''. وفيما يخص بناء الصندوق مساكن للمحتاجين من ذوي الدخول المتدنية، أوضح أن الصندوق وقع اتفاقية مع مؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي، مبينا وجود خطة تشغيلية لتقديم قروض مساكن ما زالت موضع نظر من قبل مجلس إدارة الصندوق سيتم إقرارها قريبا، نافيا أن تكون هناك ضبابية أو غموض في عمل الصندوق، وتابع ''أستبعد وجود محسوبية في منح القروض، ولكن في الوقت ذاته أقر بوجود الشفاعة الحميدة لمن يستحقون الدعم والمساعدة''.
وقال السناني إن هناك مكتبا للتوظيف في الصندوق لمساعدة من يحتاجون إلى عمل وتدريبهم على كيفية التقدم لطلب وظيفة، وأن الصندوق وقع عددا من مذكرات التفاهم مع جهات تعمل من الشأن الاجتماعي والخيري، مضيفا من بين آليات الصندوق الإسهام في إيجاد حاضنات للمشاريع الصغيرة، ورفع المستوى التعليمي لأبناء الأسر المحتاجة من خلال إلحاقهم بمؤسسات التعليم الأهلي والحكومي في التخصصات التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل''.
وعن أكبر المناطق التي يوجد بها ذوو الدخل المحدود قال السناني ''تعتبر منطقة جازان هي الأكبر في ذلك، وهي الأكثر استهدافا في تنفيذ مشروعات الصندوق منذ نشأته الفعلية عام 2002، فقد تم تنفيذ 423 مشروعا فيها، مشيرا إلى تنفيذهم لمشاريع أخرى في الرياض بلغت 515 مشروعا، و 502 مشروع في مكة المكرمة، بإجمالي قدره نحو 4.5 مليون ريال''.
وحول تعديل اسم صندوق مكافحة الفقر إلى الصندوق الوطني الخيري بهدف تجنب كلمة الفقر، رد بقوله ''هذا غير صحيح إطلاقا، بل كان تماشيا مع استراتيجية الإنماء الاجتماعي التي ذكرتها سابقا، وأنا لا أجد عيبا في كلمة (فقير)، وشرف لي أن أكون من الفقراء، وكذلك كان والدي وجدي، فكلنا فقراء إلى الله''.
وحول ارتباط الصندوق بالجمعيات الخيرية، رد السناني الجمعيات هي التي تقدم لنا الفئات المستحقة والطالبين للإقراض، وهي حلقة وصل مؤثرة بين الصندوق والمستحقين، وتساعد في متابعة القرض والوصول إليه واسترجاعه، لكني أطالب برفع الأداء المالي والإداري لها حتى تتمكن من إدارة المشروعات بشكل أسرع. يذكر أن عبد الملك السناني حضر اللقاء على الرغم من حالة ابنه الصحية والذي أدخل إلى العناية المركزة قبل اللقاء بساعات، إلا أنه التزم بالحضور وكان متجاوبا مع طرح الزملاء الإعلاميين وأجاب عن أسئلتهم بكل رحابة صدر.

الأكثر قراءة