على خطى البورصات الدولية: موجة هبوط مؤلمة تضرب الأسواق الخليجية

على خطى البورصات الدولية: موجة هبوط مؤلمة تضرب الأسواق الخليجية

ضربت موجة هبوط حادة ومؤلمة أسواق الأسهم الخليجية في تعاملات الأمس ( باستثناء الكويت ) دفعتها إلى اقتفاء أثر البورصات الدولية التي تفاعلت سلبا مع الصورة التشاؤمية التي رسمها تقرير جديد لصندوق النقد الدولي توقع انكماش الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي بنسبة 2.9 في المائة أعلى من النسبة التي توقعها في تقرير سابق في آذار (مارس) الماضي بنسبة 1.7 في المائة.

ومنيت الأسواق الإماراتية بخسائر فادحة بلغت قيمتها 15.6 مليار درهم من قيمتها السوقية لتكون بذلك أكبر الخاسرين في تعاملات الأمس لتبدد بذلك كامل المكاسب التي حصدتها منذ مطلع الشهر الجاري خصوصا سوق دبي التي سجلت أكبر نسبة هبوط 5.8 في المائة لتقضي تماما على مكاسب سجلتها منذ مطلع الشهر وحتى أعلى مستوى للمؤشر عند 2.200 نقطة بنحو 17 في المائة, وتراجعت عديد من الأسهم وفي مقدمتها سهم "إعمار" بالحد الأقصى 10 في المائة.

كما تراجعت سوق العاصمة أبوظبي هي الأخرى بنسبة قوية 3.2 في المائة ليصل المؤشر إلى أدنى مستوى له خلال شهر, وعادت بورصة قطر من جديد لتتخلى عن مستوى 6.500 نقطة مسجلة انخفاضا بنسبة 1.8 في المائة, وبعد ثلاث جلسات من الارتفاع المتواصل تراجعت سوق مسقط بنحو 1.1 في المائة, وتخلى المؤشر عن مستوى 5.800 نقطة أعلى مستوى له للعام بلغه أمس الأول.

وجاء التراجع طفيفا في سوق البحرين بربع في المائة في حين تمكنت بورصة الكويت في الدقائق الأخيرة من تغيير مسارها من الانخفاض بنحو 100 نقطة إلى الارتفاع الطفيف بنسبة 0.16 في المائة بدعم من أسهم البنوك.

وجاءت عملية البيع المكثفة في أغلبية الأسواق خصوصا في الإمارات وقطر من قبل محافظ الاستثمار الأجنبية وعدد من المحافظ المحلية التي سارت في مسارها, وقال وسطاء في سوق دبي إن عروض بيع قوية جاءت من محافظ أجنبية أرادت من خلالها تصفية جزء من مراكزها في الإمارات لتغطية مراكز مكشوفة في أسواقها الرئيسية.

وبعد تماسك لجلسة واحدة أمس الأول, عادت سوق دبي من جديد إلى الهبوط الحاد بضغط من كامل أسهمها حيث تراجعت الأسهم المتداولة كافة وعددها 24 شركة دون أي ارتفاع لسهم واحد, وسجلت الأسهم كافة نسب هبوط قياسية وصلت إلى الحد الأقصى 10 في المائة لعديد منها.

ومني سهم "إعمار" ثاني الأسهم الثقيلة في المؤشر بالنصيب الأكبر من عمليات البيع التي أجبرته على الانحدار بالحد الأقصى 10 في المائة عند أدنى مستوى له 3.16 درهم قبل أن يقلص جزءا من خسائره ويكتفي بتراجع نسبته 8.8 في المائة إلى 3.20 درهم, وفي آخر ربع ساعة تكاثرت عروض البيع الكبيرة على السهم بلغت في إحدى الصفقات ثلاثة ملايين سهم بسعر 3.20 درهم.

كما تراجع سهم مصرف السلام - السودان بالحد الأقصى أيضا 10 في المائة وكل من تكافل الإمارات 9.6 في المائة إلى 1.79 درهم وتبريد 9.5 في المائة إلى 85 فلساً وأمان 9.7 في المائة إلى 1.20 درهم وكل من دبي للاستثمار وديار 8.3 في المائة إلى 1.21 درهم للأول و77 فلساً للثاني, كما تراجع سهم شعاع بنسبة 9.2 في المائة متأثرا بتخفيض شركة موديز للتصنيفات الائتمانية التصنيف الممنوح للشركة ثلاث درجات على خلفية الخلاف الدائر بينها وبين مجموعة دبي المصرفية حول السندات القابلة للتحول إلى أسهم.

ووفقا لإحصائيات سوق دبي, كانت مبيعات الأجانب هي الضاغطة على السوق حيث بلغت قيمتها 403.7 مليون درهم تشكل نحو 55.5 في المائة من إجمالي تعاملات السوق البالغة 728 مليون درهم مقابل مشتريات بقيمة 306.5 مليون درهم ليكون صافي الاستثمار الأجنبي 97.2 مليون درهم كمحصلة بيع.

وجاء البيع قويا من الأجانب من غير الخليجيين والعرب بقيمة 197.3 مليون درهم مقابل مشتريات بقيمة 81.3 مليون درهم كما بلغت قيمة مبيعات الخليجيين 50.6 مليون درهم والمشتريات 39.2 مليون درهم, وعلى العكس استمر العرب في الشراء بقيمة 186 مليون درهم مقابل مبيعات اقل بقيمة 155.7 مليون درهم.

وجاء الهبوط بالقوة نفسها في سوق العاصمة أبوظبي التي سجل مؤشرها أدنى مستوى له خلال الشهر بضغط من أسهم العقارات والطاقة والبناء, وسط تعاملات بقيمة 344 مليون درهم, وتراجعت أسعار خمسة أسهم بأكثر من 9 في المائة وهي: "أسماك"، "العين للتأمين"، "الطبية"، "أسمنت أم القيوين"، و"جلفار".

وهبطت أسهم العقار كافة بنسب قياسية بواقع 7.3 في المائة لسهم رأس الخيمة العقارية إلى 76 فلس وبالنسبة نفسها لسهمي "صروح" إلى 2.75 درهم و5.8 في المائة و"الدار" إلى 3.73 درهم, كما انخفض سهم "الاتصالات" بنسبة 2.4 في المائة إلى عشرة دراهم.

وعادت بورصة قطر في ثالث جلسة تداول لها باسمها الجديد للهبوط بنسبة قوية متخلية عن مستوى 6.500 نقطة وسط تراجع في أحجام وقيم التداولات إلى 352 مليون ريال من تداول 12.4 مليون سهم منها تعاملات بقيمة 7.3 مليون لثلاثة أسهم هي الريان وبروة وناقلات, وأستقر سعر الأول دون تغير عند 12.50 ريال في حين أنخفض الثاني والثالث بنسبتي 2.6 في المائة إلى 32.50 ريال و2 في المائة إلى 24 ريالا.

وعلى غرار دبي, قال وسطاء في البورصة القطرية أن محافظ الاستثمار الأجنبية هي التي قادت عملية البيع متأثرة بالهبوط القوي في أسواق المال الدولية في الولايات المتحدة وأوربا وآسيا حيث تحاول قدر الإمكان تعديل مراكزها بناء على التراجعات القوية في الأسواق.

وقادت الأسهم القيادية كافة موجة التراجع حيث فقد سهم صناعات قطر الأثقل في المؤشر نحو 3.3 في المائة من سعره إلى 106.90 ريال والمصرف الخليجي 3.7 في المائة إلى 15.40 ريال والمصرف الإسلامي 3.2 في المائة إلى 71.40 ريال, والبنك التجاري 0.16 في المائة إلى 64.70 ريال وسجل سهم مجمع المناعي أكبر انخفاض بين 32 شركة هابطة بنسبة 5.8 في المائة إلى 124.80 ريال.

وفشلت سوق مسقط التي كانت أمس الأول عند أعلى مستوى لها للعام فوق 5.800 نقطة في الحفاظ على مسارها الصاعد, وعجلت تراجعات بقية الأسواق الخليجية من موجة جني الأرباح التي قادتها الأسهم القيادية كافة غير أن قيم وأحجام التداولات سجلت ارتفاعا ملموسا إلى 21 مليون ريال من تداول 33.2 مليون سهم بفضل النشاط غير المسبوق على سهم المتحدة للطاقة بقيمة 10.1 مليون ريال من تداول 7.4 مليون سهم, ومع ذلك أغلق السهم مستقرا دون تغير عند ريال واحد.

وسجلت الأسهم القيادية والثقيلة كافة في المؤشر نسب هبوط جاءت متباينة بين القوية والمتوسطة حيث انخفض سهم بنك مسقط الأثقل بنسبة 2.8 في المائة إلى 0.728 ريال وكل من عمانتل وبنك عمان الدولي 0.31 في المائة إلى 1.277 ريال للأول و0.321 ريال للثاني, كما تراجع سهم ريسوت للأسمنت ثاني الأسهم النشطة بتداولات قيمتها 2.6 مليون ريال بنسبة 0.96 في المائة إلى 1.468 ريال في حين خالف سهم البنك الأهلي مسار السوق مسجلا ارتفاعا بنحو 1 في المائة إلى 0.195 ريال, وأعلن البنك مع بنك صحار أنهما غير معرضين لأية انكشافات على مجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين.

وجاء الانخفاض طفيفا في سوق البحرين التي شهدت عودة قوية لتعاملاتها بقيمة 1.6 مليون دينار من تداول 12.3 مليون سهم بفضل النشاط القوي على سهم مصرف السلام بتداول 11.7 مليون سهم, ومع ذلك تراجع سعره بنسبة 2.4 في المائة إلى 0.121 دينار.

وضغطت جميع أسهم البنوك والاستثمار والفنادق على السوق و وسجل سهم فنادق البحرين الانخفاض الأكبر بنسبة 4.6 في المائة إلى 0.530 دينار والأهلي المتحد 2.7 في المائة إلى 0.530 دولار والخليجي 2.1 في المائة إلى 0.137 دينار وأنوفست 1.1 في المائة إلى 0.860 دينار في حين ارتفع سهم بيت التمويل الخليجي بنسبة 2.3 في المائة إلى 0.890 دولار وناس 1.6 في المائة إلى 0.246 دينار.

وتمكنت بورصة الكويت في الدقائق الأخيرة من الإفلات من موجة الهبوط التي اجتاحت بقية الأسواق الخليجية بدعم من تحول أسهم قطاع البنوك التي دعمت المؤشر في تغيير مساره من الهبوط إلى الارتفاع وسط تراجع في التعاملات إلى 118.3 مليون دينار من تداول 490 مليون سهم.

ويبدو أن السوق تفاعلت مع إعلان هيئة الاستثمار الكويتية إقامة مزاد علني لبيع حصتها في بنك بوبيان بما يعادل 231 مليون سهم على ثلاث شرائح بواقع 77 مليون سهم لكل شريحة على أساس سعر ابتدائي 0.550 دينار للسهم أو سعر الإغلاق في اليوم السابق للمزاد الذي تحدد يوم 22 من الشهر الجاري , وعزز هذا الإعلان من مسيرة الصعود لسهم بوبيان الذي واصل قفزاته بنسبة 5 في المائة إلى 0.520 دينار.

في حين تباين أداء بقية أسهم البنوك بين انخفاض لسهم البنك الوطني بنسبة 1.5 في المائة إلى 1.240 دينار وبرقان 1.1 في المائة إلى 0.450 دينار في حين ارتفع سهم بيتك بنسبة 3.3 في المائة إلى 1.240 دينار, وتراجع سهم زين بنسبة 1.7 في المائة إلى 1.180 دينار وجلوبل 3 في المائة إلى 0.130 دينار.

الأكثر قراءة