رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


اندماج شركات التأمين ضرورة أم ترف؟

المتابع لسوق التأمين السعودية يلحظ أن هناك تفاوتاً كبيراً بين شركات التأمين سواء من حيث الحجم أو الأداء أو الخبرة أو الإمكانيات البشرية أو المادية أو الإدارية. كما أن سوق التأمين السعودية تعد سوقاً ناشئة وهي بحاجة إلى من يرسم خريطتها بكل عناية فهي سوق يحتاج من يتعامل معها أن يعرف مكوناتها وعناصرها والعوامل التي تؤثر فيها وتلك التي تنهض بها، كما أنها سوق بحاجة إلى من يشخصها تشخيصاً سليماً وتحتاج إلى من يضع لها الخطوة تلو الخطوة لتسير في الطريق الصحيح ولتصبح فيما بعد صناعة نعتز بها وبمكوناتها.
ويبقى الحديث عن الاندماج بين شركات التأمين في السوق السعودية مسألة ضرورية وهو يعد خياراً ذا أولوية وخيارا استراتيجيا وضروريا لشركات التأمين وذلك لعدة أسباب، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى فئتين: وهي إما أسباب دافعة للاندماج أو أسباب محفزة أو مشجعة له، فبالنسبة للأسباب التي أرى أنها تدفع شركات التأمين دفعا نحو خيار الاندماج فيقف على رأسها العدد الكبير لشركات التأمين المرخصة في السوق أو تلك التي في طور الترخيص والذي يقارب لحد الآن ثلاثين شركة تأمين وهذا أدى إلى خلق منافسة غير متكافئة بين تلك الشركات.
هذا إذا عرفنا أن هناك شركات قليلة تستحوذ على كعكة التأمين في المملكة وفي مجالات تقليدية معينة وأهمها مجالي التأمين على المركبات والتأمين الصحي. كما أنه لا توجد رؤية واضحة لشركات التأمين الوليدة في السوق أو أن لديها خططا طموحة أو حتى قدرة فنية لتقديم منتجات تأمينية جديدة وتنفرد بها، بحيث أصبح وضع بعض هذه الشركات يستوجب التدخل لإنقاذها من الانهيار والخروج من السوق. وبالنسبة للأسباب الدافعة الأخرى نجد منها ما يخص السوق السعودية للتأمين فهي كما ذكرت ما زالت سوقاً غير مهيأة من حيث الإمكانات البشرية والفنية والتنظيمية والوعي العام وأقصد بالمسائل التنظيمية تحديداً عدم وجود أنظمة تأمين إلزامية أو تحفيزية تخلق مجالات عمل لشركات التأمين مثل التأمين ضد المسؤوليات على اختلافها والتأمين الهندسي وما إلى ذلك، فالاندماج يجب أن يكون لمعالجة النقص في الإمكانات البشرية والفنية اللازمة لعمل شركات التأمين. أما فيما يخص الأسباب المحفزة لاندماج شركات التأمين فأهمها هو أن الاندماج سيؤدي إلى خلق كيانات تأمينية عملاقة قادرة على تنويع خدماتها التأمينية وطرح منتجات تأمينية جديدة بأسعار معقولة للمستهلك وفي مختلف المجالات، والاستفادة كذلك من الخبرات الفنية والبشرية والإمكانات المادية والتسويقية والإدارية للشركات التي رسخت أقدامها في السوق، وكذلك ضغط النفقات الباهظة التي تنفقها شركات التأمين لتكوين البنية التحتية والخدماتية لها. ومن فوائد الاندماج كذلك القضاء على المنافسة غير المتكافئة التي قد تضر بشركات التأمين وبالمستهلك على حد سواء.
ولذلك فالاندماج بين شركات التأمين لا يعد لدينا من قبيل الترف المهني بل هو خيار استراتيجي وضروري لشركات التأمين في المملكة، وتأسيساً على ذلك فأنا أدعو شركات التأمين للدخول في مفاوضات اندماج فيما بينها، وأرى كذلك أنه من المناسب أن تتبنى مؤسسة النقد (ساما) برنامج اندماج تشجيعي لشركات التأمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي