أجر بناء المسجد باق لصاحبه الأول ولو تمت إعادة بنائه من جديد

أجر بناء المسجد باق لصاحبه الأول ولو تمت إعادة بنائه من جديد

أكد المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ, أن الشريعة جاءت بالترغيب في بناء المساجد، وبيان الثواب المترتب لبانيها، وأن هذا المسجد إذا أقيم؛ فهو شاهد لصاحبه بالخير، وعمل صالح يصل إلى ذلك الميت في لحده، فهو قد بنى مسجدا يؤذن فيه كل يوم وليلة خمس مرات، وتقام فيه شعيرة الإسلام، يذكر الله فيه، ويصلى فيه، ويتلى فيه كتاب الله؛ فما أعظمه من وقف، وما أفضله من وقف.
وقال المفتي العام إن الأيدي لا تستطيع الامتداد عليه، ولا يتنافس الورثة فيه، ولا يزدحمون على اقتطاعه، بل أخرجه صاحبه وقفا لله باقيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، حتى ولو عمر هذا المسجد بعده وغير مكانه؛ فإن ثواب ذلك الباني ثواب عظيم مستمر له، يقول الله ـ جل وعلا ـ مبينا أن عمارة المساجد لا تكون إلا من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر، المقيمين للصلاة، المؤدين للزكاة: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)؛ ومضى يقول: علينا أن ننظر هذا الفضل العظيم من الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي أضاف المساجد إليه: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ)، ووصف العاملين له بأنهم مؤمنون بالله واليوم الآخر، مقيمون للصلاة، مؤدون للزكاة، يخشون الله، ويرجون ثوابه؛ فقال: (فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)؛ لبذلهم ذلك المال المحبب للنفوس في سبيل عمارة المسجد، وأشار إلى أن الباعث لهذا العمل الذي قام به هو رجاء الله، والطمع في ثوابه، والتقرب إليه بما يرضيه: (فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)، وعد لهم؛ لأنهم من أهل الهداية والخير؛ لأنهم أقاموا هذا المشعر العظيم، الذي تؤدى فيه الصلوات، ويعلن صوت الأذان الله أكبر كل يوم خمس مرات، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من بنى لله مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة"، وهو القائل - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة، بنى الله له مثله في الجنة"، وبين - صلى الله عليه وسلم - أن النفقة على بناء المسجد عمل صالح يستأنس به المسلم في لحده، وينشرح صدره، ويتوالى الخير عليه بعد موته، هذا حظه من دنياه، يقول - صلى الله عليه وسلم - فيما ثبت عنه: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته: علما نشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو نهرا أجراه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو صدقة في حياته تصدق بها"؛ وبين آل الشيخ أن الحديث النبوي اشتمل على خصال حميدة، تلحق الميت بعد موته يلحقه ثوابها، العلم الذي نشره؛ وهو يستفيد من ذلك العلم، وممن نقل هذا العلم وتوالى في ذلك، وكذلك الولد الصالح الذي يدعو له، والمصحف يورثه، والنهر يجريه، ومسجدا يبنيه، وبيت لابن السبيل يبنيه، وصدقة أخرجها في حياته .

الأكثر قراءة