رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


عشوائية تنفيذ بعض المساجد

لا شك أن بناء المساجد من الأمور التي حث عليها الشارع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له به بيتا في الجنة) ومفحص القطاة هو الموضع الذي تحفره القطاة ليكون مكانا لتبيض فيه والقطاة نوع من الحمام الصحراوي ، فهذا فضل عظيم لمن يقوم ببناء المساجد فبناء بيت في الجنة هو أمنية كل مؤمن بالله وكل راجي لعفوه سبحانه وتعالى. يقول الشيخ عبد الله بن جبرين شفاه الله (إن كل من ساهم بجزء من ماله في بناء مسجد فله بقدره من الأجر؛ فإذا كان هذا المساهم ساهم بربع البناء أو عشره، أو ربع عشره، فله أجره حيث يكون نصيبه أكثر من مفحص القطاة،، ولا يحتقر الإنسان أن يساهم بأي مبلغ من المال) فما أعظم هذا الفضل، ولكن في مقابل هذا الفضل العظيم وهذا الحرص ممن يقبل على بناء المساجد أو من يعيد بناءها نجد أن هناك مشكلة كبيرة نتمنى من وزارة الشؤون الإسلامية أن توليها اهتماما كبيرا، خصوصا في ظل حرص وزيرها الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ على المتابعة والتوجيه بذلك، وهذه المشكلة متمثلة في وجود بعض المساجد التي تصدر تصاريحها من الوزارة بالموافقة على بنائها كمسجد جديد أو إعادة البناء ويقام بعضها بشكل عشوائي، بحيث لا تنفذ الشروط التي تطلبها الوزارة كاملة أو البلدية في أثناء التنفيذ وذلك بسبب جشع بعض المقاولين. ومن أهم هذه الشروط وجود إشراف هندسي مباشر على المسجد أثناء التنفيذ، وهذا يحتاج إلى قيام فرق من الوزارة من المهندسين لمتابعة تنفيذ بناء هذه المساجد، وهذا يجعل بعض المقاولين للأسف الشديد ينفذ بناء المسجد بشكل عشوائي لعدم المتابعة له، مما يوجد بعض الأخطاء في التنفيذ قد يكون تأثيرها مستقبلا على المسجد، وشخصيا اطلعت على بعض من هذه المساجد بوجود بعض المهندسين الذين أشاروا إلى وجود أخطاء في بناء أحد المساجد في مدينة الرياض، وهذا يحتاج كما أسلفت إلى أن يكون هناك فنيين من الوزارة متابعين لبناء هذه المساجد حتى لا تكون هناك أخطاء مستقبلية تؤثر في وضعية المسجد، وقد لا تظهر مبكرا لكن حتما ستظهر بعد فترة، وما جعلني أتناول هذا الموضوع مكانة بيوت الله في نفوسنا، وللاهتمام والعناية التي توليه الدولة وفقها الله ببيوت الله وكذلك ما يدفعه بعض المحسنين من مبالغ في بناء هذه المساجد ويولون المسؤولية بعض المقاولين الذين يتعاقدون مع مقاولين آخرين من الباطن لتنفيذ مشروع المسجد دون أن يكلفوا أنفسهم متابعة التنفيذ، وهذه أمانة يجب أن يحرص عليها بعض المقاولين الذين لا يهمهم سوى المقابل المادي. نسأل الله أن يأخذ بأيدينا لكل خير وأن يوفقنا للعمل لما يحبه ويرضاه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي