انهيار عام 2008 ومعناه: النموذج الجديد للأسواق المالية

انهيار عام 2008 ومعناه: النموذج الجديد للأسواق المالية

يدور هذا الكتاب باختصار حول فكرة أن الافتراض الاقتصادي التقليدي من أن العرض والطلب يحركان الأسعار ليس إلا نقطة انطلاق لفهم الأسواق المالية. ففي دورات الرواج والكساد نجد أن هذه النظرية، التي تعد ذائعة الصيت في الكتب المدرسية، لا تفتقر فقط إلى الدقة، وإنما هي خاطئة تماما.
هذه هي الفكرة الأساسية التي يدافع عنها جورج سوروس في كتابه الجديد هذا حول انهيار الائتمان. بينما يمر العالم بواحدة من أخطر الاضطرابات الاقتصادية منذ الكساد الكبير، يكتب جورج سوروس الخبير المالي عن جذور الكارثة ويقترح مجموعة من السياسات التي يجب تطبيقها لمواجهتها.
يضع جورج سوروس، بخبرته في الأسواق المالية، الكارثة المالية الحالية في سياق عشرات الأعوام التي قضاها في دراسة تعامل الأفراد والمؤسسات مع دورات الرواج والكساد التي تتحكم الآن في نشاط الاقتصاد العالمي.
يجمع الكتاب بين اتسامه بالعملية وتقديمه رؤية فلسفية متعمقة يسهم بها في زيادة فهم القراء لأزمة الائتمان وتداعياتها على الولايات المتحدة وعلى العالم أجمع. يضع الكتاب إطارا لفهم الأزمة المالية التي بدأت في أيار (مايو) 2008، ثم أخذت تكشف عن نفسها شيئا فشيئا، ويؤكد أن الكارثة أكبر بكثير مما يريد الكثير من الناس أن يصدقوا.
كما يعترف سوروس في الكتاب بأنه لم يكن يتوقع أبدا أن يتفكك النظام المالي وأن ينهار الاقتصاد العالمي، إلا أنه يرى الآن أن تأثير انهيار بنك ليمان براذرس على الاقتصاد العالمي يعد مساويا لانهيار النظام المصرفي في فترة الكساد الكبير. كما أن الانهيار الحالي يعد حدثا حديثا للغاية لم تتضح بعد آثاره الكاملة.
كما يطلق الكتاب تحذيرا بأن العالم بأسره والغرب بصفة خاصة عليه أن يستعد لنمو اقتصادي أبطأ الآن، وأن الولايات المتحدة لن تشهد نموا اقتصاديا حقيقيا قبل مرور عقد كامل على الأقل.
من أهم آثار هذه الأزمة الاقتصادية أنها تحذر الصين من مغبة اتباع النموذج الاقتصادي الأمريكي. فقد اعتادت الصين أن تتطلع إلى الغرب محاولة تقليده إلا أنها اكتشفت الآن أن هذا النموذج الغربي لا يخلو من عيوب قاتلة، لذلك تشعر الصين بأن عليها حاليا التركيز على تطوير قدراتها وهي في هذا صارت متقدمة على الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
فعلى سبيل المثال اعتادت الصين أن تستخدم متطلبات مختلفة لرأس المال باعتبارها أداة تخطيط، فقد غيرت متطلبات رأس المال للبنوك 17 مرة في العام الماضي حيث رفعتها في البداية ثم قامت بتخفيضها. ويعتقد جورج سوروس أن الولايات المتحدة عليها أن تفعل الشيء ذاته في الظروف الحالية.
وعلى كل حال لم يعد من الممكن الاعتماد على الحكومة الصينية في ضخ الأموال لتغطية ديون الحكومة الأمريكية، فسوف يكون لديهم مال أقل لأن الفوائض لديهم تنكمش بسبب انخفاض حجم الصادرات لديهم.

الأكثر قراءة