لماذا يتخذ القادة الناجحون قرارات خاطئة؟

لماذا يتخذ القادة الناجحون قرارات خاطئة؟

ما الذي يجعل القادة الأذكياء المتمرسون يتخذون قرارات خاطئة قد تتسبب حتى في الكوارث. ولماذا يصر الناس على أنهم اتخذوا القرار الصائب حتى لو كانت تبعاته الوخيمة واضحة تماما للعيان؟ وكيف يمكنك التأكد من أنك تتخذ القرار الصائب؟
يستعرض الكتاب كيف يمكن للعمليات الفعالة التي يجيرها العقل البشري أن تتعثر عندما يكون المرء بصدد اتخاذ قرار مهم. كما يوضح أن الطرق المختصرة التي تعلم العقل البشري أن يجيرها عبر آلاف السنين من التطور يمكن أن تعطل عمليات اتخاذ القرار.
يقدم الكتاب نموذجا قويا لاتخاذ قرارات أفضل، ويصف العلامات الأساسية التي يجب التركيز عليها، ويشرح بالتفصيل ضمانات اتخاذ القرار التي يحتاج إليها متخذ القرار. يستخدم الكتاب أمثلة من إدارة الأعمال والسياسة والتاريخ ليوضح أمثلة للقرارات الخاطئة في لحظات اتخاذها وكيف يمكن تجنب تكرار مثل هذه الأخطاء.
يحث الكتاب القراء على إعادة تقييم أسلوبهم في القيادة والطريقة التي يتعاملون بها مع عملية اتخاذ القرار. يحدد الكتاب أربع حالات يمكن أن تؤدي إلى حدوث أخطاء في عملية الحكم على الأمور وهي: التجارب المضللة، الأحكام المسبقة المضللة، المصالح الذاتية غير الملائمة، والتعلق غير الملائم.
التجارب المضللة هي الذكريات التي تبدو مشابهة للموقف الذي يواجهه المرء، في حين أن هذا غير صحيح. هذه الحالة مسؤولة عن أكثر من نصف القرارات الخاطئة، فمثلا الأرباح الكبيرة التي حصدتها عمليات الإقراض العقاري خدعت المصرفيين في شتى أنحاء العالم ودفعتهم إلى خوض مخاطر ظهر الآن مدى حماقتها.
الأحكام المسبقة المضللة هي القرارات أو الأحكام السابقة التي تؤثر في عملية اتخاذ القرار الحالية. هذه الأحكام المسبقة في الغالب تؤدي إلى أخطاء في تقدير النتائج المحتملة، كما يمكن أن تؤدي إلى تبني خطط خاطئة. ويمكن أن تؤدي أيضا إلى اعتماد خطط نجحت في الماضي إلا أنها ليست بالضرورة مناسبة للموقف الحالي. فمثلا عام 1999 روج توني بلير رئيس وزراء بريطانيا إلى سياسة التدخل في شؤون ما يسمى الدول الفاشلة، وهو ما أثر فيما بعد في قراره بمساندة الحرب على العراق.
المصالح الذاتية غير الملائمة هي المصالح الشخصية التي تتعارض مع المسؤوليات التي علينا تجاه أصحاب المصالح الآخرين. لا يدرك معظم الناس أن المصلحة الذاتية تعمل على مستوى العقل الباطن. والمثل الذي يضربه الكتاب هنا هو مدير تنفيذي لإحدى الشركات الكبرى اقترح على مجلس الإدارة أن يتلقى مكافأة عشرة ملايين دولار في الوقت الذي كان فيه القطاع المالي للشركة في حالة يرثى لها.
التعلق غير الملائم هو المشاعر القوية التي يحملها المرء تجاه مجموعة أو مكان أو شيء ما بما يؤثر في القرارات التي يتخذها. المثال الذي يضربه الكتاب هنا هو أنه في المناخ المالي الحالي والذي تحتاج فيه الكثير من الشركات إلى تخفيض العمالة وبيع بعض الأصول يرى الكتاب أن التعلق ببعض الأصول قد يمنع الشركات من بيعها ما سيؤدي إلى مشاكل مستقبلية.

الأكثر قراءة