أمريكا والإرهاب .. قصة انفجار "وول ستريت"

أمريكا والإرهاب .. قصة انفجار "وول ستريت"

في هذا الكتاب يحكي بيفرلي جايج قصة هجوم إرهابي كان ذائع الصيت لكنه صار منسيا إلى حد كبير. يقوم الكتاب على آلاف الصفحات من تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالية ليقدم ملحمة تاريخية بوليسية متتبعا أربع سنوات من جهود البحث عن الجناة والتي امتدت إلى إيطاليا والاتحاد السوفياتي الجديد آنذاك.
كما يصطحب الكتاب القراء في رحلة عبر الزمن لعشرات السنوات الماضية ليكشف التاريخ غير المعروف للإرهاب الذي نشأ في عقر دار الأمريكيين، والذي شكل المجتمع الأمريكي منذ نحو قرن مضى.
يستعرض الكتاب حياة الضحايا والمشتبه فيهم والمحققين، كما يتناول مجموعة من أكثر الأحداث إثارة للجدل في وقت وقوعها ومنها إنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالية، والحملة الفيدرالية ضد المهاجرين الإرهابيين، وجهود المجتمع لتحديد وحماية الحقوق المدنية وترسيخ مقاومة الشيوعية كمبدأ لا غنى عنه في السياسة الأمريكية.
يرى الكثير من الأمريكيين في الوقت الحالي أن تدمير مبنى التجارة العالمي هو أول أكبر الأحداث الإرهابية على الأرض الأمريكية، وأنه فعل شرير لم يسبق له مثيل، إلا أن هذا الكتاب يأتي ليذكر الجميع بأن للإرهاب في الولايات المتحدة تاريخا أيضا.
ففي ظهر يوم السادس عشر من أيلول (سبتمبر) 1920، وفي الوقت الذي يفد فيه مئات الموظفين والعمال في "وول ستريت" لتناول الغداء في فترة الراحة أتت عربة يجرها حصان محملة بالديناميت وانفجرت قاذفة الشظايا المعدنية وألسنة النيران ومحولة هذا الجزء الحيوي من عالم الاقتصاد المالي إلى منطقة حرب. قتل 39 شخصا وجرح المئات، ما جعل هذا الانفجار هو أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة آنذاك.
يستعرض الكتاب أيضا الكاريكاتير السياسي عام 1920، الذي يعكس آراء عامة الشعب فيما يتعلق بالهجوم على "وول ستريت" ونتائجه. وفيه وجه رسامو الكاريكاتير سخريتهم إلى أوغاد هذا العصر من الشيوعيين والفوضويين وأصحاب الأعمال الجشعين.
على الرغم من أن لغز هذه الجريمة لم يتم حله إلى الآن، إلا أنه كانت لها توابع أخرى، فالتحقيق في الجريمة وخرقه الحقوق المدنية أدى إلى عملية تطهير واسعة النطاق في مكتب التحقيقات الفيدرالية، وللمفارقة أدى هذا إلى ظهور أكبر منتهك للحقوق المدنية الأمريكية وهو إدجار هوفر.
كما ساهمت عملية التفجير في توفير مناخ مناسب لإدانة اثنين من الفوضويين بالقتل في قضية صارت أهم قضية يسارية لفترة طويلة. ومع مرور الوقت تضاءلت أعمال العنف والإرهاب في الولايات المتحدة على الرغم من استمرار أعمال العنف المنظمة والاضطرابات الأخرى.

الأكثر قراءة