طرق استخدام قوة المعرفة السياسية في الاستثمار الاستراتيجي
يستعرض الكتاب تأثير المخاطر السياسية العالمية على عالم الاقتصاد في تحليل دامغ الحجة. يتناول الكتاب بالتفصيل المجالات الرئيسية التي يجب على الشركات أن تكون متيقظة لها لتتمكن من البقاء والاستمرار في منظومة الاقتصاد العالمي بما فيها مجالات: القوانين والتنظيمات الدولية، وتغير الحكومات والاضطرابات الأهلية وحالات نزع الملكية والإرهاب والحروب.
يشرح الكتاب مستعينا بأمثلة ممتازة، كيف أن التخطيط للتأقلم مع مثل هذه التطورات السياسية يمكن أن يؤثر في الشركة إيجابا مؤديا إلى ازدهارها أو سلبا منتهيا بانهيارها. يشير الكتاب إلى أن هذا هو الفارق بين مؤسستي "مورجان ستانلي" وبنك نيويورك في أعقاب الهجمات الإرهابية للحادي عشر من أيلول (سبتمبر).
آنذاك كان لكلتا الشركتين مقار كبيرة في داخل برجي مركز التجارة العالمي اللذين تعرضا للتدمير أو بالقرب منهما، إلا أن "مورجان ستانلي" كان لديها خطة طوارئ بينما لم يكن بنك نيويورك قد أعد خطة مماثلة، ومن ثم فقد تعرضت المؤسسة الأولى لبعض الاضطراب، في حين عانت الثانية خسائر مهولة في حجم أعمالها.
تحتاج دراسات الحالة التي يقدمها الكتاب إلى موجز واضح لكيفية التطبيق الفعلي لخطط تقوية الشركات في مثل هذه المواقف. لا يقدم الكتاب دراسة ميدانية، وإنما يقدم تحليلا موضحا للأمور، أي أنه لا يقدم استشارات عملية وإنما عرضا للموقف تاركا المجال للأفراد والشركات لأخذ زمام المبادرة للمزيد من التقييم اللازم لتقليل المخاطرة.
تعلم المستثمرون في السنوات القليلة الماضية أن السياسة مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي بقدر أهمية أساسيات الاقتصاد لأداء الأسواق العالمية. لم يتعلم الكثير من المستثمرين والشركات حتى الآن كيفية قراءة علامات التحذير: فخبرتهم في الاقتصاد أكبر بكثير منها في السياسية، وغالبا ما يحدوهم الأمل في أن المواقف المتأزمة مثل المواجهة بين جورجيا وروسيا ستنتهي بأقل قدر من الخسائر.
إلا أن مثل هذه السيناريوهات، كما يشير الكتاب، غالبا ما يكون لها توابع كارثية أكثر مما يتخيل البعض. وفي الرسوم البيانية التي تستعرض منحنى معدل تكرار هذه الأحداث وقوة تأثيرها نجد أن تأثير عدم الاستقرار السياسي غالبا ما يكون كبيرا.
يعد الكتاب الأول من نوعه في تحديد المجال الواسع للأخطار السياسية التي تتعرض لها الشركات العالمية، كما يوضح للمستثمرين كيف يمكن إدارة هذه المخاطر بفعالية ما يضمن تقليل المخاطرة التي تتعرض لها شركاتهم.
يوضح الكتاب أن العالم على الرغم من أنه يظل محفوفا بالمخاطر بالنسبة للشركات، إلا أنه لا يزال يستوعب المشاريع الجديدة، وأن المخاطر السياسية على الرغم من أنه لا يمكن توقعها إلا أنه يسهل تحليلها على خلاف ما يظنه كثير من الناس.