مريض يحتاج واسطة !

في رنية مريض نفسي، يهدد أسرته ومجتمعه، ولم يجد من يستقبله، فاضطر شقيقه إلى احتجازه في غرفة مغلقة. هروب هذا المريض قد يسفر عن حدوث عنف وقتل. ومع ذلك لا أحد يصغي، فالمستشفيات رفضت استقبال الحالة. المريض كان موظفا في القطاع الحكومي، واضطر للانقطاع عن عمله بسبب المرض. شقيقه عايض عبد الله الشماسي السبيعي قال لجريدة المدينة التي نشرت هذا الخبر (11 يونيو 2009) إنه يتمنى أن يتم إدخال شقيقه إحدى المصحات النفسية لعلاجه ومد يد الرحمة إليه وإنقاذه، ويقول إن شقيقه لو خرج من محبسه فلن يستطيع أحد السيطرة عليه.
أشعر بقدر من الألم وأنا أكتب هذه الكلمات، فلا أتصور أن مسؤولا في الشؤون الصحية في المنطقة يعتبر أن الأمر لا يعنيه. لا يمكن أبدا أن تصبح الأمور بهذا القدر من السوء. لا يمكن أن تمتنع المستشفيات الحكومية عن مد يد العون لمريض يعاني. لا يمكن أن تتحكم مسائل روتينية خرساء في امتناع الضمان الاجتماعي من مساعدة الأسرة بحجة أن الرجل وفقا لما هو مسجل في بياناتهم موظف حكومي. ألف لا يمكن يمكن صياغتها، لكن أهم "لا يمكن" تتمثل في استمراء بعض صغار المسؤولين في بلادنا عدم تيسير أمور الناس واكتفائهم بمن لديه واسطة. فيا معالي وزير الصحة هناك مواطن اسمه سعد السبيعي يعاني مرضا نفسيا ووجوده حر يهدد أسرته، بحاجة إلى واسطة كي ينال حقه الطبيعي كمواطن في العلاج. إنه لأمر محبط أن تتحول الصحافة إلى منبر يتم من خلاله تقديم العرائض والالتماسات من أجل التمتع بحق العلاج. أليس كذلك؟!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي