هناك من يسابق على الأرباح الدنيوية وينسى ألأرباح الباقية
دعا الشيخ أحمد السيف الداعية الإسلامي, المصلين إلى الاهتمام بالتبكير إلى الصلاة والمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد لما في ذلك من الأجر العظيم , وأكد أن هناك من يسابق على الأرباح الدنيوية وينسى ألأرباح الباقية وأضاف أن الجالس قبل الصلاة في المسجد انتظاراً لتلك الصلاة هو في صلاة - أي له ثوابها - ما دامت الصلاة تحبسه, ففي الصحيحين عن أنس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: أنه لما أخر صلاة العشاء الآخرة ثم خرج فصلى بهم، قال لهم: "إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة".
وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".
#2#
وقال : أن الملائكة تدعو له ما دام في انتظار الصلاة، ففي الحديث: "ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له, اللهم ارحمه". وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
قوله (مصلاه): المراد به موضع الصلاة التي صلاها في المسجد دون البيت كما يدل عليه آخر الحديث.
أما المرأة فقال أهل العلم: لو صلت في مسجد بيتها وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.
وأبان السيف أن المبكر للصلاة يتمكن من أداء السنة الراتبة - في صلاتي الفجر والظهر- ويصلي نافلة في غيرهما, ففي الصحيحين عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة قالها ثلاثاً قال في الثالثة لمن شاء".
كما أن المبكر للصلاة يمكنه استغلال ذلك الوقت لقراءة القرآن الكريم فقد لا يتيسر له ذلك في أوقات أخرى كما أن هذا الوقت من مواطن إجابة الدعاء ففي الحديث عن أنس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "إن الدعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة فادعوا".
وأضاف أن المبكر للصلاة يدرك الصف الأول، ويصلي قريباً من الإمام، عن يمينه، في الحديث: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" فهو يدرك التكبيرة الأولى مع الإمام، والتأمين معه، ويحصل له فضل صلاة الجماعة.
وانتقل السيف للحديث عن فضل البقاء في المسجد انتظاراً للصلاة الأخرى فقال : إن في جلوس المرء في المسجد بعد الصلاة انتظاراً لصلاة أخرى فضل عظيم وأجر كبير، فمن ذلك: أنه في صلاة لما سبق في الحديث: "لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".
وأضاف أن ذلك نوع من الرباط في سبيل الله للحديث: "وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرابط". أخرجه مسلم قال ابن رجب: وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها، فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول، فإن كان كلما صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدها استغرق عمره بالطاعة، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله ـ عزّ وجل.
كما أن منتظر الصلاة تصلي عليه الملائكة، عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "مُنْتَظِرُ الصَّلاةِ منْ بعد الصلاة كفارس اشتدَّ به فرسه في سبيل الله على كَشْحِهِ تُصلِّي عليه ملائكة الله ما لم يُحدث أو يقوم وهو في الرّباط الأكبر".
وبين أن ذلك الانتظار أيضا من أسباب تكفير السيئات ورفع الدرجات ففي الحديث "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ فذكر منها: وانتظار الصلاة بعد الصلاة". أخرجه مسلم.
وفي الحديث: "الكفارات: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات".
وقال ابن رجب: يدخل في قوله: "والجلوس في المساجد بعد الصلوات": الجلوس للذكر والقراءة وسماع العلم وتعليمه ونحو ذلك، ولا سيما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإن النصوص قد وردت بفضل ذلك، وهو شبيه بمن جلس ينتظر صلاة أخرى لأنه قد قضى ما جاء المسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى. أ. هـ
وفي الحديث عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه".
وتطرق إلى ما كان عليه السلف من عمارة المساجد وذكر بعضا من الأمثلة لارتياد بعض السلف المساجد واهتمامهم بذلك ومنهم سعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 30 سنة إلا وهو في المسجد.
وربيعة بن زيد ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد إلا أن يكون مريضا أو مسافرا.
وختم كلامه بالحث على العمل للآخرة وعمارة المساجد واستشهد بقوله ـ صلى الله عليه وسلم: "إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟".
وسأل الله أن يجعل الجميع من عمار المساجد المحافظين على الصلاة فيها، ويرزقهم الإخلاص في القول والعمل.