رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


وطنياً: ماذا استفدنا من الكوارث الطبيعية؟

التغيرات الطبيعية أقدار وقتها الله بحساب ولأسباب، كما أنه سبحانه سخر لنا العلماء الذين يتعلمون ويتبصرون، فيعلمونا كيف نتجنب آثارها إن كانت هالكة، فيكونون بذلك أدلة لنا وموجهين في كل مجال. ما يجب علينا تبنيه فعلا، هو أن نجعلهم مصادرنا التي نقصدها، إذا ما أردنا تنمية ثقافاتنا في المجالات المختلفة. ونساعدهم بكل وسيلة حسنة على أن نتدبر ونتأمل في خلق الله وأقداره، لنسهم معاً في إصلاح ما حولنا في هذا الكون ليكون خير سكن لأجيالنا القادمة ـ بإذن الله ـ في أيامنا هذه وزلازل المنطقة الشمالية الغربية للمملكة تشهد هزات تنبئ بتغيرات جيولوجية في جميع الشلايط الغربي للمملكة، نجد أن الجميع أصبح يترقب بشغف آخر أخبار الوضع، وما يطمئن هو وجود وزارة البترول والثروة المعدنية، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ومديرية الدفاع المدني، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والجمعية السعودية لعلوم الأرض، جمعية البيئة السعودية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الإعلام؛ يتابعون الحدث ويرقبونه بشكل مستمر وتحت ضبط شديد لأهمية ذلك في الحفاظ على أرواح الأهالي الساكنين في تلك المناطق في المقام الأول. مع أملنا ألا تستمر في شدتها وأن تستقر في معدل آمن بإذن الله، أرى أن هناك حاجة من الآن إلى تهيئة المنطقة للسكن والمعيشة بنموذج آخر. ولكن قبل ذلك لابد من التأكيد على أن في كل مكان تحدث به كارثة أو أزمة مفاجئة تكون الوهلة الأولى بعدها عبارة عن حراك فوضوي وتساؤلات غير منظمة وتثير القلق. في هذا الظرف سرعان ما استقرت الأمور بظهور جميع الفرق المدربة على التعامل مع الحدث، لتقوم بالتجهيزات والإعدادات والتوعوية في مناطق الإيواء وجعل مناطق الإخلاء مرصودة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار الفضائية والأرضية على مدار الساعة، فشكرا جزيلا لهم.
وبقراءة ورقة الدكتور نواب تحت عنوان (التعدين أحد ركائز التنويع الاقتصادي: هل يمكن للسعودية تحقيق ذلك؟) وجدت في بعض أجزائها أننا كمجتمع مدني أمامنا الكثير لنستفيد منه في هذا البلد المعطاء. إضافة إلى ذلك فمنذ الملتقى الخليجي الأول لمخاطر الزلازل في عام 2004م، لم يكن الإعلام أو المواقع المتخصصة متابعة لتوصيات هذا التجمع، وحبذا لو سلطنا الأضواء عليها في المستقبل القريب. فمثلا لو أننا نسقنا لتخريج أعداد في كلية علوم الأرض قادرة على استخدام تقنية المعلومات بأسلوب متطور، لكان هذا العام بداية تخريج نخبة قادرة بكفاءة على مساندة علمائنا ولشاركت على مستوى تقني باستخدام أفضل البرامج والتقنيات التي أصبحت أكثر إيضاحا وتقريبا للذهن. بعض من خريجي هذا العام 2009م يمكن أن يكونوا من حملة شهادة الدكتوراة في عام 2015م، وبالتالي خبراء ومبتكرين في علوم الأرض والهندسة الجيولوجية والتعدين وغيرها من التخصصات الفرعية في عام 2020م لينضموا للنخبة الموجودة، وهذا قمة الفخر. مثل آخر هو: أنه كان من الممكن تخصيص ساعة على مدار اليوم تكرر عدة مرات يوميا على إحدى القنوات السعودية تشرح بأسلوب افتراضي Virtual مثلا حركة الطبقات القشرية للأرض في هذه الظروف وبالذات في المنطقة. قد يكون فيها أيضا أو في قناة أخرى عرض لفيلم واقعي أو بالرسوم المتحركة لما حدث في العيص، يجعل الفرد منا لا يحتاج إلى اللغة حتى يعي كيفية تحرك طبقات القشرة الأرضية وغيرها من الظواهر ولا البحث عن معلومات في غير موقع مما قد يجد متناقضات لا تفسير لها. لا شك أن ذلك سيكون له أبلغ الأثر في تعويد مجتمعنا البسيط المسالم على تقدير المواقف وتحمل المسؤولية والانطلاق من خلال المؤسسات الحكومية والجمعيات العلمية والخيرية في تطوير جميع الجهود المبذولة خصوصا أننا في المملكة على شريط ساخن متزايد الهزات الأرضية التي تستدعي توعية المجتمع بأسلوب أكثر إيضاحا وتفصيلا.
من ناحية أخرى، لم أقرأ أو أسمع عن أن أحد المصارف تقدم بتغطية تكلفة جانب من الجوانب كتأمين أجهزة أو تجهيزات بأساليبها المختلفة، أو توفير وسائل نقل على مستوى عال أو تعميد مصانع المنازل الجاهزة بتوفير مزيد من البيوت المتنقلة، أو إعادة خريطة الإسكان في المنطقة، أو أي تحرك اجتماعي إيجابي يثبت مسؤولية مؤسسات تشارك في التنمية. لم أسمع عن مؤسسة بترولية أو معدنية تقدمت أو تكفلت بحلول أو استقطاب خبراء لتغطية هذا الجانب أو ذاك خصوصا أن قيامهم بذلك ليس من قصور في أي جهة حكومية ولكنه تعزيز وتكامل لأدوارها.
أخيرا، اعتقد أن ما كتب عن الزلازل في المملكة بالأرقام في الكتاب الإحصائي عام 2007م لم يكن كافيا ليوضح المواقع ويعرف مقياس الهزات ويشرح ماهية المستويات الخطرة وغيرها من المعلومات المفيدة. هذا في الواقع يتناقض مع علمنا بوجود كلية لعلوم الأرض يمتد تاريخها إلى قرابة الـ 40 عاما، ومن المؤكد أن في جعبتها دروسا مستفادة تغطي كل الجوانب، وهذا ما سيسلط عليه الضوء لاحقا، والله المستعان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي