العلاقة مع الهيئة!

من المهم التنبه إلى أن هناك سلوكا متجاوزا تجاه هيئة الأمر بالمعروف، وجزء من هذا السلوك ظهر على شكل اعتداء سواء على الأفراد أو حتى على السيارات. ولعل ما نشرته ("المدينة" 9/6/2009) حول قيام فتاتين بإفراغ إطارات سيارة للهيئة وتصوير المشهد ونشره من خلال موقع يوتيوب يختصر الصورة. هذا السلوك، الذي يترافق مع مظاهر أخرى كثيرة رصدتها أجهزة الإعلام، سواء بالتعدي اللفظي أو الجسدي، من المؤكد أن يعكس مظهرا، وإن بدا شاذا، إلا أنه يتطلب مراجعة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهذه الأمور، والسعي الجاد لتغيير الصورة.
الهيئة كما أفهم ويفهم غيري هي جهاز حكومي شبيه بأي جهاز آخر، ووجود مثل هذا الخلل في العلاقة مع الجمهور، يضع المسؤولية الأولى على جهاز الحسبة لدينا، كما أنه يضع مسؤولية على الإعلام أيضا. التعبير عن الرأي حينما يخرج عن إطاره المطلوب، ويأخذ مسارا خطرا، يتطلب الأمر تجييشا لدى القطاع المعني من أجل محاولة كسب ود الناس. وهذا السعي ينبغي أن يتوخى التأكيد على ثوابت الدين التي تجعل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. إن الصور السلبية التي تم بثها في الآونة الأخيرة حول الهيئة، وأكاد أقول الدفاع المستميت عن بعض الممارسات التي تدخل في إطار "المختلف عليه"، قد أفضت بالهيئة إلى أن تتحول إلى موقع المدافع في كثير من القضايا المطروحة للرأي العام. ليس كل الناس ضد الهيئة، ولكن عمل الهيئة ينبغي أن يتواءم مع المرحلة الحالية، وأن يراعي أن خطابها ليس محليا بحتا، وبعض هذه الخطابات تتحول إلى عرائض دعاوى حقوقية يتم إحراج البلاد بخصوصها من خلال بيانات حقوق الإنسان العالمية. ليس مطلوبا من الهيئة أن تتخلى عن ثوابتها، المطلوب أن تتطور الممارسة، لترقى إلى الفكرة النبيلة التي جاءت الهيئة لترجمتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي