موجة أرباح قوية في سوقي دبي والدوحة ومتوسطة في أبو ظبي وطفيفة في الكويت
كما كان متوقعا، دخلت غالبية أسواق الأسهم الخليجية في موجة جني أرباح جاءت قوية وحادة في سوقي دبي بنسبة 4.5 في المائة والدوحة 1.7 في المائة أكبر الخاسرين وهما السوقان اللذان كانا الأكثر ارتفاعا على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية في حين جاءت متوسطة في سوق أبو ظبي بنسبة 1 في المائة وطفيفة في سوق الكويت بنسبة 0.12 في المائة.
وعلى العكس، تمكنت سوقا مسقط والبحرين من مخالفة المسار الهابط لبقية الأسواق بعد تراجعهما أمس الأول حيث ارتفعت الأولى بنسبة 0.73 في المائة ومالت الثانية نحو الارتفاع الطفيف بنسبة 0.02 في المائة.
وتأتي هذه التراجعات مع الهبوط الذي تشهده البورصات العالمية وإن اعتبر عديد من المحللين والوسطاء في اتصال مع "الاقتصادية" على أن الهبوط كان متوقعا، وجاء متأخرا لأيام عدة حيث كان يفترض أن تدخل الأسواق الخليجية كافة موجة جني أرباح الأسبوع الماضي بعدما سجلت ارتفاعات بلغت نحو 23 في المائة في سوق دبي في غضون أسبوعين من التداولات. وأجمعوا على أن الاستثمار الأجنبي وحمى المضاربات على أسهم منتقاة هي التي أخرت موجة جني الأرباح والتي تزامنت مع هبوط البورصات الدولية حيث قامت محافظ استثمار أجنبية بعمليات بيع على عديد من الأسهم القيادية التي قامت بشرائها عند أسعار مغرية علاوة على رغبتها في تصفية جزء من محافظها في الأسواق الخليجية لتغطية مراكزها المالية في أسواق أخرى.
وأجبرت عمليات البيع المكثفة مؤشر سوق دبي على التراجع دون حاجز 2000 نقطة وهو الحاجز النفسي الذي اخترقه المؤشر بنجاح وبدعم من سيولة قوية نهاية الأسبوع الماضي، وتعرضت جميع الأسهم القيادية خصوصا أسهم العقارات وبالتحديد سهمي إعمار وأرابتك للنصيب الأكبر من عمليات البيع التي رفعت من أحجام وقيم التداولات إلى 1.5 مليار درهم من تداول 1.1 مليار سهم.
وأفلت سهمان فقط هما الخليجية للاستثمار وأريج للتأمين من عمليات البيع التي طالت 23 شركة تراجعت بنسب قياسية اقتربت من الحد الأقصى 10 في المائة حيث انخفض سهم أرابتك بنسبة 8 في المائة إلى 2.77 درهم وإعمار 5.5 في المائة إلى 3.76 درهم والاتحاد العقارية 8 في المائة إلى 93 فلسا وكل من ديار ودبي المالي 7 في المائة وتبريد 7.2 في المائة ودبي الإسلامي 6.4 في المائة إلى 2.77 درهم والعربية للطيران 5.4 في المائة إلى 1.04 درهم ودبي للاستثمار 5 في المائة إلى 1.35 درهم.
ووفقا للتقرير اليومي لسوق دبي المالي فقد قام الأجانب من غير الخليجيين والعرب بالبيع بقيمة 190.7 مليون درهم أكثر من الشراء بقيمة 176.5 مليون درهم على عكس الخليجيين والعرب الذين واصلوا الشراء حيث بلغت قيمة مشتريات الخليجيين 105 ملايين درهم مقابل مبيعات بقيمة 67.5 مليون درهم كما بلغت قيمة مشتريات العرب 308.2 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 275.4 مليون درهم.
وقال المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن السوق كانت بحاجة إلى التقاط الأنفاس بعد ارتفاعاتها القوية طيلة الفترة الماضية، مضيفا أن من الطبيعي أن تفقد السوق جزءا من مكاسبها "ليس هناك خوف من أن تخسر سوق دبي 10 في المائة من أكثر من 50 في المائة من أدنى مستوياتها".
وجاء التراجع أقل حدة في سوق العاصمة بضغط من أسهم البنوك والعقارات والطاقة والتي تراجعت بنسب أقل من تلك التي تراجعت بها أسهم دبي وسط تداولات قوية أيضا بسبب كثافة البيع بقيمة 658 مليون درهم استحوذت منها ثلاثة أسهم عقارية هي الدار وصروح ورأس الخيمة العقارية على 60 في المائة.
وتراجع سهم الدار بنسبة 4.3 في المائة إلى 4.36 درهم وصروح 3.6 في المائة إلى 3.29 درهم في حين استقر سهم رأس الخيمة العقارية بدون تغير عند سعر 73 فلسا، وانخفض سهما البنك التجاري وتكافل بالحد الأقصى 10 في المائة، ورغم الهبوط الذي طال 30 شركة سجلت أسعار عشر شركات أخرى ارتفاعا أعلاه لسهم الاتحاد للتأمين بنسبة 9.6 في المائة إلى 3.77 درهم.
وعلى غرار دبي، دخلت سوق الدوحة هي الأخرى في موجة بيع قوية قادتها المحافظ الأجنبية وخسر المؤشر 126 نقطة وأغلق عند مستوى 7250 نقطة وسط تراجع في التعاملات التي اقتربت من 600 مليون ريال من تداول 22.3 مليون سهم.
واستحوذت خمسة أسهم من بين 40 سهما جرى تداولها على 40 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة وهى أسهم ناقلات، الخليج القابضة، الريان، الإجارة والخليج الدولية، وفي حين ارتفع الثاني بنسبة 3.9 في المائة والرابع بنسبة 5.2 في المائة سجلت بقية الأسهم هبوطا أعلاه للأول بنسبة 3.2 في المائة إلى 26.5 ريال.
وقادت جميع الأسهم القيادية والثقيلة في المؤشر موجة الهبوط بعدما تعرضت لعمليات بيع قوية عصفت بجزء من مكاسبها طيلة الفترة الماضية، وانخفض سهم صناعات قطر صاحب الثقل الكبير بنسبة 2.3 في المائة إلى 117.9 ريال، كما تراجعت جميع أسهم البنوك بقيادة سهم بنك الدوحة بنسبة 3.1 في المائة إلى 39.6 ريال وقطر الوطني 2.8 في المائة إلى 124.2 ريال والبنك التجاري 1.9 في المائة إلى 74 ريالا والمصرف الإسلامي 1.7 في المائة إلى 84 ريالا والريان 0.78 في المائة إلى 12.9 ريال. وعلى عكس أسواق الإمارات والدوحة نجحت بورصة الكويت في تقليص كثير من خسائرها بدعم من ارتفاعات طفيفة لأسهم الصناعة والتأمين واستمرار النشاط على سهم زين الذي واصل قفزاته بنسبة 1.7 في المائة إلى 1.18 دينار بدعم من التقارير التي تتحدث عن شراكات وتحالفات جديدة لشركة الاتصالات الكويتية مع شركات اتصالات دولية في المنطقة. وتراجعت أحجام وقيم التداولات التي فاقت الـ 250 مليون دينار واقتربت من 300 مليون في الجلسات الماضية إلى 159.4 مليون دينار في تعاملات أمس من تداول 645.5 مليون سهم منها 35.5 مليون لسهم زين، وسجلت غالبية أسهم البنوك انخفاضا بواقع 1.5 في المائة لسهم بيتك إلى 1.32 دينار و1 في المائة لسهم برقان إلى 0.465 دينار واستقر سهم بنك الكويت الوطني عند 1.22 دينار.
وعادت سوق مسقط بعد يوم من الهبوط إلى ارتفاعها بعد ارتداد سهم بنك مسقط صاحب الوزن الثقيل في المؤشر مرتفعا بنسبة طفيفة 0.78 في المائة إلى 0.771 ريال غير أن الدعم جاء قويا من أسهم الصناعة التي سجلت ارتفاعات قوية خصوصا سهمي ريسوت للأسمنت بنسبة 6.3 في المائة إلى 1.482 ريال وصناعة الكابلات 6.1 في المائة إلى 1.393 ريال.
وعادت تداولات السوق إلى نشاطها بقيمة 16.9 مليون ريال من تداول 38.9 مليون سهم منها 40 في المائة لستة أسهم هي النهضة للخدمات وبنك ظفار وريسوت وصناعة الكابلات وبنك مسقط وأسمنت عمان، وسجلت جميعها ارتفاعات جيدة كما تصدر سهم عمان والإمارات قائمة الأسهم النشطة من حيث الحجم بتداول 3.3 مليون سهم واستقر السهم بدون تغير عند سعر 0.272 ريال.
في حين هبط سهم عمانتل بنسبة 0.61 في المائة إلى 1.295 ريال كما تراجعت أيضا غالبية أسهم البنوك بواقع 2.4 في المائة لبنك صحار إلى 0.157 ريال و1.5 في المائة للبنك الوطني إلى 0.328 ريال.
وتماسكت سوق البحرين وسط ميل نحو الارتفاع بدعم من أسهم البنوك والاستثمار التي حالت ارتفاعاتها دون استمرار موجة البيع التي استهلت بها السوق أسبوعها أمس الأول وسط عودة النشاط للتداولات التي بلغت قيمتها 690.7 ألف دينار من تداول 2.5 مليون سهم منها 1.6 مليون لثلاثة أسهم هي السلام، بتلكو، البحرين للتسهيلات التجارية، وانخفضت أسعارها مجتمعة بنسب 2.3 و1.7 و8.5 في المائة على التوالي.
وكما كان ضاغطا في هبوط أمس الأول دعم ارتداد سهم بيت التمويل الخليجي تماسك السوق مرتفعا بنسبة 5.5 في المائة إلى 0.95 دولار والبحرين الإسلامي 5.3 في المائة إلى 0.295 دينار والبحرين الوطني 1.5 في المائة إلى 0.59 دينار والخليجي 0.7 في المائة إل 0.143 دينار.