الاحتمال الأكبر.. اتجاه صعودي للنفط هذا الأسبوع

الاحتمال الأكبر.. اتجاه صعودي للنفط هذا الأسبوع

تتجه السوق النفطية هذا الأسبوع فيما يبدو إلى تكرار تجربة الأسبوع الماضي، وتبني اتجاه صعودي لسعر البرميل مع تحركات إلى أعلى أو أسفل وفق ورود المعلومات والتصريحات المؤثرة في التحركات الخاصة بالصناعة النفطية.
فيوم الأربعاء الماضي مثلا تراجع سعر البرميل من أعلى قمة وصل إليها خلال فترة سبعة أشهر ليخسر أكثر من دولارين للبرميل شحنة تموز (يوليو)، وذلك بسبب زيادة حجم المخزون من النفط الخام الذي تجاوز توقعات محللي السوق بأكثر من مليون برميل، ما يشير إلى استمرار الضعف في الطلب.
لكن في اليوم التالي وهو الخميس جاءت التوقعات الجديدة من شركة قولدمان ساكس أن يصل سعر البرميل إلى 85 دولارا بنهاية هذا العام وبزيادة عشرة دولارات أخرى في ختام العام المقبل لتعطي سعر البرميل دفعة قوية ساندها أن أعداد طلبات الإعانة للعاطلين عن العمل في الولايات المتحدة سجلت تراجعا، ولو أنه كان طفيفاً في الشهر الماضي إلى 345 ألف شخص، وهو أقل معدل منذ أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، مما اعتبر مؤشرا جيدا ويمكن أن تتجه إلى معدل 300 ألف الذي يمكن للسوق أن يتعايش معه.
ودعم توقعات "قولدمان ساكس" تصريحات بعض مسؤولي منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" مثل شكيب خليل وزير النفط الجزائري الذي توقع أن يراوح سعر البرميل بين 65 و70 دورا في نهاية هذا العام مستقرا عند هذه الحدود التي وصلها فعلا. كما نقل عن بعض رجال الصناعة النفطية الروسية أنهم يتوقعون وصول سعر البرميل إلى 100 دولار العام المقبل، ودعمهم في هذا الرأي بعض قيادات الشركات النفطية الغربية مثل طوني هيوارد المدير التنفيذي لشركة بي.بي الذي حذر من أنه إذا لم يتم الاستثمار في الصناعة النفطية الآن، فإن ذلك يبذر بذور أزمة مستقبلية قد تدفع بسعر البرميل إلى أن يراوح بين 150 و200 دولار في غضون عقد من الزمان.
ومع أن سعر البرميل قفز متجاوزا الحاجز النفسي لـ 70 دولارا للبرميل وتراجعه بعد ذلك، إلا أنه بالنسبة للأسبوع الماضي كله، فإن سعر البرميل حقق زيادة بلغت 2.12 دولارا للبرميل خلال الأسبوع، وهو ما يشير إلى خاصية التحرك السعري خلال هذه الفترة. فالأسعار تعد مرتفعة بالقياس إلى حجم المخزونات المرتفعة والنمو المتواضع في الطلب على أحسن الفروض، الأمر الذي يعني أن التحسن السعري يتجاوز مؤشرات الانتعاش في الأداء الاقتصادي العام من ناحية، كما أن ضعف الدولار يعتبر عاملا مساعدا لتفسير الارتفاع الأخير في سعر البرميل. وهذا مما يدفع إلى طرح السؤال إذا كانت السوق على طريق تكرار تجربة العام الماضي وحدوث قفزات متتالية في سعر البرميل، كان التفسير لها وقتها أنها بفعل المضاربين، وإلا لما تراجع سعر البرميل من القمة التي وصلها في الصيف بمقدار الثلثين في نحو خمسة أشهر.
وتتركز الأعين على معدل بيع الجالون للمستهلك في الولايات المتحدة، الذي يمكن اعتباره مؤشرا لما يمكن أن يصيب الطلب في أكبر سوق استهلاكية. فسعر البيع للجالون قارب ثلاثة دولارات، وهو معدل مرتفع خاصة في ظل الظروف الحالية من فقدان للوظائف وعدم وضوح للرؤية اقتصاديا.
لكن حتى إشعار آخر يبدو أن المعدل السعري الحالي لا يعد ساخنا جدا ولا باردا جدا بالنسبة للمنتجين والمستهلكين، أي أنه يمكنهم التعايش معه إلى أن تحكم أساسيات السوق بتوجه محدد لحركة السوق المستقبلية.

الأكثر قراءة