التعادل سيد الموقف في الأسواق الخليجية بين الأخضر والأحمر
تباينت حركة أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس ففي حين انخفضت ثلاث أسواق (الكويت والبحرين ومسقط) فيما يبدو متأثرة بتراجع الأسواق الدولية وبداية لمرحلة جني الأرباح بعد المكاسب القوية على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة خالفت ثلاث أسواق أخرى التوقعات كافة، التي كانت تراهن على تعرضها لموجة من البيع المكثف بداية الأسبوع تفقدها جزءا من مكاسبها القوية وهي أسواق دبي وأبو ظبي والدوحة.
وحافظت سوق دبي على قيادة موجة الصعود القوية مرتفعة بنحو 2.3 في المائة لترفع مكاسبها في أسبوعين فقط إلى 25 في المائة، تلتها سوق أبو ظبي بارتفاع 1.8 في المائة والدوحة 0.91 في المائة في حين قادت بورصة الكويت الأسواق الخاسرة متراجعة بنسبة كبيرة بلغت 2 في المائة تلتها سوق البحرين 0.29 في المائة وسوق مسقط نصف ربع في المائة.
وقال محللون ووسطاء إن اقتفاء البورصات الخليجية للأسواق الدولية التي تسجل تراجعا ظل مخيما على جلسات التداول في الأسواق كافة وهو ما أثر في الأسواق المتراجعة، كما ظل المتداولون في الأسواق الرابحة يراقبون بحذر حركة الأجانب حيث كان هناك خوف من إقدامهم على البيع المكثف كما جرت العادة مع كل حركة هبوط للأسواق الدولية.
لكن ما حدث هو العكس تماما في سوق دبي حيث أقدم الخليجيون والعرب على البيع في حين استمر الأجانب من الجنسيات الأخرى في الشراء بقيمة بلغت 249 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 183 مليون درهم، وبلغت قيمة مشتريات الخليجيين 73.5 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 98.4 مليون درهم ومشتريات العرب 383.8 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 408 ملايين درهم.
وحافظت سوق دبي على صعودها للجلسة التاسعة على التوالي رغم هبوط سهم إعمار في البداية بأكثر من 1 في المائة عندما سجل أدنى سعر 3.89 درهم، وجاء الدعم للمؤشر من الأسهم صغيرة القيمة السوقية التي تقل عن الدرهم، التي استقطبت تعاملات نشطة دفعت أسعارها إلى مستويات قياسية مثل أسهم الخليج للملاحة والاتحاد العقارية وديار وتبريد وارتفعت أسعارها بنسب 12 و7.4 و7.6 و6.6 في المائة على التوالي.
وأدى استمرار صعود المؤشر إلى دخول عمليات شراء قوية على إعمار دفعت السهم لتغيير مساره من الهبوط إلى الارتفاع القوي عاد معه من جديد لكسر حاجز الدراهم الأربعة إلى 4.02 درهم ومن جديد أيضا فشل السهم في التمسك بهذا السعر ليقلص أرباحه إلى 1.2 في المائة عند سعر 3.98 درهم. وسجلت تعاملات السوق قفزة جديدة إلى نحو ملياري درهم من تداول 1.4 مليار سهم واستحوذت ثمانية أسهم على نحو 80 في المائة من تعاملات السوق, ولفتت التداولات التي جرت على سهمي ديار والخليج للملاحة الأنظار حيث بلغت قيمة تداولات الأول 190.7 مليون درهم وسجل أعلى ارتفاع في السوق بنسبة 12 في المائة إلى 83 فلسا وهو المستوى الذي كان عليه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي كما بلغت قيمة تداولات الثاني 261 مليون درهم وارتفع بنسبة 7.6 في المائة إلى 85 فلسا وهو أعلى سعر للسهم منذ إدراجه مطلع العام.
كما ارتفع سهم شعاع بنسبة 1.1 في المائة إلى 1.69 درهم وأعلنت الشركة أن منتصف الشهر الجاري هو الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق مع مجموعة دبي المصرفية بشأن السندات القابلة للتحول إلى أسهم، التي أصدرتها الشركة لمصلحة المجموعة بقيمة 1.5 مليار درهم على أساس سعر ستة دراهم للسهم وترفض المجموعة إتمام الصفقة بعدما انحدر سعر السهم.
ودفعت أسهم العقارات والبنوك والخدمات مؤشر سوق العاصمة أبو ظبي إلى مستوى جديد فوق 2800 نقطة بتداولات متوسطة بقيمة 556 مليون درهم استحوذ منها سهم رأس الخيمة العقارية الأنشط من حيث القيمة والحجم على 22 في المائة وارتفع بنسبة 4 في المائة إلى 79 فلسا. وارتفعت أسعار ثلاثة أسهم هي فودكو وأبو ظبي للفنادق والدواجن والعلف بأكثر من 9 في المائة وسهما صروح والدار العقاريتان 1.7 و1 في المائة على التوالي إلى 3.57 و4.83 درهم.
ودعمت أسهم الصناعة والاستثمار بالتحديد استمرار الصعود في سوق الدوحة بعدما استسلمت أسهم البنوك لموجة البيع، وتراجعت أحجام وقيم التداولات من مليار ريال إلى 890.5 مليون من تداول 32.1 مليون سهم، واستحوذت ثمانية أسهم على 77 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة بقيادة سهم ناقلات الأكثر تداولا بنحو 8.5 مليون سهم وارتفع بنسبة 3.7 في المائة إلى 27.1 ريال.
وتعرضت بورصة الكويت لعمليات جني أرباح طالت جميع القطاعات الرئيسية في السوق، خصوصا قطاع البنوك الأكثر انخفاضا لكن على العكس سجلت السوق أعلى مستوى من التعاملات للعام اقترب من 300 مليون دينار من تداول 32 مليون سهم منها 88.8 مليون لسهم زين للاتصالات، الذي خالف مسار السوق مرتفعا بنسبة 1.7 في المائة إلى 1.16 دينار.
وقاد سهم بيت التمويل الخليجي موجة الهبوط في سوق البحرين وإن قللت ارتفاعات جيدة لأسهم البنوك والخدمات والفنادق من تراجع قوي للمؤشر، غير أن التعاملات تحسنت بقوة واقتربت من مليون دينار من تداول أربعة ملايين سهم منها 2.3 مليون لسهمي السلام والأهلي المتحد حيث ارتفع الأول بنسبة 3.2 في المائة إلى 0.129 دينار في حين استقر الآخر دون تغير عند 0.55 دولار.
كما دخلت سوق مسقط هي الأخرى في موجة جني أرباح طفيفة قادها سهم بنك مسقط الأكثر أكبر الخاسرين بنسبة 4.3 في المائة إلى 0.765 ريال رغم أنه حل ثالثا في قائمة الأسهم النشطة التي ضمت أربعة أسهم أخرى بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 6.1 مليون ريال من إجمالي 14 مليون ريال للسوق ككل من تداول 36 مليون سهم.
ووفقا لوسطاء في السوق العمانية فإن من الطبيعي أن تهدأ السوق بعد موجة الصعود المتواصلة على مدار أسبوعين، ونال سهم بنك مسقط أثقل الأسهم في المؤشر نصيب الأسد من حركة البيع التي طالت 20 شركة.