الأسهم الخليجية تتجاهل توقعات جني الأرباح وتواصل كسب المزيد من النقاط
باستثناء عملية جني أرباح طفيفة هبطت بسوق البحرين بنصف في المائة، واصلت أسواق الأسهم الخليجية لليوم الرابع على التوالي في تعاملات الأمس ماراثونها الصعودي متجاهلة تماما الأحاديث والتوقعات عن دخولها في موجة جني أرباح قوية بعد المكاسب التي تحققت على مدار الأيام الثلاثة الماضية. وقادت موجة الارتفاع سوق أبوظبي التي كانت الأقل اشتعالا طيلة الأيام الماضية، وكسر مؤشرها بدعم من الأسهم العقارية حاجز 2800 نقطة بارتفاع 3.1 في المائة وبتداولات هي الأعلى للعام بقيمة 1.1 مليار درهم.
وعلى غرار أبوظبي، رفعت سوق مسقط من وتيرة صعودها وكسر المؤشر حاجز الـ 5600 نقطة في ارتفاع 2.1 في المائة بدعم من تعاملات غير مسبوقة على سهم بنك مسقط، كما تخطت سوق الدوحة حاجزا جديدا عند 7300 نقطة بارتفاع 1.6 في المائة.
وتمكنت سوق دبي من تعديل مسارها واحتواء موجة جني الأرباح لتواصل ارتفاعها بنسبة 1.5 في المائة، وأصبح المؤشر على بعد 11 نقطة فقط من مستوى الـ 2000 نقطة، وقرب الإغلاق تمكنت بورصة الكويت بدعم من أسهم البنوك من تغيير مسارها من الهبوط إلى الارتفاع بنسبة 0.42 في المائة.
ولا تزال الأسواق بحسب إجماع المحللين تستقطب سيولة جديدة من كبار المتعاملين ومديري المحافظ المدفوعة بالشراء اعتمادا على تحسن الأوضاع الاقتصادية وتوصيات تقارير المؤسسات المالية الدولية التي ترى أن الرهان على الأسهم الخليجية سيكون رابحا بحسب وصف تقرير أصدره بنك أوف أميركا والذي اعتبر أن الأسهم السعودية هي الأفضل لجهة الاستثمار في حين أن أسهم دبي هي الأفضل لجهة التملك بهدف التداول.
وقال المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي أن السيولة الأجنبية والخليجية يجري تدويرها بين أسواق الخليج حيث تقوم محافظ بالشراء اليوم في سوق دبي والبيع في سوق أخرى وبالعكس مستفيدة من أجواء التفاؤل التي تعم الأسواق مضيفا أن الأسبوع قبل الماضي تحركت سوق السعودية تلتها سوق الدوحة والأسبوع الجاري نشهد ارتفاعات قوية في أسواق الإمارات غير أنه قال إن الأسواق في حاجة إلى جني أرباح للحفاظ على المكاسب التي تحققت فقد ارتفع سهم "إعمار" على سبيل المثال في أسبوعين بنسبة 50 في المائة.
وحاولت عمليات جني الأرباح وقف مسيرة الصعود في سوق دبي التي تعرضت في النصف الأول من الجلسة لعملية شد وجذب بين المشترين الراغبين في دفع السوق لمزيد من النقاط وبين البائعين الطامحين في تحقيق مكاسب سريعة وإعادة السوق إلى مستويات أقل للعودة للشراء من جديد على أسعار أقل.
غير أن قوى الشراء تغلبت في النصف الثاني من الجلسة، ودفعت المؤشر للصعود بقوة مقتربا من مستوى الـ 2000 نقطة بعدما تحول سهم إعمار من الهبوط عند أدنى سعر 3.79 درهم إلى الارتفاع بنسبة 1.3 في المائة عند 3.92 درهم وسجل أعلى سعر 3.96 درهم، واستمر السهم مع سهمي دبي المالي وأرابتك في الاستحواذ على أكثر من نصف تعاملات السوق البالغة 1.3 مليار درهم.
ويبدو أن المضاربات والتحركات الإيجابية للاستثمارات الأجنبية انتقلت من سوق دبي إلى سوق العاصمة أبوظبي التي شهدت ولأول مرة هذا العام تداولات قياسية تجاوزت مليار درهم إلى 1.1 مليارا من تداول 620.5 مليون سهم ، وتخطى المؤشر حاجز الـ 2800 نقطة.
وقاد سهم بنك مسقط الأثقل في المؤشر سوق مسقط لتسجيل ارتفاع قوي وحجم تداولات هو الأعلى للعام بقيمة 22 مليون ريال من تداول 57 مليون سهم منها 6.3 مليون ريال من تداول ثمانية ملايين لسهم بنك مسقط الذي احتل صدارة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة والحجم وارتفع بنسبة 5.3 في المائة إلى 0.790 درهم.
واستمرت سوق الدوحة في تحطيم المزيد من الحواجز بدعم من تفعيل قرار الحكومة بشراء المحافظ العقارية للبنوك بما في ذلك الديون العقارية المتعثرة وهو ما ساهم في استمرار مسيرة الصعود بدعم من أسهم المصارف والصناعة وسط تعاملات نشطة بقيمة مليار ريال من تداول 35.1 مليون سهم منها 20.1 مليون لسهمين فقط هما الريان وناقلات وارتفع الأول بنسبة 1.5 في المائة إلى 12.80 ريال والثاني 5.3 في المائة إلى 26 ريالا.
والدعم القوي للمؤشر جاء من سهم صناعات صاحب الثقل الكبير مرتفعا بنسبة 4 في المائة إلى 123.90 ريال وكذلك من سهم قطر للوقود بنسبة 1.5 في المائة إلى 178 ريالا بعد إعادة السهم للتداول عقب الانتهاء من زيادة رأسمال الشركة، وتباين أداء أسهم البنوك بين ارتفاع لسهم المصرف 2.1 في المائة إلى 85.90 ريال وقطر الوطني بنسبة 1.5 في المائة إلى 128 ريالا والخليجي نصف في المائة إلى 9.65 ريال والدولي 0.43 في المائة إلى 45.70 ريال في حين انخفض سهما الأهلي بنسبة 3.2 في المائة إلى 42.50 ريال وبنك الدوحة 1.4 في المائة إلى 40.40 ريال.
وعكست سوق الكويت مسارها من الهبوط إلى الارتفاع بدعم من تحول أسهم البنوك التي سجلت ارتفاعات قياسية ورفعت السوق من تعاملاتها التي قفزت إلى 260.7 مليون دينار من تداول 1.2 مليار سهم.
وسجلت غالبية أسهم البنوك نسب ارتفاعات قوية بقيادة سهم بيت التمويل الكويتي "بيتك" الذي ارتفع بالحد الأعلى 100 فلس بنسبة 7.6 في المائة إلى 1.400 دينار وبنك الكويت الوطني 6.5 في المائة إلى 1.300 دينار والتجاري 3.8 في المائة وبوبيان 6 في المائة إلى 0.440 دينار وسجل البنك الدولي أعلى نسب صعود في السوق ككل بنسبة 9 في المائة إلى 0.300 دينار.
وبعد ثلاث جلسات من الارتفاعات القوية بالحد الأعلى تعرض سهم "زين" لعمليات جني أرباح دفعته للانخفاض بقوة بنسبة 7.1 في المائة إلى 1.040 دينار في حين واصل سهم "أجيليتي" قفزاته بنسبة 1.9 في المائة إلى 1.060 دينار. وتعرضت سوق البحرين لعمليات جني أرباح قادتها على أسهم البنوك والاستثمار والخدمات على الرغم من أنها أقل الأسواق الخليجية ارتفاعا طيلة الجلسات الماضية، وهبطت أحجام وقيم التداولات بشدة إلى 244.5 ألف دينار من تداول 757.2 ألف سهم.