سر نجاحات أمين الرياض
فاز سمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض، بجائزة أفضل أمين مدينة عربية " لعام 2009"، وجاء في تبرير هذا الفوز أنه جاء نظير جملة من الإنجازات التي تحققت منذ توليه زمام العمل أميناً لمنطقة الرياض، ومن ذلك تنفيذ أكبر شبكة لممرات المشاة، وإقامة ساحات البلدية وملاعب الأطفال، وتنفيذ سلسلة من المنتزهات العامة والحدائق الكبرى، وتعزيز الأبعاد الاجتماعية والثقافية، من مهرجانات واحتفالات، إضافة إلى تنظيم قطاعات الاستهلاك في التجزئة بتشريع المؤشرات ونشر التعاملات الإلكترونية.
تبريرات قامت على نتائج وإنجازات يلمسها كل ساكن في مدينة الرياض التي تنمو بشكل متسارع يجعل من الإنجازات مهما عظمت تضيع في خضم الطلبات المتلاحقة في مدينة يتجاوز سكانها أربعة ملايين ونصف المليون ساكن، وهي تبريرات منطقية ومقنعة لكنني وللأمانة بحثت في ما وراء هذه الإنجازات، نعم بحثت في الدافع الداخلي لدى الأمين وراء هذه الإنجازات كما بحثت أيضا بالمحفز الذي يشجع الأمين لتحقيق مثل هذه الإنجازات التي أهلته للفوز بالجائزة.
كلنا يعلم أن المحفز وراء هذه الإنجازات - كما أعلن الأمين عند تسلمه الجائزة - هو الدعم منقطع النظير لقطاع البلديات عموما من قيادة البلاد وأركان وزارة الشؤون البلدية والقروية، إضافة لما تحظى به الرياض من دعم ومؤازرة من سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه، حيث اعتبر الأمير بن عياف أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان دائماً المحفز الأول والداعم لعمل أمانة مدينة الرياض ما خلق الجو المناسب للعمل بعد أن أصبحت جميع الأجهزة تعمل بتناغم وتكامل مع بعضها، ولكن ما الدافع الداخلي لسمو أمين منطقة الرياض لتحقيق مثل هذه الإنجازات ؟ هذا ما نريد معرفته ولم يُعلن عنه.
من ناحيتي كمهتم بأمانات المدن عموما وأمانة منطقة الرياض على وجه الخصوص على اعتبار أن أمانات المدن يمكن أن تكون المحفز أو المثبط لكافة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى اعتبار أني من سكان مدينة الرياض أعتقد أن سر نجاحات أمين منطقة الرياض يتمثل في محور اهتمامه حيث يبدو لي من خلال تصريحاته المتعددة وإنجازاته وتطلعاته أن الإنسان هو محور اهتمامه حيث تتركز كافة أنشطته الفكرية والتطبيقية والتوعوية والتحفيزية والتعاونية حول تحسين مستوى حياة الإنسان الساكن في مدينة الرياض، الإنسان بكافة اهتماماته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والأمنية.
في عالم الطب تقول الجهات التي تمنح شهادة الاعتماد الطبي (وهي شهادات تثبت اجتياز المنشأة الطبية معايير التميز في جودة الرعاية الصحية) إن المنشأة الطبية الناجحة التي يمكن لها أن تحصل على شهادة الاعتماد الطبي هي تلك المنشأة التي تركز كافة خططها وجهودها على المريض وسلامته، بمعنى أن يتناسب عدد الأطباء والممرضين والكوادر الفنية كما ونوعا وكفاءة مع عدد المرضى وحالاتهم، كما يتناسب كل جزء من أجزاء المبنى ( المصاعد، الأبواب، النوافذ، التكييف، الألوان، الإضاءة،.. إلخ) مع احتياجات المريض ولا غير المريض إذ لا يجوز إجراء أي تعديل لصالح الموظفين أو الزوار أو غيرهم ، ولا شك أن المنشآت الصحية التي تعمل وفق هذه المفاهيم وحاصلة على شهادات الاعتماد الطبي الحقيقية هي منشآت ناجحة ومتميزة ومحل ثقة بخلاف الأخرى التي لا تتمحور أنشطتها حول أحد.
وإذا قلنا إن اعتمادا خدميا يمنح للأمانة فإني أعتقد أن أمانة منطقة الرياض ستكون من أول الأمانات التي ستحصل على هذا الاعتماد استنادا إلى فكر الأمين بن عياف الذي تتمحور أفكاره وجهوده كلها حول الإنسان بكافة أبعاده، وكل منصف يصل لحقيقة مفادها أن خطط الأمانة وجهودها تتمحور حول الإنسان في أي جزء من أجزاء المدينة مهما كانت حالته الاقتصادية والاجتماعية.
ومن دلائل ذلك البعد البيئي للإنسان حيث خطط النظافة التي جعلت مستوى النظافة في أنحاء مدينة الرياض كافة على درجة واحدة بعد أن كانت الأحياء الوسطى والشمالية تنعم بنظافة متميزة عن بقية الأحياء ، وحيث معالجة التلوث البصري الذي يعانيه سكان المناطق الصحراوية الجافة من خلال تجميل الطرق والميادين والساحات.
بعد الإنسان الثقافي أيضا كان له نصيب وافر من فكر وجهود الأمين حيث ساهم في رسم الابتسامة والفرح على شفاه السكان كبارا وصغارا في المناسبات وغيرها حتى بتنا نرى نشاطا ثقافيا وترفيهيا في المناسبات والمواسم ترطب الحياة وتفعم الأجواء بالمحبة والفرح والسرور.
البعد الاقتصادي المتعلق بإيجاد وتوسيع الفرص الوظيفية وتسهيل إجراءات المستثمرين والمواطنين كان له النصيب الوافر أيضا حيث الحلول الابتكارية (رخصة اليوم الواحد، الوحدات النسائية، الأدوار المتعددة مقابل الاستغناء عن المحال التجارية، نظام المطور الشامل، .. إلخ)، والأمثلة كثيرة ومتعددة التي تدلل على تمحور تفكير الأمين حول الإنسان الساكن لمنطقة الرياض واهتماماته وهمومه.
ختاما أسأل الله أن يكون فكر أمين منطقة الرياض المتحور حول الإنسان الذي أدى لإنجازات متميزة أهلت سموه للفوز بجائزة أفضل أمين مدينة عربية " لعام 2009" نموذجا قدوة للمسؤولين في الأجهزة الحكومية كافة لتركيز فكرهم وجهدهم ووقتهم حول محور المستفيد من الخدمة سواء كان مراجعا أو متعلما أو متطببا أو مستغيثا أو غير ذلك، وكلنا ثقة بأننا سنرى في القريب العاجل بإذن الله نماذج وطنية قدوة أخرى في أجهزتنا الحكومية كافة.