"التخصصي" يكتشف آليتين جزيئيتين جديدتين لنمو وكبح السرطان
نشر مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أخيرا بحثين محكمين في مجلتي "المسرطن" و"أبحاث الأحماض النووية" العالمية حول آليتين جديديتين في مجال أبحاث السرطان المعملية.
قام فريق بحثي بالكشف عن الطريقة التي يعمل بها الإنزيم المحطم للحمض النووي من النوع L والذي يسمى الريبونيكلييز RNase L في تثبيطه لنمو الخلايا السرطانية، ما يساعد على معرفة طرق افتراضية جديدة في مكافحة السرطان وهذا الإنزيم في الأساس له دور مهم في المكافحة ضد الفيروسات، وينشط غالبا في وجود مواد الإنترفيرون التي تنتج أيضا عند الإصابة بالفيروسات، وفي الآونة الأخيرة وجد له دور في تخفيض نمو الخلايا في المعمل وفي الحيوانات المعملية، كما وجدت طفرات في بعض أنواع السرطان، ولكن لم يكن معروفا طريقة عمل هذا الإنزيم في تخفيض نمو الخلايا السرطانية، وقام مختبر أبحاث الجزيئات الحيوية في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالكشف عن هذه الآلية والتي تكمن في أن الريبونيوكيز "L" يقوم بتكسير الحمض النووي المراسل لجينة أحد البروتينات التي تقوم في تحفيز نمو الخلايا وهو بروتين HuR . ونشرت هذه الدراسة المعلمية في مجلة "المسرطن" في شهر نيسان (أبريل) للعام الجاري.
كما وجد الفريق البحثي من خلال بحث آخر منشور أن بروتين HuR وهو من عائلة البروتينات التي ترتبط بالأحماض الريبونويية المراسلة يقوم بتنظيم حمضه النووي المراسل mRNA أي تنظيم ذاتي، ما يؤدي إلى زيادة ثبات الحمض النووي لبروتين HuR ومن ثم زيادة مستوى بورتينHuR والذي بدوره يزيد من نشاط العمليات السرطانية مثل نمو الخلايا وانتشارها. ونشرت هذه النتائج في مجلة أبحاث الأحماض النووية.
وذكر الدكتور خالد سعد أبوخبر مدير برنامج أبحاث الجزيئات الحيوية الباحث الرئيسي، أن هاتين الدراستين لم تضف إلى المعرفة السابقة عن دور بروتين HuR في نمو الخلايا السرطانية فحسب، بل اكتشفت عمليتين جديدتين في كيفية زيادة نشاط بروتين HuR عن طريق تنظيمه الذاتي واستهدافه من قبل RNase L (الريبونيكلييز ل). وبالتالي تكمن أهمية هذه البحوث ليس فقط في معرفة آليات جديده في نشاط السرطان، بل يسهم في معرفة طرق جديدة في مكافحة السرطان.
من جهته أوضح الدكتور سلطان السديري المدير التنفيذي لمركز الأبحاث أن المركز لا يألو جهدا في سبيل تحفيز الإمكانات العلمية والمادية بحرص شديد وتوجيهات مستمرة من الإدارة التنفيذية، التي توفر الدعم اللازم والمتواصل للنجاحات والإنجازات التي يحققها علماء وأطباء المؤسسة، ولعل آخرها كان النجاح المميز في هاتين الدراستين المميزتين.