الإمارات: المتداولون يعولون على استمرار "هبة إعمار" وعودته لقيادة سوق دبي

الإمارات: المتداولون يعولون على استمرار "هبة إعمار" وعودته لقيادة سوق دبي

يعول متداولون ومحللون ماليون في أسواق الأسهم الإماراتية كثيرا على استمرار صعود سهم "إعمار" أو ما يصفونه بـ "عودة المارد" من جديد لقيادة سوق دبي واسترداد مكانته كسهم قيادي له وزنه الثقيل في المؤشر وذلك بعدما تمكن السهم خلال الأسبوع الماضي من لفت الأنظار وتحقيق صعود تجاوز 20 في المائة سحب معه مؤشر سوق دبي بأكثر من 7.5 في المائة.
وفي المقابل يتخوف كثيرون من أن تكون "هبة إعمار" وقتية سرعان ما تزول مع بدء عمليات التصريف للسهم من قبل المضاربين وأصحاب الأموال الساخنة من محافظ الاستثمارات الأجنبية التي عادت من جديد لاصطياد السهم عند مستويات متدنية دفعته لأول مرة خلال العام الجاري لكسر حاجز الدراهم الثلاثة.
ومنذ أعلى مستوى له في الربع الأخير من عام 2005 عند 29.10 درهم بدأ سهم "إعمار" مسيرة الهبوط الحادة التي تسارعت وتيرتها في النصف الثاني من العام الماضي ليسجل في آذار (مارس) من العام الجاري أدنى مستوى في تاريخه عند 1.74 درهم لتصل نسبة هبوطه من الذروة حتى إغلاق الخميس الماضي عند 3.15 درهم نحو 89 في المائة.
وتتفاوت آراء المحللين في تفسير الارتفاع القوي لأسواق الإمارات، خصوصا سوق دبي الأسبوع الماضي، فالسبب من وجهة نظر المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية، يكمن في التحول الواضح في سلوك المستثمرين الذي تعزز بالثقة الكبيرة في أن لحظة الدخول للاستثمار على المديين المتوسط والطويل قد حانت، بعد أن أظهرت مستويات الأسعار عدداً من المؤشرات الإيجابية التي ظهرت استنادا لتقارير رسمية أوضحت أن مستويات الودائع لدى البنوك قد أخذت في الزيادة لتتفوق على إجمالي القروض
كما أن ارتفاع مستويات الثقة لدى المستثمرين كافة وخاصة الأجانب أسهم في رفع مشترياتهم في الأسواق دون التركيز على قطاع معين وبات من الواضح أن قطاع الخدمات والقطاع العقاري هما الأساس في تحريك المؤشرات نحو الأعلى، مع وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية لم تشهدها من قبل.
ويضيف ياسين "لم تخل التداولات من بعض المضاربات القوية حيث شهدت الأسواق مضاربات رفعت أسعار عديد من الأسهم إلى مستويات سعرية جديدة لم تسجلها منذ بداية العام وهو ما شجع على نشاط جني الأرباح نهاية الأسبوع حيث رغب عديد من المضاربين في إغلاق محافظهم تحسباً لأية مفاجآت يمكن أن تحدث وتغير من اتجاهات الأسعار مع بداية أسبوع جديد من التعاملات.
في حين يرجع الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية الارتفاعات القوية إلى ما يسميه "تبديل المواقف والمراكز" بحيث أصبح سهم "إعمار" يتجه إلى الارتفاع منفردا بينما أغلبية الأسهم تقف تنتظر تلك الحركة المفاجئة لسهم "إعمار"، وما إذا كانت حركة حقيقية يمكن لها أن تستمر خلال الفترة المقبلة أم أنها فقط نتيجة مضاربات خاطفة يعود بعدها السهم إلى السلبية مرة أخرى جاذبا معه السوق ككل إلى أسفل، ولكن استمرار إيجابية "إعمار" وقدرته على إنهاء الأسبوع على ارتفاع أسبوعي بلغ 20.2 في المائة يعطان دلالة مهمة ورسالة واضحة للسوق بأن الأسابيع المقبلة قد ترى التحرك الإيجابي المنتظر الذي يعوض الأسواق جزءا من الأرباح التي لم يستطع تحقيقها خلال الفترة الماضية التي اتسمت بارتفاعات كبيرة لغالبية الأسواق العالمية والإقليمية.
كما أن استمرار ايجابية "إعمار" خلال الأسبوع المقبل سيدفع شرائح جديدة للعودة إلى الأسواق وستنشط حركة التداول على جميع الأسهم الأخرى، خاصة القيادية منها في سوق دبي.
ويضيف عفيفي أن القوى الشرائية أسهمت في زيادة متوسط قيمة التداول اليومية بنسبة 61 في المائة خلال الأسبوع لتصل إلى 5.7 مليار درهم مقارنة بالأسبوع قبل الماضي والبالغة 3.5 مليار درهم حيث أصبح المتوسط اليومي للتداول يفوق المليار درهم الأمر الذي يشير إلى إمكانية استمرار تحقيق معدلات ارتفاع قوية خلال الأسبوع المقبل في السوقين بقيادة أسهم "إعمار" و"دبي الإسلامي" و"دبي المالي" و"أرابتك" في سوق دبي و"الدار" و"صروح" والأسهم البنكية في سوق أبو ظبي، خاصة أن الأسبوع المقبل يمثل الأسبوع الأول من شهر حزيران (يونيو) بما يعنى تحرر الأسواق من عمليات تغطية المراكز التي تمت في نهاية الشهر الماضي.
ويشير الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية، إلى عوامل دعم للارتفاعات القوية التي سجلتها أسواق الإمارات منها أجواء التفاؤل التي أشاعتها تصريحات محافظ مصرف الإمارات المركزي من أن القطاع المصرفي أوشك على الوصول إلى شاطئ الأمان، وأن "المركزي" وجه المصارف بعدم التوقف عن الإقراض للمشاريع العقارية قيد التنفيذ حتى يتم استكمالها، كما وجهها أيضا بمواصلة الإقراض للأفراد وللشركات المتوسطة والصغيرة.

الأكثر قراءة