الاعتبارات التصميمية للمساجد تعد المسقط المستطيل من أفضل المساقط

الاعتبارات التصميمية للمساجد تعد المسقط المستطيل من أفضل المساقط

قدم المهندس المعماري ظافر بن محمد الشهري لمحة عن المساجد عند بداية تأسيس الدولة الإسلامية بعد هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، وقال كان أول ما أمر به بناء المسجد، وكان المسجد هو نقطة انطلاق أساسية للمدينة المنورة التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد انتقال مقر الحكم إلى دمشق وبغداد وغيرهما من العواصم الإسلامية، كان أول ما بدئ به هو بناء المسجد نظرا لكونه نواة التخطيط في جميع العصور الإسلامية.

المنبر والمحراب

وأبان مهندس الشهري أن من أكثر العناصر جدلا بين المحلل والمحرم المنبر والمحراب, فمنبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ثلاث درجات يصعدها ليخطب في الناس، فهذان العنصران أقيما بأشكال مختلفة منها ما هو مقبول ومنها ما هو مبالغ فيه كثيرا، ويجب ألا يقطع المنبر صفوف الصلاة, وهذا أمر ممكن أن يجعل المنبر منزلقا وبعدد من الدرجات يكفي لمشاهدة الخطيب من أطراف المصلى.أما المحراب فمساحته صغيرة بارزة في واجهة المسجد لاستيعاب الإمام، ولو لم يوجد محراب لاستأثر الإمام بمساحة صف كامل من المصلين.

كذلك هناك المئذنة: وهي السمة المميزة للمسجد في الشكل الخارجي ووظيفتها قديما النداء من أعلاها للصلاة.

وأيضا من عناصر المسجد النوافذ والفتحات: من الأفضل أن تكون أعلى من مستوى نظر المصلي لتجنب انشغاله بما يجري خارج المسجد.

وقال إن الاعتبارات التصميمية للمساجد تعد المسقط المستطيل من أفضل المساقط على وجه العموم، وهو الغالب على أكثر المساجد المبنية، ويلاحظ عموما أن الضلع الأطول للمسجد يكون موازيا لحائط القبلة، لما يعطيه من تأكيد لاتجاه القبلة، حيث يجب الدقة في توجيه نحو القبلة الصلاة نحو المسجد الحرام في مكة.

وقال الشهري: إن باقي عناصره يتم توجيهها حسب الغرض منها، بحيث لا تؤثر في كفاءة التصميم للمسجد، كما يجب الأخذ في الحسبان التأكيد على اتجاه القبلة باستخدام شتى الوسائل المعمارية، مع إخلاء حائط القبلة من أي فتحات في مستوى نظر المصلين.

وأضاف أن المصلي يحتاج إلى مساحة صافية متر2، على أساس أن المساحة اللازمة في حدود 0.8×1.2م تقريبا، وتختلف المساحة الكلية للمسجد حسب نوع الخدمة التي يقدمها، وبذلك تقدر بعدد المصلين، إضافة إلى مسطح الخدمات المطلوبة، مع العلم أن المساحة المحددة لا تشمل الساحات الخارجية أو مواقف السيارات أو الملحقات غير التقليدية كبيوت الضيافة أو العيادات الطبية.

وأشار إلى اختلاف مساحة الخدمات حسب نوع المسجد، فالمسجد المحلي يحتاج المصلي فيه إلى مساحة خدمات بمقدار 1.2م2، أما المسجد الجامع فيحتاج فيه المصلي إلى مساحة خدمات بمقدار 1.3-1.4م2.

- يراعى في تصميم المنبر صغر الحجم، حتى لا يشغل حيزا كبيرا، ولا يؤدي إلى قطع الصفوف الأولى للمصلين. ويراعى فيه الحفاظ على طهارة المسجد في تصميم الميضأة ودورات المياه وتحديد مواقعها، ويتم حساب عدد واحد مرحاض و صنبورين لكل 40 مصليا.
ودعا إلى توفير عدد المداخل وأبواب المناسبة لمساحة المسجد، وأن تختار أماكنها حيث تيسر الدخول والخروج، ودون أن تؤدي إلى تخطي رقاب المصلين، وكذلك عزل مدخل النساء تماما عن مدخل الرجال.

- يفضل استخدام أسلوب إنشائي يسمح بتغطية فراغ بيت الصلاة دون استخدام ركائز داخلية أو بأقل عدد منها.

وبين أهمية البساطة في التصميم وتحقيق معنى الصفاء والهدوء والتجرد في التشكيل الداخلي للفراغات وكذا التشكيل الخارجي لمسجد، مع التأكيد على معاني العلو والرفعة والسيادة في التشكيل العام للمسجد.

وكذلك دراسة الصوتيات في المسجد، والتعمق في تحليل اتجاهاتها وقوتها، حتى يشعر المصلي في أي ركن في المسجد بالراحة التامة من الضوضاء، والسماع الكامل الواضح لعظات وصلوات الإمام.

وأوضح أنه يجب أن يكون المسجد مضاء في جميع أركانه بضوء يسمح لقارئ القرآن الجالس على الأرض بالرؤية الواضحة لما يقرأ، حيث تجنب الإضاءات الخافتة.

الأكثر قراءة