"أوبك" تبقي مستويات الإمدادات بلا تغيير وتأمل في ارتفاع الأسعار
قرر وزراء منظمة أوبك في اجتماعهم أمس إبقاء مستويات الإمدادات المستهدفة دون تغيير مع مراهنتهم على تحسن الاقتصاد العالمي ومؤشرات إلى تزايد الطلب لتعزيز أسعار النفط.
#2#
وقال المهندس علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية السعودي للصحافيين عقب اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الذي استمر أقل من ساعتين "البقاء على ما نحن عليه .. هذا هو القرار"، وكان من المتوقع على نطاق واسع ألا تغير المنظمة مستويات الإمدادات الحالية.
وعبر بعض أعضاء "أوبك" التي تضم 12 دولة عن مخاوفهم من أن مستويات المخزونات المرتفعة قد تخفض الأسعار لكن النعيمي قال إن الطلب يتزايد وسيمتص الإمدادات الفائضة، وأضاف قائلا "السعر جيد، السوق في حالة جيدة، والتعافي مستمر"، وبلغت العقود الآجلة للخام الأمريكي بالفعل أعلى مستوى في ستة أشهر فوق 60 دولارا للبرميل أو نحو مثلي مستوياتها في كانون الأول (ديسمبر).
وقال النعيمي: إن الاقتصاد العالمي مستعد للتكيف مع سعر يراوح بين 75 و80 دولارا للبرميل وتوقع وصول الأسعار إلى ذلك المستوى قبل نهاية العام رغم أن وزراء آخرين قالوا إنه قد يستغرق وقتا أطول.
والمستوى الذي يراوح بين 75 و80 دولارا هو السعر الذي يقول المنتجون إنه ضروري للحفاظ على الاستثمار في إمدادات جديدة على المدى الطويل، وعقب اجتماعها السابق في آذار (مارس) حيث كانت الأسعار لا تزال دون 50 دولارا للبرميل والمخزونات مرتفعة للغاية بالفعل أشارت "أوبك" إلى أنها مستعدة للتكيف مع أسعار حول ذلك المستوى في حين يتعافى الاقتصاد العالمي من الركود، وكانت أجواء اجتماع أمس أشد تفاؤلا.
وقال وزير النفط الأنجولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس الذي يتولى حاليا
رئاسة منظمة أوبك "أعتقد أن روح بياننا الختامي تبعث برسالة تفاؤل يشعر به حاليا جميع أعضاء المنظمة"، وأضاف قائلا "هذا التفاؤل تصاحبه بعض الواقعية".
وحذرت الولايات المتحدة أكبر اقتصاد وأكبر مستهلك للطاقة في العالم من أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير قد يسبب أضرارا مالية رغم أن الرئيس باراك أوباما قال إن بلاده "تراجعت عن حافة الهاوية"، ومن المتوقع أن يبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أسعار النفط في اجتماع الأسبوع المقبل في الرياض.
والمرة السابقة التي غيرت فيها "أوبك" مستويات الإنتاج المستهدفة كانت في
اجتماعها في كانون الأول (ديسمبر) في الجزائر.
ويبلغ إجمالي الإنتاج المستهدف 24.84 مليون برميل يوميا للدول الأعضاء الـ 11 الملتزمة بحصص الإنتاج.
وإجمالا اتفقت "أوبك" على خفض الإمدادات بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا وحسب تقديرات لمحللين، فإن تقيد أعضائها بالتخفيضات المتفق عليها يبلغ نحو 80 في المائة.
وقال وزراء: إن اجتماع أمس حث الأعضاء على تشديد التقيد بالتخفيضات لكن لا يتوقع كثير من المحللين تشديد الالتزام مشيرين إلى أنه عند مستويات مرتفعة تاريخيا بالفعل.
وقال أعضاء "أوبك" الذين يتخذون موقفا أكثر اعتدالا بشأن الأسعار: إن ارتفاعها بشكل كبير قد يؤدي إلى شعور زائف بالأمن وإفساد الالتزام داخل "أوبك" ولاسيما في وقت تعارض فيه دول أعضاء من بينها فنزويلا وحتى أنجولا التي تتولى رئاسة المنظمة حاليا الحصص المقررة لها، وقال مندوب لـ "أوبك" لوكالة رويترز "مع ارتفاع الأسعار حاليا من المرجح أن يزيد الناس الإنتاج وقد يكون لهذا تأثير سلبي على الأسعار"، وتعد المخزونات مقياسا رئيسيا تراقبه "أوبك" عن قرب.
وتقول وكالة الطاقة الدولية: إن المخزونات تعادل ما يكفي استهلاك 62.4 يوم وهو الأعلى منذ 1993، لكن النعيمي توقع أن تتراجع إلى ما يعادل استهلاك ما بين 52 و54 يوما بسبب تزايد الطلب، وتعقد "أوبك" اجتماعها العادي المقبل لمراجعة سياسة الإمدادات في التاسع من أيلول (سبتمبر).
إلى ذلك، قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي أكثر من دولار أمس بعد بيانات حكومية تظهر أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: إن مخزونات النفط هبطت بمقدار 5.4 مليون برميل إلى 363.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 أيار (مايو) الجاري، متجاوزة بشدة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 700 ألف برميل. وتراجعت مخزونات البنزين 600 ألف برميل إلى 203.4 مليون برميل.