الزواج والشعوذة

أطاحت هيئة الأمر بالمعروف في المدينة المنورة بوافد عربي يوهم النساء بأنه قادر على ترويض أزواجهن (الرياض 26/5/2009). الشيء اللافت أن الرجل مجهول الهوية، وهو موجود في المدينة المنورة منذ نحو أربع سنوات. هنا نحن أمام إشكالين:
الأول، يبدو أن حله أصبح وشيكا، مع تطبيق نظام البصمة الذي باشرت وزارة الداخلية في تنفيذه منذ فترة، وبالتالي سوف نتخلص قريبا بمشيئة الله من مصطلح "مجهول الهوية".
الآخر، وهو الأمر الأصعب، هو كيف نقنع النساء وبعض الرجال بأن المحبة من الله، وأن الجهد الذي يضيعه الإنسان في الركض خلف الوهم من الممكن تجييشه في السعي للحصول على المحبة عبر الأعمال التي تحقق الحب الحقيقي.
لا أحسب أن هناك زوجا ينأى بنفسه عن زوجة وفية ومحبة، أما الزوجات اللواتي يعانين العوج، فإنهن سوف يمضين جلّ حياتهن في الركض خلف الوهم، والسعي للسيطرة على الزوج عن طريق السحر والشعوذة، وفي النهاية لن يحصدن سوى كلمة باردة من رجل سئم من محاولات الإصلاح: أنت طالق.
لقد تأذت أسر كثيرة من السحر والشعوذة، وهناك من فقد ماله، وهناك من فقد حياته أو حياة أبنائه بسبب هذا المسلك الشاذ. نحن بحاجة إلى عدم رهن عقولنا بمن يعيشون على غباء المغفلين، فتزداد أموالهم، وتتضخم أوهامنا. وشكرا للهيئة على مساعيها من أجل إنقاذ الساذجات والسذج.