مضاربون إماراتيون يقودون موجة جني الأرباح في دبي تحسبا لبيع الأجانب

مضاربون إماراتيون يقودون موجة جني الأرباح في دبي تحسبا لبيع الأجانب

لم تمهل محافظ استثمار إماراتية - وليست أجنبية وخليجية كما كانت تشير التوقعات - سوق دبي المالية يوما آخر من الصعود القوي بعدما أقدمت بعد نصف جلسة ثانية من المكاسب أمس على عمليات جني أرباح انقلب معها مؤشر السوق من الارتفاع إلى الهبوط بنسبة 1.4 في المائة وبعدما فشل سهم إعمار في التمسك بالبقاء فوق حاجز الدراهم الثلاثة التي اخترقها مع بداية الجلسة. وغلبت عمليات جني الأرباح على بقية الأسواق الخليجية باستثناء ارتفاعات طفيفة لسوقي الكويت بنسبة 0.32 في المائة ومسقط 0.13 في المائة في حين انخفضت سوق الدوحة للجلسة الثانية على التوالي بنسبة 0.64 في المائة وأبو ظبي 0.13 في المائة والبحرين 0.1 في المائة، وفيما بقيت أحجام التداولات على نشاطها في أسواق الكويت ومسقط والبحرين تراجعت بشكل ملموس في دبي والدوحة وأبو ظبي.
وبات مؤكدا أن الارتفاعات القوية التي رفعت من مكاسب سوق دبي بأكثر من 4 في المائة أمس الأول كانت بدفع من عمليات المضاربة التي قام بها مضاربون محليون وأجانب على السواء عمدوا مع بداية الجلسة إلى دفع السوق نحو مزيد من المكاسب استمرت حتى منتصف الجلسة ثم أتبعتها بعمليات جني أرباح قوية بدلت الحالة تماما.
وقال لـ "الاقتصادية" إن خوف المضاربين ومديري المحافظ الإماراتية من إقدام المحافظ الأجنبية على البيع هو الذي دفعهم للإسراع والتعجيل بجني الأرباح مخافة إقدام الأجانب قبلهم على البيع وتوريطهم في أسعار مرتفعة في الوقت الذي واصل فيه الأجانب عمليات الشراء خصوصا في النصف الأول من الجلسة.
وجاء التقرير اليومي لسوق دبي مخالفا لتوقعات المحللين والوسطاء الذين كانوا يتوقعون أن يكون الاستثمار المؤسساتي الأجنبي والخليجي هو الذي قاد عمليات جني الأرباح حيث أظهرت الإحصائيات الصادرة عن السوق أن تعاملات الأجانب كانت إيجابية بنحو 46.2 مليون درهم كمحصلة شراء وليس بيعا حيث بلغت قيمة مشترياتهم 350 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 303.3 مليون درهم.
وواصل المستثمرون الخليجيون مشترياتهم بقيمة 64.3 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 41 مليون درهم عكس العرب الذين باعوا أكثر بقيمة 208.2 مليون درهم مقابل مشتريات اقل بقيمة 190.8 مليون درهم في حين جاءت مشتريات الأجانب من الجنسيات الأخرى أعلى بقيمة 94.4 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 54 مليون درهم.
وكما كان سهم إعمار هو "التكتيك" لرفع السوق والسهم معا أمس الأول كان أيضا هو نفس التكتيك لخفض السوق حيث تركزت تعاملات المضاربين على "السهم المارد الذي ظل نائما لفترات طويلة" ودفعت عمليات شراء السهم لاختراق حاجز الدراهم الثلاثة إلى 3.04 درهم وهو ما أشاع مزيدا من التفاؤل لدى المتعاملين خصوصا بعدما انضم سهم الإمارات دبي الوطني الأثقل في المؤشر في تعزيز مسيرة الصعود مقتربا لليوم الثاني من الحد الأعلى ارتفاعا.
غير أن الفرحة لم تدم طويلا بعدما ظل سهم إعمار بدءا من النصف الثاني من الجلسة يتعرض لعمليات بيع تحاول إعادته من جديد تحت حاجز الدراهم الثلاثة، ولم يتحمل السهم الضغوط و"فر" عائدا في الدقائق الأخيرة من الجلسة دون 2.9 درهم إلى 2.88 درهم بانخفاض 2.3 في المائة بدلا من ارتفاع بنسبة 3 في المائة، وإن حافظ السهم على نشاطه في صدارة الأسهم الأكثر تداولا من حيث القيمة بتعاملات 333.7 مليون درهم من إجمالي 790.8 مليون درهم.
وانعكس الوضع على بقية الأسهم المتداولة التي قلبت مسارها من ارتفاع إلى هبوط حيث تراجع سهم أرابتك بنسبة 3 في المائة إلى 2.6 درهم من ارتفاع 1.5 في المائة عند أعلى سعر 2.72 درهم، ووفقا لموقع سوق دبي المالي تراجعت حصة رياض كمال الرئيس التنفيذي وأكبر مالك في شركة أرابتك من 8.6 في المائة إلى 7.7 في المائة بعدما باع 10.2 مليون سهم من أسهم الشركة. كما حول سهم الإمارات دبي الوطني مساره من ارتفاع قارب الحد الأعلى 5 في المائة عند 3.24 درهم إلى انخفاض بنسبة 1 في المائة عند 3.08 درهم، وإجمالا انخفضت أسعار 22 شركة مقابل ارتفاع أسعار أربع شركات فقط من بينها سهم شعاع كابيتال بنسبة 3.7 في المائة إلى 1.1 درهم. وجاء الانخفاض طفيفا في سوق العاصمة أبو ظبي بضغط من أسهم الطاقة والعقارات وسط تداولات ضعيفة بقيمة 211 مليون درهم وتراجعت أسعار 18 شركة مقابل ارتفاع أسعار عشر شركات، وحافظ سهم دانة غاز على صدارة الأسهم النشطة من حيث القيمة والحجم بنحو 56.4 مليون درهم من تداول 53 مليون سهم وانخفض سعره بنسبة 1.8 في المائة إلى 1.08 درهم.
كما تراجع سهم طاقة بنسبة 2.2 في المائة إلى 1.8 درهم في الوقت الذي استمرت الشركة في إعادة شراء جزء من أسهمها حيث أشترت أمس الأول نحو 5.1 مليون سهم عند سعر 1.82 درهم، وتراجعت كافة أسهم العقارات بواقع 1.8 في المائة لسهم رأس الخيمة العقارية إلى 63 فلسا والدار 0.76 في المائة إلى 3.88 درهم، وأرتد سهم بنك أم القيوين صعودا بالحد الأعلى 10 في المائة إلى 3.3 درهم بعد انخفاض قوي أمس الأول.
وعلى خلاف دبي تمكنت سوق الكويت من الحفاظ على صعودها الذي استهلت به أسبوعها أمس الأول وتمكنت بدعم من قطاعاتها الرئيسية خصوصا البنوك والاستثمار والخدمات من مواصلة الارتفاع وإن جاء طفيف وبقيت التداولات على زخمها رغم أنها انخفضت مقارنة بأمس الأول إلى 166 مليون دينار من تداول 803.6 مليون سهم.
وأعلنت شركة مدار للتمويل والاستثمار تكبدها خسائر فصلية بقيمة 3.9 مليون دينار مقارنة بأرباح بقيمة 2.3 مليون دينار ومع ذلك ارتفع سعر السهم بنسبة 6.5 في المائة إلى 82 فلسا، وارتفع سهما البنك التجاري بنسبة 1.9 في المائة إلى 1.04 دينار وبوبيان 6.8 في المائة إلى 0.39 دينار بعد إعلان بنك الكويت التجاري أنه استحوذ على حصة شركة دار الاستثمار من أسهم بنك بوبيان لترتفع حصته إلى 19.1 في المائة، وكانت دار الاستثمار قد باعت حصتها في بنك بوبيان للبنك التجاري ضمن صفقة تعطيها الحق في العودة من جديد لإعادة شراء حصتها غير أن عجز الشركة الاستثمارية عن سداد ديونها لم يمكنها من العودة للشراء.
وارتفع سهم بيت التمويل الكويتي "بيتك" 3.3 في المائة إلى 1.22 دينار وبرقان 2.3 في المائة إلى 0.44 دينار في حين استقر سهم البنك الوطني دون تغير عند 1.16 دينار، وارتفع سهم زين 6.2 في المائة إلى 0.850 دينار في حين انخفض سهم جلوبل 5.8 في المائة إلى 0.128 دينار. واستمرت أسهم الاستثمار وبعض من أسهم البنوك في دعم مؤشر سوق مسقط لليوم الثاني على التوالي كما استمرت قيم وأحجام التداولات في ارتفاع إلى 13 مليون ريال من تداول 54 مليون سهم منها 2.1 مليون ريال من تداول 16.3 مليون لسهم الجزيرة للخدمات الذي يواصل مسيرة نشاطه وصعوده دون توقف، وأغلق مرتفعا بنسبة 4 في المائة إلى 0.132 ريال.
كما واصل سهم صناعة مواد البناء أيضا استحواذه على تعاملات نشطة بنحو 4.2 مليون سهم مرتفعا بنسبة 2.7 في المائة إلى 0.114 ريال وحافظ سهم بنك مسقط على صعوده الطفيف بأقل من نصف في المائة إلى 0.773 ريال وبنك صحار 0.65 في المائة إلى 0.154 ريال في حين انخفض سهم عمانتل 1 في المائة إلى 1.301 ريال وجلفار 1.1 في المائة إلى 0.617 ريال. وللجلسة الثانية على التوالي تستمر موجة جني الأرباح الطفيفة في سوق الدوحة التي تراجعت تعاملاتها دون النصف مليار ريال من تداول 14.5 مليون سهم منها 8.3 مليون لخمسة أسهم هي بروة، الريان، العقارية وناقلات والمتحدة للتنمية وباستثناء ارتفاع الأول بنسبة 0.78 في المائة إلى 38 ريالا انخفضت أسعار بقية الأسهم بنسب متفاوتة أعلاها للأخير بنسبة 2.2 في المائة إلى 35 ريالا.
وانخفض سهم المصرف الخليجي بنسبة 2 في المائة إلى 9.5 ريال وأعلن مجلس الإدارة أنه يعتزم تخصيص نسبة معينة من رأسمال الفرع الرئيسي للمصرف لتمويل الفرع الإسلامي، وسجل سهم دلاله أكبر نسبة انخفاض بين 28 شركة متراجعة بنسبة 3.4 في المائة إلى 17 ريالا.
وقادت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات تراجعات طفيفة في سوق البحرين التي تمكنت من الحفاظ على نشاطها بتداولات قيمتها مليون دينار من تداول 5.7 مليون سهم منها 3.9 مليون لثلاثة أسهم هي مصرف الإثمار، السيف ومصرف السلام وارتفع الأول بنسبة 4 في المائة إلى 0.255 دولار والثالث 0.83 في المائة إلى 0.121 دينار في حين انخفض الثاني بنسبة 1.4 في المائة إلى 0.138 دينار.
وتباين أداء بقية الأسهم القيادية بين انخفاض لسهم بيت التمويل الخليجي بنسبة 3.7 في المائة إلى 1.04 دولار والخليجي 1.4 في المائة إلى 0.135 دينار وارتفاع لسهم المؤسسة العربية المصرفية 1.7 في المائة إلى 0.6 دولار والسوق الحرة 1.2 في المائة إلى 0.85 دينار.

الأكثر قراءة