الأزمة المالية: تساهل وسعي وراء الربح .. والنتيجة استثمارات فاشلة!
يؤكد الكتاب أن هناك كثيرا من الثغرات في النظام المالي ومنها ما سلطت الأزمة المالية الحالية الضوء عليه، والباقي سيظهر بلا شك في الشهور القليلة المقبلة، ويصف بمقالاته الـ 18 هذه الأزمة، ويقدم اقتراحات تنظيمية لمجابهتها.
غيرت الأزمة المالية التي انطلقت شرارتها في أيلول (سبتمبر) 2008 اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي. ومع كل صباح جديد كان عناوين الصحف تحمل قصصا عن انهيارات البنوك وعمليات إنقاذها، والسياسات التي ترسمها الحكومات وتعيد رسمها لإنقاذ الاقتصاد، والحلول التي يتم إلغاؤها بمجرد الموافقة عليها.
يحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات أعدها 31 أكاديميا من كلية ستيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك في مجالات العلوم المالية وعلم الاقتصاد والمحاسبة ويتناولون فيها الأسئلة الصعبة وراء عناوين الصحف هذه. يتكون الكتاب من 18 مقالا مستقل يقترح كل منها حلولا تركز على السوق في إطار متوافق.
هناك اتفاق عالمي على أن الكارثة كانت نتيجة هذا المزيج من ازدهار القروض وفقاعة العقارات، وهناك العديد من الإحصائيات التي تدعم هذه الفرضية، فمثلا في فترة السنوات الخمس من 2002 إلى 2007، ارتفعت نسبة الدين إلى الدخل القومي بنسبة 100 في المائة. استغرق الأمر عقدا كاملا ليكتمل هذا المصير و15 عاما قبلها.
وفي الفترة نفسها شهدت أسعار المنازل والعقارات زيادة بمعدلات غير عادية بلغت 11 في المائة سنويا. وعندما انفجرت الفقاعة كان من الحتمي أن تحدث كارثة اقتصادية حادة، فالأسرة المتوسطة التي يمثل منزلها 35 في المائة من ثروتها اكتشفت أن هذا المنزل مُبالغ في سعره كثيرا ومن ثم شعرت هذه الأسرة بوطأة الكارثة.
على الرغم من أن أسباب امتداد الكارثة وتفاقمها متجاوزة أسواق العقارات ليست بالواضحة، إلا أن نتراكم الأحداث السريعة أدى إلى كارثة مالية حادة وهذا هو السبب وراء الإخفاقات المتتالية في المؤسسات المالية وتجمد أسواق رأس المال.
زادت وطأة الكارثة بسبب ما تلاها من تخفيض رأس المال المعروض في المؤسسات المالية للاقتراض من قبل المؤسسات والأفراد، ما ضخم من آثار الكارثة على الاقتصاد الحقيقي الذي صار مفرطا في الاعتماد على الإقراض.
يؤكد الكتاب أن هناك كثيرا من الثغرات في النظام المالي ومنها ما سلطت الأزمة المالية الحالية الضوء عليه، والباقي سيظهر بلا شك في الشهور القليلة المقبلة، ويصف بمقالاته الـ 18 هذه الأزمة، ويقدم اقتراحات تنظيمية لمجابهتها.
يلقي الكتاب باللوم على كل من البنوك ومتخذي القرار في ظهور الكارثة المالية العالمية، فالبنوك فضلت الأرباح السريعة قصيرة الأجل بنسبة أعلى من المخاطرة بدلا من الأرباح طويلة الأجل قليلة المخاطرة.
كما أن عدم وجود تنظيمات فاعلة تحكم توافر الضمانات الكافية للقروض الائتمانية أدى إلى فوضى وتساهل في منح هذه القروض سعيا وراء المزيد من الربح وهو ما أدى في النهاية إلى ضياع رؤوس الأموال على استثمارات فاشلة.
Title: Restoring Financial Stability: How to Repair a Failed System
Author: New York University Stern School of Business, Viral V. Acharya, Matthew Richardson
Publisher: Wiley
ISBN-10: 0470499346
March 2009
Pages: 416