الرياض تحذر من مواجهة تغيُّر المناخ على حساب النفط

الرياض تحذر من مواجهة تغيُّر المناخ على حساب النفط
الرياض تحذر من مواجهة تغيُّر المناخ على حساب النفط

أكدت السعودية أمس أن محاربة تغير المناخ على حساب أنواع الوقود الأحفوري قد تبعث بالرسالة الخطأ إلى صناعة النفط وتتمخض عن خطر تراجع الاستثمار في القطاع. وقال المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية أمام قمة الطاقة لمجموعة الثماني, إن الوقود الأحفوري سيواصل هيمنته على مزيج الطاقة لعقود مقبلة, في حين ستؤدي مصادر أخرى مثل الطاقة المتجددة دورا مكملا فحسب. وقال النعيمي "أي أوجه عدم تيقن إضافية فيما يتعلق بمستقبل الطلب على الوقود الأحفوري بما في ذلك التصور الخاطئ بأنه ينبغي للعالم أن يتوقف عن استخدام مثل هذا الوقود, لن تبعث سوى رسالة خاطئة إلى صناعة الوقود الأحفوري, وتزيد من المخاطر التي تحف الاستثمار مستقبلا".
وأضاف أن السعودية تعمل على إنتاج أنواع نظيفة من الوقود وتشارك العالم قلقه بشأن تغير المناخ, لكن جهود محاربته ينبغي أن تأخذ في الحسبان حاجات الدول النامية أيضا.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

أكدت السعودية أن محاربة تغير المناخ على حساب أنواع الوقود الأحفوري قد تبعث بالرسالة الخطأ إلى صناعة النفط وتتمخض عن خطر تراجع الاستثمار في القطاع. وقال المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي أمام قمة الطاقة لمجموعة الثماني إن الوقود الأحفوري سيواصل هيمنته على مزيج الطاقة لعقود مقبلة في حين ستؤدي مصادر أخرى مثل الطاقة المتجددة دورا مكملا فحسب.

#2#

وقال النعيمي "أي أوجه عدم تيقن إضافية فيما يتعلق بمستقبل الطلب على الوقود الأحفوري بما في ذلك التصور الخاطئ بأنه ينبغي للعالم أن يتوقف عن استخدام مثل هذا الوقود لن تبعث سوى برسالة خاطئة إلى صناعة الوقود الأحفوري وتزيد من المخاطر التي تحف الاستثمار مستقبلا".

وأضاف أن السعودية تعمل على إنتاج أنواع نظيفة من الوقود وتشارك العالم
قلقه بشأن تغير المناخ لكن جهود محاربته ينبغي أن تأخذ في الحسبان حاجات
الدول النامية أيضا.

وقال "الإجراءات المتخذة لمحاربة تغير المناخ في قطاع الطاقة.. ينبغي ألا تكون وسيلة تمييز تعسفي أو لا مبرر له أو قيدا خفيا على التجارة العالمية".

في جانب ثان أكد النعيمي أن منظمة أوبك "ستواصل على الأرجح السير على الطريق" عندما تعقد اجتماعها هذا الأسبوع، حيث يتوقع تحسنا في الطلب وأن ترتفع الأسعار في نهاية المطاف صوب 75 دولارا للبرميل.

وأضاف النعيمي أنه راض عن مستوى الالتزام بحصص أعضاء "أوبك" الذين يجتمعون في فيينا يوم 28 أيار (مايو). وقال النعيمي إن أسعار النفط الحالية تجسد التوقعات بتحسن الطلب.

وأبلغ النعيمي الصحافيين عندما سئل إن كانت الأسعار تعكس الطلب "نعم إنها كذلك وهذا هو السبب في وجود السعر عند مستواه الحالي.. الناس تتوقع أن يتحسن الطلب". "الطلب سيتحسن في نهاية المطاف عندما يتعافى الاقتصاد".

وسئل الوزير السعودي عما إذا كان راضيا عن مستويات الالتزام الحالية باتفاقات الإنتاج فقال للصحافيين "نعم. تماما. فعندما يكون (الالتزام) عند 80 في المائة أو حول 80 فهذا أفضل ما يمكنك أن تتوقعه".

وقال النعيمي أيضا إن المخزونات مرتفعة وإنه يريدها أن تغطي 52 إلى 54 يوما من الطلب. وأضاف أن السعودية تضخ أقل من ثمانية ملايين برميل يوميا ورفض أن يقول متى سيبدأ الإنتاج من حقل المنيفة النفطي.

وقال "في نهاية حزيران (يونيو) ستصبح لدينا طاقة 12.5 مليون برميل يوميا ونحن ننتج أقل بقليل من ثمانية ملايين برميل يوميا. هل نحتاج إلى المنيفة في ظل طاقة فائضة قدرها 4.5 (مليون برميل يوميا).." من جانبه اعتبر رئيس المجموعة النفطية الإيطالية "إيني" أمس أن سعر برميل النفط "المقبول" الذي يسمح بتجنب الخسائر في الاستثمارات يراوح بين 60 و70 دولارا، ودعا إلى مزيد من التنظيم لتفادي تذبذب الأسعار.

وصرح روبرتو بولي في كلمة وزعت على الصحافة "أيا كان مستقبل الطاقة الذي نضمره، سيتعلق بشكل وثيق بأسعار النفط".
وأتى كلام بولي أمام وزراء الطاقة في مجموعة الثماني المجتمعين في روما إلى جانب نظرائهم في الدول الناشئة الكبرى والدول المنتجة للنفط.

وقال إن "استمرار الغموض الكبير في تقلبات أسعار النفط قد يؤدي إلى اضطراب قطاع الطاقة برمته، ويعوق الاستثمارات التقليدية وفي الموارد البديلة" بما في ذلك القطاع النووي والطاقات المتجددة.

وأضاف بولي "لا تركيبة سحرية" لتحديد سعر البرميل "المقبول" لكنه أوضح أن "60 إلى 70 دولارا قد تبدو المقياس السحري لسعر مقبول". وأضاف رئيس "إيني" إن هذا الهامش من الأسعار سيسمح بتحفيز الشركات على الاستثمار لأنه يضمن لها عائدات، من دون الإضرار بالنمو الاقتصادي ولا التسبب بالهدر.

وللحد من تقلبات الأسعار وجه بولي نداء إلى الحكومات لوضع مزيد من التنظيمات في أسواق النفط "التي ما زالت غامضة وخارجة على السيطرة".
وبعد تراجع حاد من سعر قياسي من 147.5 دولار في تموز (يوليو) إلى 32.40 دولار في كانون الأول (ديسمبر)، غير أنها انتعشت تدريجيا منذ مطلع العام وتجاوزت لتوها عتبة 60 دولارا.

وفي الوقت ذاته أبلغ وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو الصحافيين خلال اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة الثماني في روما أمس أن روسيا تتوقع استقرار إنتاج النفط هذا العام عند مستويات 2008 على أقل تقدير.
وقال شماتكو "الاتجاه العام الحالي للأسعار في السوق إنما يعزز موقفنا.
أعتقد أننا نستطيع على الأقل إبقاء الإنتاج مستقرا عند مستويات 2008".

وفي الوقت ذاته، أوضح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا أن الوكالة تتوقع انخفاض الاستثمار في إنتاج النفط والغاز بنسبة 21 في المائة في عام 2009 من جراء الأزمة المالية والركود الاقتصادي الناجم عنها. وأضاف تاناكا أن الوكالة تتوقع تراجع توليد الكهرباء عالميا بنسبة 3.5 في المائة هذا العام وذلك في أول انخفاض من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.

وناقش وزراء الطاقة في مجموعة الثماني مستويات أسعار النفط المناسبة لتحفيز الاستثمار في القطاع دون أن تسبب أضرارا لتعاف اقتصادي عالمي واسع النطاق مع توقع السعودية أكبر منتج عالمي بأن تتحرك الأسعار في نهاية المطاف نحو مستوى 75 دولارا للبرميل.

ودعا وزراء الطاقة إلى مواصلة الاستثمارات بهدف تفادي المشكلات في الإمدادات والارتفاع في الأسعار، ولا سيما أسعار النفط عندما تضع الأزمة أوزارها. وقال وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي كلاوديو سكايولا في مؤتمر صحافي "لتجاوز الأزمة، ينبغي قيام تحالف بين الشركات والدول" بهدف تواصل الاستثمارات.

وخلال الأسبوع الماضي سجل النفط أعلى مستوى له في ستة أشهر فوق 60 دولارا وهو نحو مثلي سعره في كانون الأول (ديسمبر) وأعلى من مستوى 50 دولارا الذي قالت السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم وجيرانها، إنه يمكنهم التعايش معه لإعادة الاقتصاد العالمي للنمو مرة ثانية.

الأكثر قراءة