مضاربات المحافظ الخليجية والأجنبية تدفع سوق دبي وسهم "إعمار" إلى مستويات ديسمبر

بعد أسبوع من "التقاط الأنفاس" بضغط من موجات جني أرباح طفيفة، عادت أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس إلى ماراثونها الصعودي مدفوعة بالمضاربات ومدعومة بأجواء التفاؤل التي تسود المنطقة مع استمرار صعود أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل، وزيادة التوقعات بتعافي الاقتصادات الخليجية سريعا قبل غيرها من الاقتصادات من تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وشجعت هذه الأجواء عودة المضاربين المحللين والأجانب لقيادة الأسواق خصوصا في دبي والكويت وهما السوقان اللتان سجلتا ارتفاعات قوية كسرت معها العديد من الأسهم نقاط دعم قوية لم تسجلها منذ أكثر من ستة أشهر كما في سهم "إعمار" الذي قاد ارتفاعات قوية في سوق دبي بنسبة 4 في المائة ورتفع بأكثر من 12 في المائة مقتربا من سعر الدراهم الثلاثة، ويعود إلى المستويات التي كان عليها في النصف الثاني من كانون أول (ديسمبر) الماضي.

ولأول مرة هذا العام تقفز تداولات بورصة الكويت فوق المليار سهم إلى 1.2 مليارا بقيمة 194.8 مليون دينار ورتفع مؤشر السوق بنسبة 1.1 في المائة لتنضم بذلك إلى المنطقة الخضراء منذ مطلع العام بنسبة 1 في المائة مع أسواق أبوظبي ودبي ومسقط ، كما ارتفعت سوق مسقط بنسبة 0.67 في المائة، وسوق البحرين 0.33 في المائة في حين خالفت سوق الدوحة مسار بقية الأسواق الخليجية مفضلة البقاء تحت موجة جني الأرباح بعد ارتفاعاتها القوية على مدار شهر ونصف.
وشهدت سوق دبي في النصف الثاني من جلستها ما يشبه الانقلاب في وتيرة التعاملات التي كانت تسير بوتيرة هادئة إلى أن وقعت المفاجأة بدخول غير مسبوق على سهم "إعمار" يرجعه محللون ووسطاء إلى مضاربات محافظ مؤسساتية أجنبية وخليجية قادت السهم وسط حالة من الذهول من قبل صغار المتعاملين إلى مستويات غير متوقعة اقترب معها من حاجز دراهم بارتفاع نسبته 12.6 في المائة إلى 2.95 درهم.
وافتتح سهم "إعمار" الجلسة عند نفس سعر إغلاق الخميس الماضي 2.64 درهم، وظل السهم لفترة طويلة من الجلسة على استقرار ثم هبوط إلى 2.62 درهم، وفجأة دخلت قوى شراء دفعته للقفز بوتيرة سريعة وهو ما جعله يتصدر قائمة الأسهم الأكثر تداولا من حيث القيمة بنحو 330 مليون درهم تشكل نحو 36 في المائة من إجمالي تداولات السوق التي ارتفعت إلى 908 ملايين درهم.
وقال محللون إنه لا توجد معلومات جوهرية تبرر الارتفاع القوي على سهم "إعمار" وهو ما يجعل عمليات المضاربة القوية على السهم هي السبب وكما قال المحلل المالي محمد علي ياسين إن المضاربات جاءت من محافظ استثمار أجنبية وخليجية على السواء ولوحظ قيام المحافظ المؤسساتية الأجنبية بتغطية مراكزها المكشوفة ضمن ما يعرف بالبيع على المكشوف حيث اضطرت هذه المحافظ إلى الشراء لتغطية مراكزها.
وأوضح أن سهم "إعمار" كسر حاجزي مقاومة عند 2.65 درهم و2.80 درهم وأصبح أمام اختبار ثلاثة دراهم والذي يتوقع أن يكسره في حال استمرت قوى الدفع على نفس المستوى، ووفقا للإحصائيات اليومية لسوق دبي فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب ككل 464.5 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 364.6 مليون درهم بصافي استثمار بقيمة 100 مليون درهم كمحصلة شراء.
وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين الخليجيين 69.8 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 51 مليون درهم ومشتريات للعرب بقيمة 240 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 244 مليون درهم ومشتريات للأجانب من غير الخليجيين والعرب بقيمة 154.7 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 69.6 مليون درهم.
وسجل سهم بنك الإمارات دبي الوطني الأثقل في المؤشر ارتفاعا بالحد الأعلى 5 في المائة بدون عروض بيع إلى 3.11 درهم، وارتفعت كافة السهم القيادية في السوق حيث ارتفع سهم "دبي المالي" 4.4 في المائة إلى 1.42 درهم و"دبي للاستثمار" 3.4 في المائة إلى 1.20 درهم و"الخليج للملاحة" 6.3 في المائة إلى 67 فلسا و"أرابتك" 3.4 في المائة إلى 2.68 درهم.
وجاءت الارتفاعات ضعيفة في سوق العاصمة أبو ظبي بسبب عمليات البيع التي تركزت على أسهم البنوك فيما بقيت أسهم العقارات والطاقة داعمة للمؤشر وسط تداولات متوسطة القيمة بنحو 411.5 مليون درهم من تداول 290 مليون سهم منها تداولات بقيمة 107 ملايين درهم من تداول 98.8 مليون سهم وارتفع السهم بنسبة 4.8 في المائة متخطيا حاجز الدرهم من جديد إلى 1.09 درهم.
وتفاعل السهم مع الأخبار التي أعلنتها "دانة غاز" عن تحقيقها اكتشافات نفطية جديدة في مصر، كما ارتفعت غالبية أسهم العقارات بواقع 2 في المائة لسهم "الدار" إلى 3.94 درهم و3.2 في المائة لـ "رأس الخيمة" العقارية إلى 63 فلسا في حين هبطت كافة أسهم البنوك بواقع 6.2 في المائة لسهم بنك أم القيوين إلى ثلاثة دراهم و2 في المائة لبنك الخليج الأول إلى 11.50 درهم و1.5 في المائة لبنك أبوظبي الوطني إلى 9.40 درهم و1.3 في المائة لبنك الاستثمار إلى 1.48 درهم.
وقال محللون في السوق الكويتية إن سيولة مضاربية هي التي وقفت وراء الارتفاع القوي في أحجام وقيم التداولات التي اخترقت حاجز المليار سهم لأول مرة من أكثر من ثمانية أشهر إلى 1.2 مليار سهم بقيمة 194.8 مليون دينار، ودعمت كافة القطاعات الرئيسية ارتفاع المؤشر الذي يقترب من مستوى 7.900 نقطة.
وتكرارا لسيناريو شركات الاستثمار سجل سهم "أعيان للإجارة" ارتفاعا قياسيا بنسبة 8.6 في المائة إلى 0.126 دينار عقب إعلان الشركة عن تكبدها خسائر فصلية بقيمة 12.5 مليون دينار مقارنة مع أرباح بقيمة 11.2 مليون دينار، وتباين أداء أسهم البنوك بين استقرار دون تغير لسهمي البنك الوطني عند 1.160 دينار وبيت التمويل الكويتي "بيتك" عند 1.180 دينار.
في حين ارتفع سهم "بنك الخليج" 1.2 في المائة إلى 0.405 دينار و"البنك التجاري" 2 في المائة إلى 1.020 دينار و"برقان" 1.1 في المائة إلى 0.430 دينار كما ارتفع سهم "زين" 1.2 في المائة إلى 0.800 دينار و"جلوبل" 1.5 في المائة إلى 0.136 دينار.
وواصلت سوق مسقط ارتفاعاتها معززة بقاءها فوق مستوى 5.500 نقطة، وقفزت تداولاتها لأول مرة فوق الـ 50 مليون سهم إلى 52.5 مليون بقيمة 12 مليون ريال بدعم من نشاط قوي على ثلاثة أسهم هي "الجزيرة للخدمات" و"عمان" و"الإمارات" و"صناعة مواد البناء" حيث بلغت تعاملاتها مجتمعة 3.6 مليون ريال من تداول 25.8 مليون سهم.
ودعمت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات ارتداد سوق البحرين التي عانت الأسبوع الماضي هبوطا قويا لسهم "بيت التمويل الخليجي" الذي سجل ارتدادا قويا نهاية الأسبوع وواصل في تعاملات الأمس مسجلا أعلى ارتفاع بنسبة 9 في المائة عائدا من جديد فوق الدولار إلى 1.080 دولار.
وحافظت السوق على نشاطها فوق نصف المليون دينار إلى 688.8 مليون من تداول 3.7 مليون سهم منها 2.9 مليونا الثلاثة أسهم هي مصرف الإثمار وبيت التمويل الخليجي والمصرف الخليجي، وسجل سهم "الخليج المتحد" ثاني أعلى نسبة ارتفاع 2.2 في المائة إلى 0.450 دينار و"بتلكو" 1.8 في المائة إلى 0.570 دينار و"السيف" 1.4 في المائة إلى 0.140 دينار و"البحرين الوطني" 1 في المائة إلى 0.590 دينار في حين شهدت السوق انخفاض سهمين فقط هما "المؤسسة العربية المصرفية" بنسبة 7.8 في المائة إلى 0.590 دولار ومصرف السلام 0.83 في المائة إلى 0.120 دينار.

وطبيعيا استمرت موجة جني الأرباح في سوق الدوحة أكبر الأسواق الخليجية ربحية على مدار أكثر من شهر ونصف، وتمكنت السوق من احتواء موجة البيع التي جاءت طفيفة بأقل من نصف في المائة مع استمرار زخم التداولات فوق نصف المليار ريال إلى 672.2 مليون من تداول 23 مليون سهم منها 16.8 مليونا لـ 7 أسهم فقط هي "بروة" و"الريان" و"ناقلات" و"العقارية" و"الخليجي" و"الخليج القابضة" و"المتحدة للتنمية"، وتباين أداؤها بين ارتفاع للأول والثالث والسادس وانخفاض للبقية.
وارتفع سهم "أزدان" بنسبة 0.63 في المائة إلى 31.70 ريال وأعلنت الشركة عن بيع جزء من عقاراتها لصندوق استثمار ماليزي مدرج في سوق المال الماليزية، وانخفضت غالبية أسهم البنوك بواقع 6.5 في المائة لسهم البنوك الأهلي إلى 44 ريالا والخليجي 4.4 في المائة إلى 9.70 ريال وبنك الدوحة 2 في المائة إلى 89 ريالا وسجل سهم "السينما" أكبر نسبة انخفاض 9.1 في المائة إلى 23 ريالا من بين 23 شركة منخفضة.