الابتكار الفقهي مطلوب لتعزيز دور النظام المالي الإسلامي في العالم

الابتكار الفقهي مطلوب لتعزيز دور النظام المالي الإسلامي في العالم

طالب الأمير محمد الفيصل رئيس بنك فيصل الإسلامي بالعودة إلى الاجتهاد الإسلامي الذي توقف منذ عقود طويلة ولم يعد يؤدي دوره المأمول كما في السابق، ملقياً باللائمة على المسلمين أنفسهم في عدم قناعتهم حتى اليوم بدور النظام المالي الإسلامي في حين مقتنعون بالأنظمة الرأسمالية الحالية.
وأوضح الأمير محمد أن الزكاة تمثل طوق النجاة للأمة الإسلامية للقضاء على مشكلة الفقر والحاجة التي يعانيها الكثير من الدول الإسلامية في الوقت الراهن، مبيناً أن بداية الاهتمام بإدخال المصرفية الإسلامية في الاقتصاد قوبل بانتقادات شديدة.
وقال الفيصل في اللقاء المفتوح الذي استضافته الغرفة التجارية الصناعية في جدة البارحة الأولى تحت عنوان (الاقتصاد الإسلامي، عرض وجهة نظر) "عندما بدأنا عملنا في تأسيس البنوك الإسلامية ناقشنا هل نبدأ بشرح النظرية أم بتنفيذ ما نستطيع أن ننفذه منها، فاخترنا أن نبدأ بالمفهوم البسيط منها، وأن يكون هناك نموذج لمؤسسة تعمل بالشريعة الإسلامية على الرغم من انتقادات كثيرة وواجهنا تساؤلات مثل ما هي علاقة الإسلام بالاقتصاد؟ وكان سؤالاً غريباً علينا لأن المسلم مرتبط بعقيدته ولا بد أن يكون على مستوى مسؤوليته".
وأضاف "يمكننا أن نعرف نظرية الاقتصاد الإسلامي بأنها فقه سبل ووسائل استعمال الإنسان لما استخلف فيه لسد حاجاته الدنيوية حسب منهج شرعي، وعندما نرى غير المسلمين ولديهم القوة وهو أنهم يكتسبون حسب مقدرتهم والإسلام يختلف عن الفلسفات الأخرى فهو عكس الاقتصاد الرأسمالي المطبق في الغرب بأن يكون الإنسان له الحق أن يمتلك وهي ليست ملكية مستخلفة".
ولفت الأمير محمد الفيصل إلى أن الإسلام يختلف عن نظرية الرأسمالية الشيوعية لأن الفرق بين ما يسمى بالاقتصاد الحر والرأسمالي والشيوعي هو (من هو الرأسمالي) فالنظرية واحدة ولكن المالك مختلف، وتابع "هنا المسلم ليس مالكا حقيقيا بل مستخلف فيما هو موجود في الطبيعة واستثمارها، والاستخلاف يفرض على المسلم أن يكون وسطا وحاميا لمصدر رزقه مثل ما هو موجود الآن، فالعالم كله يتحدث عن المحافظة على البيئة، فالإنسان لا يستطيع أن يتصرف بكل حرية بحيث لا يؤثر في صحة بيئته والمحافظة عليها، وفي الاقتصاد الإسلامي ليس هناك مبدأ المساواة بل هناك مبدأ العدالة وفي الإسلام الذي يعمل بجدية يمكنه أن يكسب ويكون له موقع أعلى بشرط أن يكون عادلا ولا يتعدى على من هو أقل منه حظا، وهنالك في النظرية الإسلامية حق للفقير في مال كل غني في الزكاة، وهنا نرى عدالة الإسلام وهي أن الإسلام يمكن مال الغنى لصاحبه، ولكن عليه أن يقتطع من ماله ما يسد حاجة فقراء المسلمين".
وأضاف "إنتاج المملكة نحو 600 مليار ريال توفر منه الدولة نحو 46 في المائة والباقي وهو 24 في المائة من القطاع الخاص لو اقتطع منه 2.5 في المائة لوجدنا الرقم الناتج يكفي كل الفقراء في هذا البلد، وهنا نجد أن الزكاة ظاهرة يختص بها الاقتصاد الإسلامي".

الأكثر قراءة