رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


حلو الكلام

سهل أن يتحدث المرء، والأسهل أن يمنح الوعود التي يطويها النسيان. تعودنا على أناس يتعاملون بهذه الطريقة. ولهذا لم يعد الناس ينظرون بارتياح إذا ما ظهر مسؤول وأعطى وعودا ثم تجاوز ذلك إلى القول بجرأة " حاسبوني بعد أربع سنوات".
المؤكد أن رهان هذا المسؤول على الذاكرة الكسولة لدى الناس، والتي لا تستحضر في الغالب وجبة الطعام التي تم تناولها في الصباح، فما بالك بكلام لمسؤول منح الناس عسل الكلام، ثم مضى، ولم يجد من يسأله لماذا لم تف بوعدك لنا؟
ولو اجتهد أي إنسان، واحتفظ بوعود أعضاء المجلس البلدي في منطقته ـ مثلا ـ أو بعض أمناء البلديات أو بعض المسؤولين عن القطاعات الخدمية، فسوف يكتشف أن "عسل الكلام" الذي ساد مع بداية التعيين، سرعان ما تبخر، وبقي كلام بلا عسل.
والشيء الغريب، أن مسؤولين مخلصين، قد لا يتقنون فن تسويق الكلام الحلو، تتوارى منجزاتهم، لأنهم فعلا ينهمكون خلال سنوات تكليفهم بالعمل فقط. وأحيانا ربما يخرجون نتيجة بلوغهم سن التقاعد دون أن ينالوا الرضا من أولئك الذين تعطلت مصالحهم الخاصة بسبب وجودهم.
تمنى علي صديق، أن يتم وضع زاوية تنشط ذاكرة الناس، وتجمع بعض الوعود المعسولة من خلال الأرشيف، مع السؤال: لماذا لم تتحقق؟! الفكرة جيدة، وهي لا تحتاج إلى أكثر من الاستعانة ـ بعد الله ـ بجوجل، فعنده الخبر اليقين عن وعود لم ولن تتحقق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي