بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم: الملح ليس عنواناً للصحة

تنظم منظمة الصحة العالمية يوم 17 أيار (مايو) من كل عام (هذا العام يصادف اليوم 22 جمادى الأولى) حملة إعلامية للتعريف بمضار ملح الطعام وتسببه في ارتفاع ضغط الدم، والذي يعتبر السبب الرئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم. وتعتبر زيادة ملح الطعام أحد أهم الأسباب في ارتفاع ضغط الدم، ولو قمنا بتقليل كمية ملح الطعام في غذائنا إلى النصف، لأمكن إنقاذ حياة مليونين ونصف المليون إنسان من سكان العالم سنوياً. هذا يعني أنه يتوجب حتى على الإنسان السليم والذي لا يعاني ارتفاع ضغط الدم، أن يقلل من استهلاك ملح الطعام، وذلك بتخفيض كمية الملح في وجباته الغذائية المختلفة، ولن يتم ذلك إلا بتوعية الناس بأهمية هذه الحقيقة. وقد تم وضع برامج عديدة في بلدان كثيرة لتقليل استهلاك ملح الطعام وذلك من خلال الطلب من المطاعم وأماكن بيع الوجبات الغذائية الجاهزة بضرورة خفض كمية الملح فيها. كما يمكن نشر ذلك في مطاعم وبوفيات المؤسسات والوزارات والشركات والمستشفيات وجميع المؤسسات العامة، ولاشك أن للبلديات والغرف التجارية والصناعية دوراً حيوياً في ذلك الأمر. ولا يمكن أن يقتصر القيام بهذه الحملات التوعوية وبرامج التثقيف الصحي على الوحدات الصحية فحسب، إذ لا بد من تعاون جميع القطاعات الاجتماعية المعنية.
وبما أن المشاكل الصحية التي تؤدي إلى ازدياد نسبة ارتفاع ضغط الدم بين أفراد المجتمع، هي نفسها التي تؤدي إلى زيادة عدد مرضى السكري والسمنة، فإن البرامج المطلوب وضعها على مستوى المجتمع ككل لابد أن تشمل محاربة السمنة عن طريق تعديل أسلوب الحياة. ولا شك أن كميات الطعام التي نتناولها والمليئة بالدهون وملح الطعام وذات السعرات الحرارية العالية أصبحت زائدة عن الحد المعقول. أما الأكلات الشعبية بدهونها وملحها الزائدين وكأنها عنوان للصحة، فهي من أكبر الأخطاء الصحية التي نرتكبها أثناء المناسبات العائلية والحفلات العامة ونوع الغذاء المقدم في المطاعم الفخمة.
إننا إذا أردنا تقليل ضغط الدم وتقليل نسبة السمنة والعمل على الحد من انتشار السكري بين أفراد مجتمعنا، فلابد أولاً من التركيز على وضع برامج طويلة المدى لعشر سنوات أو خمس عشرة سنة على الأقل بميزانية معقولة وثابتة، وهذا يتعدى في أهميته بناء مراكز متخصصة في مجالات دقيقة، كما أن تحقيق ذلك يخدم جميع طبقات المجتمع ويقلل الكثير من معاناة الناس ويوفر الكثير من المال. إلا أنه وللأسف، فإن تقبل علاج المرض لدى شرائح المجتمع ولدى رجال الأعمال والشركات، أكثر من تقبلهم لبرامج الوقاية منه، مع أن هذه البرامج بسيطة وسهلة التطبيق، وتقوم على التالي:
- قلل من ملح الطعام في غذائك.
- خفف وزنك.
- أكثر من تناول الفاكهة والخضار والتمور.
- مارس المشي لمدة 30 دقيقة يومياً.
- أقلع عن التدخين.
أخيراً، فإننا نتمنى من الهيئات الصحية والشؤون البلدية والاجتماعية وكل من وزارة التعليم ووزارة التجارة، التعاون معنا في تبني مثل هذه البرامج والعمل على نشرها عبر وسائل الإعلام وذلك لكي تعم الفائدة المرجوة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي