أموالك أنت أولى بها ,, من يدير صناديق الاستثمار ؟
إن آخر ما أفكر فيه هو سوق الأسهم السعودية وصناديق بنوكنا الاستثمارية في الأسهم، وما أنا إلا واحد من الملايين الذين اكتووا بأسهم السوق الحمراء، كفاكم الله شرها، ولو أن دعائي جاء متأخرا، ولا فائدة من التباكي على الماضي فقد رحل من غير رجعة لأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ولكن المضارب في الأسهم كان يلدغ كل يوم ويقول هل من مزيد, أملا في أن يتحسن الوضع غدا، وكم كنت أضحك لأن شر البلية ما يضحك، فلا تقدر أن تنسحب وتؤكد خسارتك ولا تقدر أن تشتري وتزيد مخاطرك، لذلك تجلس تنتف شعرك إن بقي لك منه شيء, أو تضحك حتى لا تصاب بالضغط والسكري والقرحة والأرق والإحباط إلى آخر القائمة، فالحمد لله في الأولى والآخرة.
وما حثني على الكتابة قراءة عنوان ندوة جيدة "من يدير الصناديق الاستثمارية"؟ نعم من يدير الصناديق الاستثمارية ومن كان يديرها في السابق مع بداية السوق. لا تضاربوا في الأسهم بل استثمروا على المدى الطويل في الشركات والبنوك المعروفة التي توزع أرباحا، إلى آخر تلك النصائح، وطبعا أخذنا بها وأخذتنا إلى الهاوية مؤقتا. ونصائح أخرى، أيها المستثمر أنت لست خبيرا في تجارة الأسهم فاتركها للخبراء واستثمر في الصناديق المضمونة في البنوك المتخصصة، وصدقناهم ونصحنا أقاربنا بالدخول والمساهمة في صناديق الاستثمار المحلية لأنها مضمونة والبنوك توزع أرباحا أو على الأصح تجني أرباحا بالهبل، وماذا كانت النتيجة! يطلع المؤشر في الأسبوع 10 في المائة ويطلع مؤشر الصندوق المدار بالمختصين 7 في المائة وينزل السوق 7 في المائة، وينزل مؤشر الصندوق في الأسبوع 10 في المائة، معادلات لا تدخل المخ ولكن ماذا يعمل المستثمر؟ لذلك بدأ كثير من المستثمرين تداول الأسهم بأنفسهم مع جهلهم بكثير من خصائص مضاربات البورصة، وبعض الهوامير أحضروا خبراء أجانب ليديروا لهم محافظهم ويشتغلوا على كل الفجوات الموجودة في سوق الأسهم السعودية، التي يعاقب عليها في بورصات عالمية أخرى، ولكن المال السايب يعلم السرقة وإن كانوا لا يحتاجون إلى التعليم, ولكن فقط حُسن استغلال الفجوات والأنظمة القائمة في ذلك الحين، يحاول المستثمر بيع أسهمه فيجد السهم نازلا 10 في المائة في دقائق, ولا يستطيع البيع لأن البنوك تُسيل محافظها لحماية قروضها للعملاء يوما وراء يوم، ولكن منه العوض وعليه العوض.
نعلم أن الشركات المساهمة في السوق عند توزيع أرباحها فإنها تحولها إلى البنك الذي تتعامل معه، فلنفترض أن شركة مساهمة تتعامل مع أحد البنوك، مثلا، فإنها تحول الأرباح الموزعة إلى البنك الذي يتولى حفظ هذه الملايين ويوزع الأرباح إلى محافظ مالكي الأسهم في بنكه وفروعه أو لدى البنوك الأخرى، وهذا واضح، فإذا طالب مالك السهم أرباحه من الشركة حولته إلى البنك لتسلمها لأنها صرفتها أو وزعتها وليست موجودة في ممتلكاتها، فماذا يحدث إذا كان العميل لا يعلم أو لم يكن له حساب لدى البنك أو حسابه موجود عند توزيع الأرباح ولكن مجمد حسب التعليمات إن لم تكن عليه حركة لمدة ثلاثة أشهر، فيحول البنك ربحه إلى حسابات أرباح الأسهم في البنك, فإذا نشط الحساب فلن يودع البنك الأرباح تلقائيا في حسابه إلا بمراجعة مالك السهم أو إذا كان من كبار العملاء أو كان له مدير محفظة أو خلافه يتابع له أرباحه, فإذا أقفل العميل حسابه في البنك فإن أرباحه التي تأتي بعد قفله الحساب أو عند تجميد الحساب تبقى في حساب أرباح الأسهم متروكة أو مركونة. ماذا إذا كانت للبنك أموال لدى العميل بعد قفل حسابه لأي سبب، ألن يحاول البنك الاتصال به بكل الوسائل لتحصيل حقوقه؟ أما أموال العميل فإن البنك غير متفرغ للبحث عنه وإيصال حقوقه له، لأن البنك مستفيد ويشغل هذه الأموال في تنمية أرباحه. إن البنوك غير ملزمة بمتابعة أرباح المساهمين ولكن على العميل أن يتابع أرباحه أولا بأول مع الشركات المساهمة ومع البنوك السعودية التي تتعامل معها شركته في توزيع الأرباح.
كم من ملاك الأسهم لديهم أرباح لا يعلمون عنها مركونة في البنوك؟ هل تلزم هيئة سوق المال البنوك التي تتعامل مع توزيع أرباح الشركات المساهمة بإدارة تختص بالاتصال بالعملاء، ولا يكفي أن البنوك أو الشركات تعلن في الصحف توزيع الأرباح، خصوصا أن لدى الشركات أو البنوك معلومات اتصال مع العميل؟ ونسأل هيئة سوق المال التي تقوم بأعمال جيدة هذه الأيام في حماية المساهمين وإرشادهم، كم عدد الملايين الموجودة في البنوك التي لم تصرف منذ بدء السوق إلى اليوم وهل لديها إحصائيات بذلك؟ وهل يمكن نشرها؟ وإلى متى تترك هذه الأموال لدى البنوك المستفيدة من عدم توزيعها؟ هل من الممكن تحديد فترة سنتين أو ثلاث مثلا تحول بعدها هذه الأموال مع فوائدها إلى حساب الضمان الاجتماعي، فالفقراء أحق بها إذا كان العميل لا يعلم ولن يعلم عنها؟ هل يتطلب مثل هذا القرار أمرا من مجلس الوزراء أم تستطيع هيئة سوق المال إقرار ذلك؟ أم لديها مقترحات أخرى؟ لذلك إن كنت مستثمرا في الأسهم كل ما عليك هو مراجعة الشركات التي كنت تملك أسهما فيها لتحولك على البنك الذي تتعامل معه, ومن ثم ابحث إن كان لديك أرباح مؤجلة وموزعة لا تعلم عنها فهذه أموالك متروكة لسنوات وربما لا تجد شيئا، ولكن جحا أولى بلحم ثوره.