أحاديث السياسة تزاحم الأزمة المالية في منتدى البحر الميت

أحاديث السياسة تزاحم الأزمة المالية في منتدى البحر الميت
أحاديث السياسة تزاحم الأزمة المالية في منتدى البحر الميت

زاحمت السياسة، العنوان الرئيس للمنتدى الاقتصادي الذي تستضيفه منطقة البحر الميت في الأردن هذه الأيام، وعرج العاهل الأردني في كلمته على القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل نهائي لها. وجاءت أحاديث السياسة رغم أن المنتدى يعقد تحت عنوان "الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها في منطقة الشرق الأوسط". ولم يقتصر الجانب السياسي على حديث الملك عبد الله الثاني، بل حضر على لسان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي وكذلك ممثلين عن حركة حماس.
ودعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جميع القيادات إلى التعاون من أجل إيجاد الحلول الناجعة للأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على المنطقة "حلول لا تساعد دولنا على مواجهة تحديات التراجع الاقتصادي العالمي فحسب، بل تضمن أيضاً خروج المنطقة منها قوية كعهدها وغنية بالفرص ووجهة استثمارية متميزة قادرة على لعب دور أساسي وحاسم في إعادة صياغة الاقتصاد العالمي".
واختتم العاهل الأردني كلمته مخاطباً شباب المنطقة الذين يشكلون الشريحة الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط في البحر الميت أمس، قائلاً: "اعلموا أن لديكم القدرة على تحويل وجهة المستقبل. ولذا، عليكم وضع أهداف كبيرة، وسوف نساعدكم جميعاً"، ووصفهم بـ "المحور الحيوي في المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط"، حيث تشارك مجموعة تضم 20 شخصية قيادية شابة من "برنامج صناع التغيير العالمي"، في جلسات ونقاشات هذا الحدث.
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة استغلال الفرصة السانحة حاليا لإيجاد حل سلمي للنزاع القائم في المنطقة.
وقال في افتتاح الملتقى الاقتصادي العالمي أمس إنه ينبغي ألا تكون هناك مزيد من الفرص الضائعة، ولا مزيد من عملية سلام بلا نتائج، فالمطلوب هو فعل يقود إلى نتائج ملموسة، وخطة واضحة لمفاوضات شاملة، والتزام بالعمل للتوصل إلى حل نهائي. ودعا  إلى التعامل بجدية وفاعلية لوضع حد للصراعات وصولا إلى سلام شامل وعالم آمن ومزدهر وبما يضمن أن تشكل منطقة الشرق الأوسط مركزا لإنتاج الطاقات والكفاءات، وقوة حاسمة في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي. وأكد  أن استمرار الاحتلال، وانتهاك الحقوق الأساسية في الحرية والكرامة وامتلاك الفرص، يحرم منطقتنا من السلام الذي تحتاجه، ويحد من قدرتها على تحقيق ما تستطيع من تطور وإنجاز.
#2#
وقال إن التحديات جسيمة لكنها لن تكون قادرة على هزيمة منطقتنا وتحديد مستقبلها، فقرار الانهزام أو النهوض بأيدينا نحن ويمكننا، بل يجب علينا، إذا اتخذنا الاختيارات الصحيحة، وامتلكنا الشجاعة والإرادة، أن نصنع المستقبل الذي تستحقه شعوبنا. وشدد على أن مبادرة السلام العربية توفر فرصة تاريخيةً لإيجاد مستقبل أفضل لكل مواطن في هذه المنطقة، يقوم على أساس اتفاق لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وفق حل الدولتين، الذي يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين في الحرية والدولة، ويقدم للإسرائيليين الضمانات الأمنية والعلاقات الطبيعية التي يحتاجونها.
وقال إن هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة تدعونا إلى التركيز على الأساسيات التي أضحت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، لتشجيع الاستثمارات وإيجاد الفرص التي ستقود إلى التعافي الاقتصادي وتلبي حاجات شعوبنا.
ويجتمع زعماء حكومات ورواد الأعمال والعلوم من مختلف أنحاء العالم على ساحل البحر الميت في الأردن في المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن الشرق الأوسط، حيث يبحث المؤتمرون في ثلاثة محاور رئيسة على مدى ثلاثة أيام وهي الأزمة المالية العالمية وكيفية التغلب عليها وتحفيز النمو، والأجندة العلمية والابتكارات والبحث العلمي، والخريطة الجيوسياسية المتغيرة وعملية السلام. وسيعقد الخبراء اجتماعات لمناقشة وسائل مبتكرة يمكن أن تساعد إعادة الاقتصاد العالمي إلى سابق عهده.
ومن بين أفكار مؤتمر هذا العام "نحو شراكة جديدة في العلوم والأبحاث" إضافة إلى استراتيجية الطاقة. ويعتقد كثير من الساسة أن التعافي الاقتصادي في الشرق الأوسط لا يمكن حدوثه دون التقدم في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ويحضر المنتدى 1300 مشارك من 80 دولة بينها المملكة التي يمثلها وفد من القطاعين العام والخاص. ومن المقرر أن يشهد المنتدى توقيع عدة اتفاقيات لمشاريع في الأردن مع شركات عالمية تتعلق بقطاع الطاقة إضافة إلى الإعلان عن منطقة تنموية جديدة في البحر الميت.
كما يقام بالتزامن مع أعمال المنتدى قمة القيادات الشابة بمشاركة نحو 250 شخصا من 71 دولة إضافة إلى القمة الثالثة لمجموعة الـ 11 التي أطلقها العاهل الأردني عام 2005 حيث سيحتفل بتوقيع "اتفاقية إطار" للمجموعة.
وبرنامج المنتدى حافل بعديد من المحاور على مدى أيامه الثلاثة تصل إلى نحو 39 جلسة عمل ( 13 في اليوم الأول 17و في الثاني وتسعة في اليوم الثالث) إضافة إلى جلسات مشتركة ومؤتمرات صحافية.
ويشارك في المنتدى قادة وزعماء سياسيون ورؤساء وزارات ووزراء خارجية وتجارة وصناعة وطاقة حيث سيلتقي خبراء الطاقة في العالم خلال المنتدى لبحث "استراتيجية الطاقة". كما تتطرق محاور المنتدى إلى مواضيع متعددة منها المسؤولية الاجتماعية والحوكمة وأسواق المال والأزمة المالية العالمية وتأثيرها في دول الشرق الأوسط والبيوت رخيصة الثمن والعقارات وتعزيز الأمن الإنساني إقليميا وعالميا و الشرق الأوسط ومجموعة العشرين في ظل إعادة ترتيب العالم والرأسمالية غير التقليدية وسبل السيطرة على تذبذبات سوق النفط، واتحاد دول المتوسط"مدخل جديد لتقريب الشواطئ، ونحو بناء علمي جديد للشرق الأوسط ونقل التكنولوجيا وسبل جعل النظام المالي العالمي أكثر تماسكا، والبحث في خطة إنقاذ للشرق الأوسط، ووضع الرأسمالية، وجلسة حول الإعلام في الشرق الأوسط، وصاحبات الأعمال وشخصية رجال الأعمال، والمنافسة في الشرق الأوسط، ونظم التأمين الصحي، و إنشاء المشاريع والتكنولوجيا في الشرق الأوسط، إضافة إلى موضوع العراق، و السلام في الشرق الأوسط، والبنى التشريعية لمرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية، وخصخصة العلوم،.. وغيرها من المواضيع المهمة.
ومن أبرز المحاور التي ستناقش في اجتماعات المنتدى الاقتصادي في البحر الميت الشراكة في العلوم والبحوث، حيث سيجتمع كبار العلماء من المنطقة مع صانعي القرارات لوضع جدول أعمال للعلوم والبحوث في الشرق الأوسط. كما سيتم التباحث بين الشخصيات القيادية في مجال الطاقة ونظرائهم في الحكومة والأوساط الأكاديمية في مستقبل الطاقة في ظل تقلب أسعار النفط.. هذا إلى جانب موضوعات أمن الطاقة، والطاقة البديلة، والطاقة والمياه، كذلك سيتم تناول البحث في الخدمات المالية، حيث يعقد كبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع المالي اجتماعا يتم التركيز فيه على الابتكار والبنية التحتية في الأسواق المالية الناشئة.
كما سيخصص المؤتمر جلسات للمحكمين لبحث الأطروحات والأفكار التي يتقدم بها منظمو المؤتمر.. إلى جانب جلسات النقاش المفتوح مع قيادات العمل الحكومي والخاص ويتم فيها إجراء مناقشات صريحة مع المسؤولين الحكوميين وقيادات العمل الخاص والمجتمع المدني، إضافة إلى جلسات مخصصة لكبار المسؤولين ومتخذي القرار لمناقشة موضوعات مختلفة تتعلق بقضايا وتحديات تهم أطرافا عديدين. تجدر الإشارة إلى أن الدورة 39 للمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" التي عقدت في آذار (مارس) الماضي قد سلطت الضوء على الدور الذي ستلعبه منطقة الشرق الأوسط في صناعة عالم ما بعد الأزمة.. كما تم وضع عدة تقارير تمثل خطوطا عريضة من أجل صياغة السياسة المستقبلية.. وتمحورت أعمال المنتدى بشكل رئيسي حول الأزمة المالية الراهنة وسبل إعادة الاستقرار وإنعاش الاقتصاد العالمي إلى جانب البحث في عدة موضوعات أخرى مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والماء والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

الأكثر قراءة