رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


علامات النصر في سوق الأسهم السعودية

يشهد خلال هذه الأيام سوق الأسهم ارتفاعات في قيمته السوقية سواء منذ بداية العام أو من أقل نقطة وصل إليها المؤشر حتى وصل إلى أكثر من 42 في المائة (بحسب إغلاق الأربعاء 6 مايو) بين أعلى وأقل نقطة خلال عام 2009. وحين النظر إلى الرسم البياني لهذه القيم تجد أنك أمام حرف (V) باللغة الإنجليزية (علامة الانتصار) وذلك بسبب الانهيار ثم الصعود في أوقات قياسية . وحين تدقق في الشكل لتأخذ بعداً زمنياً أطول سترى في تاريخية السوق البيانية أنك أمام حرف (W) وذلك بسبب حدة التقلبات سواء في النزول أو الصعود مما يعني أن السوق ما زال عالي المخاطرة مثلما هو عالي العوائد. ولعلني أذكر أنني لست ممن ينتمي إلى مدرسة ما يسمى الرسومات والرسامين Chartist وهم الذين يغلبون قراراتهم في التنبؤ بمعرفة توجهات السوق . وأنا لست من المؤمنين بهذه المدرسة في السوق السعودي بالذات بناء على التحليلات الفنية لعدد من الأسباب ليس هذا مجال شرحها. إنه من خلال تكرار علامات النصر هذه يفهم أن سوقنا ما زال بنفس منهجيته العالية المخاطرة والحادة في التذبذبات وحين تدقق بشكل عاجل على مصدر هذه الارتفاعات ستجد أن من مصادرها الكبرى هو قطاعي المصارف والبتروكيماويات حيث حققا ما يوازي 51 في المائة و60 في المائة على التوالي (بين أعلى وأقل نقطة في مؤشر هذين القطاعين) . ولذا فالسؤال الأساسي (وليس الفني) هل تعافت هذه الصناعات بهذه السرعة وبشكل يدعم النمو الكبير أم أنه جاء نتيجة للإفراط في التشاؤم بوصول مؤشرات وأسهم تلك الشركات إلى قيم غير منطقية ؟
إنني مع من يرى أننا نفرط في كل شيء سواء في التشاؤم أو التفاؤل وبشكل يعكس أن صنع القرار الاستثماري في السوق السعودي ما زال يسير بمنهجية المضاربة (على الأقل في غالب التعاملات) ولذا فالنتيجة تذبذبات عالية جداً وعوائد أيضاً عالية جداً في أوقات قياسية ولذا فالسوق مثلما يقال يتحرك كتلة واحدة دون تفريق لانعكاسات العوامل الأساسية بشكل منطقي وعقلاني يتفق والمنطق الاقتصادي والمالي.
إن ما أخافه الآن هو استباق الأحداث قبل وقوعها بشكل أكثر تفاؤلاً من أصحاب المشكلة ذاتها مثلما هو خوفي من التشاؤم بشكل أكثر من أصحاب الشأن الذين تقع بهم المعضلة الاقتصادية والمالية. الوقت نفسه لا أقلل من أهلية السوق بوصوله إلى هذه المستويات فهو من الواجب أن يعكس أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط ولكن ليس بهذه السرعة الزمنية لكي نقلل على الأقل من علامات النصر في رسومات مؤشر السوق والتي لا نريدها أن تكون سمة تداولاته وبالتالي تاريخية قيمه السوقية لأملنا بأن نصل إلى سوق يخدم أهداف قيامه في الأصل .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي