مستثمرون متفائلون يقودون البورصات للصعود

مستثمرون متفائلون يقودون البورصات للصعود

هذا الأسبوع اندفعت أسواق الأسهم في الوقت الذي تجاهل فيه المستثمرون التحذيرات القائلة إن من المرجح أن تتحول إنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي، وركزوا على العلامات الآتية التي تشير إلى تعافي الاقتصاد العالمي.
حيث ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز العالمي بمقدار 11.5 في المائة في نيسان (أبريل)، وهو أقوى ارتفاع شهري للأسهم العالمية منذ كانون الثاني (يناير) 1987، في حين أن الأسواق الناشئة اندفعت بنسبة 16.3 في المائة، وهو أكبر أداء شهري لها منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 1993، ومن الدلائل الإضافية على تحسن الشهية للمخاطرة ما حدث من تضيق الفروق على أسعار الفائدة على السندات في أسواق الائتمان، وهبوط أسعار السندات الحكومية، وضعف الذهب.
وقال لاري هاثواي وهو اقتصادي لدى بنك يو بي إس "السؤال الأساسي بالنسبة للمستثمرين هو ما إذا كان التعافي الأخير في أسواق الأسهم يمثل بداية تحسن مستدام في الأسعار أم أن الاندفاع سيستهلك نفسه"، وأضاف أن فئات الموجودات التي حققت أفضل أداء في ظل البيئة غير الراغبة في المخاطر في أوائل هذا العام، بما في ذلك السندات الحكومية والدولار، تمر بحالة تراجع.
وحذر هاثواي قائلاً "أرباح الأسهم العالمية التي سجلتها في معدلات الذروة في أوائل عام 2008 هبطت لمدة تزيد قليلاً على السنة أو نحو ذلك، إلى درجة أن التعديل يبدو غير مكتمل، التعافي السريع للسوق هذه الأيام يجب أن يفسح الطريق أمام التكامل، وحيث إننا نتوقع أن نسبة النمو في الناتج المحلي الإجمالي في العالم ستبلغ 2.6 في المائة فقط خلال العام المقبل، فإن هذا يشير إلى الوضع السيئ لزخم الأرباح الكامن في عام 2010".
وعند موعد الإقفال في "وول ستريت" يوم الجمعة، سجل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 ارتفاعاً مقداره 1.3 في المائة على مدى الأسبوع، في الوقت الذي كان ينتظر فيه المستثمرون نتائج "اختبارات الإجهاد" التي أجرتها الحكومة الأمريكية للبنوك، التي تم تأجيلها إلى وقت متأخر من الأسبوع المقبل.
وقال أندرو لابثورن وهو محلل لدى بنك الشركة العامة "سوسييتيه جنرال" إن الهبوط بالمعدل السنوي في أرباح الأسهم الأمريكية يفترض فيه أن يعدل نسبة -68 في المائة في الربع الرابع إلى - 35 في المائة في الربع الأول، ما يشعل الآمال بأن الأزمة تجاوزت أسوأ مراحلها، وقال بنك الشركة العامة إن أعداداً متزايدة من المستثمرين تتحول خلال نيسان (أبريل) من الاعتقاد أن الأسهم تمر بحالة تراجع في الأسعار إلى رؤية "البراعم الخضراء" الدالة على التعافي. لكن لابثورن حذر من أن مزيدا من تخفيض التقديرات للأرباح أمر مرجح، بسبب التزايد في نسبة انخفاض الأرباح المتوقعة في الربعين الثاني والثالث، وفي لندن ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 2.1 في المائة هذا الأسبوع، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا ارتفع بنسبة 2.4 في المائة.
وبين جريهام سيكر وهو محلل استراتيجي لمنطقة بريطانيا لدى بنك مورجان ستانلي، أن السوق البريطانية تشهد موجة لا يستهان بها من تدوير القطاعات هذا العام، حيث إن الأسهم الدورية أعطت أداء أفضل من أسهم الشركات المعتدلة من حيث المخاطر بنسبة 36 في المائة على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، وهو أكبر تحسن في الأداء خلال ربع قرن.
وقال بنك مورجان ستانلي إن الأسهم الدورية توقعت على نحو صحيح قدوم التحسن الأخير في البيانات الاقتصادية، وبالتالي فإن المستثمرين الآن ينتقلون من التحسن في الآفاق على المدى القصير إلى المخاوف الهيكلية على المدى الطويل.
وقال جريهام سيكر "نتوقع أن تستمر البيانات الاقتصادية في التحسن، ولكننا لا نعتقد أن هذا يخفي بداية فترة طويلة ومستدامة من التعافي الاقتصادي، العوائق الهيكلية الناتجة عن المبالغ الكبيرة الزائدة عن الحد في ديون الأسر والسندات الحكومية، وازدياد التدخل الحكومي، والنظام المالي الضعيف، ستحول في النهاية دون حدوث ناتج من هذا القبيل".
وفي اليابان ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 3.1 هذا الأسبوع، حيث تفوق على أداء الأسهم الصينية "التي ارتفعت بنسبة 1.2 في المائة" والأسهم التايوانية "التي ارتفعت بنسبة 1.9 في المائة".
وفي يوم الجمعة كانت البورصة المكسيكية مغلقة بسبب العطلة الرسمية، ولكن السوق أبدت صموداً لا بأس به وسط المخاوف من إنفلونزا الخنازير، حيث هبط المؤشر القياسي آي بي سي بنسبة 3 في المائة هذا الأسبوع، في حين أن البيزو خسر 4.7 من قيمته أمام الدولار.
وفي أسواق السلع تراجع الذهب هذا الأسبوع بنسبة 3 في المائة، بفعل الضغط من مكاسب أسواق الأسهم. وارتفع سعر خام برنت بنسبة 2.6 في المائة على مدى الأسبوع.
وهبطت أسعار لحم الخنزير هبوطاً حاداً، حيث هبطت العقود الآجلة على اللحم قليل الدهن بنسبة 7.5 في المائة هذا الأسبوع، على الرغم من الحقيقة التي تقول إن البشر لا يمكن أن يصابوا بإنفلونزا الخنازير عن طريق تناول لحم الخنزير.
أما أسواق الدخل الثابت، فقد لوحظ فيها وجود ضغط صاعد على العوائد على سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار 18 نقطة أساس تقريباً هذا الأسبوع، ليصل إلى 3.17 في المائة، وهو معدل يزيد كثيراً على المستوى الذي كان عليه قبل أن يعلن البنك المركزي الأمريكي في آذار (مارس) عن خطط لشراء سندات الخزانة.
ودفعت المخاوف حول نطاق العرض الجديد من السندات إلى الأعلى بالعوائد، وبدا أن المستثمرين في سوق السندات يقومون باختبار مدى عزم البنك المركزي، الذي قرر زيادة الكمية التي يعيد شراءها من السندات الحكومية في اجتماعه العادي هذا الأسبوع، ومن المفترض أن تؤدي السندات ذات العوائد العالية إلى رفع الضغط الصاعد على أسعار القروض السكنية، ما يمكن أن ينطوي على إعاقة التعافي في قطاع العقارات.
وقال بنك باركليز كابيتال "نتوقع من البنك المركزي الأمريكي أن يصبح أكثر نشاطاً في إبقاء العوائد على السندات لأجل عشر سنوات في وضع متدن في حالة واحدة فقط، وهي إذا أدى المزيد من البيع المكثف للسندات إلى رفع الفوائد على القروض السكنية"، وارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل عشر سنوات بنحو ست نقاط أساس ليصل إلى 3.55 في المائة، ولكن العائد على سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات هبط بنسبة نقطة أساس واحدة ليصل إلى 3.16 في المائة على مدى الأسبوع.
وفي أسواق الائتمان، تضيقت الفروق بين أسعار الفوائد، بسبب التراجع في تكاليف التأمين على السندات ضد الإعسار، وفي أوروبا هبط مؤشر ماركيت آي تراكس إلى ما دون المستوى النفسي المهم عند 150 نقطة أساس، حيث انخفض 8.5 نقطة أساس ليصل إلى 143.08 نقطة أساس هذا الأسبوع، وهبط المؤشر الأمريكي للسندات، وهو مؤشر ماركيت إكس نورث أمريكا، بنسبة 9.4 نقطة أساس ليصل إلى 165.38 نقطة أساس.

الأكثر قراءة