عيد العمال في العالم.. مظاهرات للمسرّحين بسبب الأزمة
تظاهر مئات الآلاف أمس في مختلف أنحاء العالم بمناسبة عيد العمال حيث وقعت مواجهات في باريس، اسطنبول، برلين، وموسكو لا سيما مع احتدام حركات الاحتجاج الاجتماعية على خلفية الأزمة الاقتصادية.
وفي فرنسا نظم آلاف المتظاهرين بمناسبة عيد العمال في أنحاء الدولة أمس مظاهرات للاحتجاج على سياسات الرئيس نيكولا ساركوزي الاجتماعية وتعامله مع الأزمة المالية.
ونظمت الاتحادات نحو 300 مسيرة ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة عالية, فيما يعكس الإحباط بشأن الارتفاع الحاد في البطالة وضعف القوة الشرائية وإغلاق المصانع التي أدت كذلك إلى موجة من "حصار أرباب العمل".
ودعا الحزب الاشتراكي المعارض أعضاءه إلى الانضمام للاحتجاجات لأول مرة منذ عام 2002 وتحاول الاتحادات - المتخاصمة بشأن كيفية الرد على ساركوزي - طرح جبهة موحدة، وفي علامة على مدى انتشار خيبة الأمل من المتوقع أن يشارك في المسيرات موظفون في مناصب إدارية.
وقالت كارول كوفرت القيادية في اتحاد سي.إف.ئي- سي.جي.سي للتنفيذيين "ليس من تقاليدنا على الإطلاق الاحتجاج في أول شهر أيار (مايو) لكن مع السياق الاقتصادي في فرنسا والأزمة قررنا المشاركة"، وأضافت "إنها سابقة لنا لأن أسلوبنا هو التفاوض".
وبدأت المسيرات الأولى في المدن الرئيسية مثل مرسيليا، تولوز، لومانز، أورلينز، وافينيون، ومن المقرر أن تبدأ المظاهرة في باريس، وتدفع اتحادات أخرى للحصول على دعم إضافي لمساعدة الكبار والشبان الذين يكافحون للعثور على وظيفة, كما تشكو الاتحادات من أن خطة التحفيز الحكومية بقيادة الاستثمار بقيمة 26 مليار يورو أودعت الأموال في جيوب رؤساء الأعمال ولم تفعل شيئا لمساعدة المستهلكين.
وقفزت البطالة الفرنسية بمقدار 63400 إلى نحو 2.5 مليون شخص في شهر آذار (مارس) مع زيادة حادة في عدد الشبان الذين يبحثون عن عمل، وتظهر أحد الأرقام أن أكثر من 440 ألف وظيفة اختفت في فرنسا خلال العام الماضي مع انتشار التراجع الاقتصادي.
ووقعت احتجاجات عنيفة احتجز فيها مديرون في مصانع لفترات وصلت إلى 24 ساعة وأكثر على أيدي عمال غاضبين، وتعهد ساركوزي بتخفيضات في الضرائب لمن يحصلون على راتب أقل وبدعم إضافي لتدريب الشباب في إطار إجراءات إنقاذ لمساعدة العائلات التي تعاني.
وفي برلين كان الاستنفار النقابي في حده الأدنى، حيث فضلت النقابات التركيز على بريمن (شمال)، لكن تم توقيف 49 شخصا إثر مواجهات تقليدية بين متظاهرين وعناصر الشرطة ليل الخميس الجمعة في برلين لمناسبة عيد العمال، وفق ما علم أمس الجمعة من مصدر أمني.
ويشهد الأول من أيار (مايو) من كل عام منذ عقود في ألمانيا مواجهات تتفاوت شدتها بين متظاهرين وعناصر الشرطة، وأعلنت أحزاب أقصى اليسار عزمها القيام باستعراض قوة أمس، ونشرت الشرطة نحو خمسة آلاف من عناصرها في برلين للمناسبة.
وفي تركيا، أصيب نحو 50 شخصا من بينهم 36 شرطيا بجروح في مواجهات بين مئات المتظاهرين والشرطة في إسطنبول وأنقرة أمس خلال تظاهرات شارك فيها الآلاف بمناسبة عيد العمال في الأول من أيار (مايو)، الذي أعيد إقراره يوم عطلة هذا العام.
وللمرة الأولى منذ 23 عاما سمحت الشرطة لجزء من المسيرة بالتجمع في ساحة تقسيم، في وسط إسطنبول، واشتبك مئات المتظاهرين مع شرطة مكافحة الشغب لعدة ساعات ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الحارقة وتم تهشيم واجهات محال وبنوك وسط المدينة، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وعربات مصفحة والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي إيطاليا، تجمع قادة النقابات الرئيسية في لاكويلا تضامنا مع ضحايا الزلزال الذي هز المدينة أخيرا.
في إسبانيا، تظاهر الآلاف في مدريد وغيرها من مدن البلاد أمس على خلفية الأزمة، وهو يوم وصفته النقابات الإسبانية بأنه "الأهم" منذ 15 عاما، في خضم تدهور اقتصاد البلاد.
وتظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص ظهر أمس في وسط العاصمة الإسبانية حتى بويرتا ديل سول، رافعين أعلاما حمراء تمثل النقابتين الكبريين في البلاد، تحت شعار "لمواجهة الأزمة: وظائف، استثمار عام، وحماية اجتماعية"، على ما نقل مصور فرانس برس.
وإسبانيا غارقة في الأزمة حيث تجاوز عدد العاطلين عن العمل فيها في الفصل الأول أربعة ملايين شخص، لتصل نسبة البطالة إلى 17.36 في المائة وهي الأعلى في الاتحاد الأوروبي.
وفي روسيا أوقفت الشرطة الجمعة نحو 100 من أنصار اليمين المتطرف وناشطين مناهضين للمهاجرين حاولوا التظاهر في سان بطرسبورج (شمال) في حين شهدت عدة مدن روسية تظاهرات معارضة ومؤيدة للحكومة لمناسبة إحياء عيد العمال.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس إنه تم توقيف 120 شخصا وفي حوزتهم أسلحة بيضاء وقبضات أمريكية في سان بطرسبورج ثاني أكبر المدن الروسية. في حين شهدت عدة مدن روسية أخرى تظاهرات بمناسبة عيد العمال، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، وفي وارسو تجمع متظاهرون أمام مقر البرلمان هاتفين "حرية، مساواة، اشتراكية".
وفي اليونان أحيت النقابات أمس في شقين كالعادة. كما شارك الآلاف في أثينا في تجمعين في وسط المدينة، أكبرهما بدعوة من الجبهة النقابية الشيوعية تحت شعار "على السلطة الثرية دفع ثمن الأزمة".
وفي فيينا، شارك نحو 100 ألف شخص في تجمع الحزب الاجتماعي الديموقراطي مطالبين بالمزيد من "العدالة الاجتماعية، أما بلغاريا فقد وعد رئيس الوزراء سيرجي ستانيشيف بأن يساعد حزبه بلغاريا على عبور "مياه الأزمة الاقتصادية الهائجة".