تراجع النفط وضربة قطاع السيارات يزيدان الاقتصاد العالمي "ربكة"
واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي تراجعها أمس دون 51 دولارا للبرميل بعد صعودها اليوم السابق مع شعور المستثمرين بالقلق بشأن إشهار إفلاس شركة كرايسلر لصناعة السيارات الذي حد من الآمال المعلقة على انتعاش الاقتصاد العالمي.
ومن المتوقع أن تكون التعاملات محدودة بسبب عطلة عيد العمال اليوم التي
أغلقت العديد من الأسواق الآسيوية والأوروبية وقبيل صدور بيانات طلبيات المصانع الأمريكية في آذار (مارس) التي قد تعطي مؤشرا عما إذا كان الكساد في الولايات المتحدة قد بدأ ينحسر.
وفي أثناء التداولات انخفض سعر العقود الآجلة على الخام الأمريكي الخفيف لشهر حزيران (يونيو) 20 سنتا إلى 50.92 دولار للبرميل متخليا عن مكاسبه التي بلغت 15 سنتا أمس الأول التي نتجت جزئيا عن ارتفاعات أسعار الأسهم، وهبط سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 21 سنتا إلى 50.59 دولار للبرميل.
وقال ديفيد مور كبير محللي السلع في كونولث بنك أوف أستراليا "رغم أن مشكلات قطاع السيارات الأمريكي كان قد تم استيعابها بالفعل في السوق إلا أن إشهار إفلاس شركة كرايسلر سيكون له أثر في الاتجاه العام".
وتقدمت "كرايسلر" بطلب لإشهار إفلاسها بعد أن تضررت من انخفاض مبيعات السيارات وعدم قدرتها على التوصل لاتفاق لإعادة جدولة ديونها، ودفعت هذه الأنباء الأسهم الأمريكية للتخلي عن مكاسبها المبكرة التي نتجت عن بيانات عمالة إيجابية فأغلقت الأسهم مستقرة.
ويتطلع المتعاملون الآن إلى المزيد من الدلائل على تحسن الاقتصاد العالمي لتتدعم أسعار النفط حول مستوى 50 دولارا للبرميل الذي يراه عديد من أعضاء "أوبك" باعتباره سعرا مقبولا في الوقت الراهن.
في حين أظهر مسح لوكالة "رويترز" أمس تراجع معروض نفط أوبك للشهر الثامن على التوالي في نيسان (أبريل) وذلك بسبب مشكلات في الإنتاج النيجيري وتطبيق الدول الأعضاء في المنظمة اتفاقا لدعم الأسعار.
وبحسب نتائج المسح الذي شمل شركات للنفط ومسؤولين في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومحللين فإن معروض الـ 11 عضوا في المنظمة الملزمين بأهداف الإنتاج تراجع إلى 25.52 مليون برميل يوميا من رقم معدل يبلغ 25.63 مليون برميل يوميا في آذار (مارس).
وكانت "أوبك" قد اتفقت على خفض المعروض ما مجموعه 4.2 مليون برميل يوميا منذ أيلول (سبتمبر)، وبدأ سريان أحدث خفض في أول كانون الثاني (يناير) وهو بنحو 2.2 مليون برميل يوميا.
ونظرا لاستمرار زيادة المعروض 680 ألف برميل يوميا في نيسان (أبريل) قياسا إلى المستوى المستهدف لأعضاء "أوبك" والبالغ 84ر24 مليون برميل يوميا تكون المنظمة قد خفضت الإنتاج 3.52 مليون برميل يوميا حتى الآن من أصل 4.2 مليون برميل يوميا جرى الاتفاق على حجبها عن السوق، وبهذا تبلغ نسبة الالتزام 84 في المائة ارتفاعا من قراءة معدلة بلغت 81 في المائة في آذار (مارس)، وتضخ "أوبك" أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية.