خبراء: توقعات بصعود متماسك لأسعار النفط في 2008

خبراء: توقعات بصعود متماسك لأسعار النفط في 2008

توقع خبراء أمس، أن تستمر أسعار النفط في صعودها خلال الخريف والشتاء المقبلين، وذهبوا إلى أن الاتجاه العام في 2008 يتمحور في "صعود متماسك". وتجاوز سعر برميل نفط برنت أمس الأول، عتبة الـ 76 دولارا للمرة الأولى منذ آب (أغسطس) 2006، مدفوعا بالمخاوف بشأن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة وأعمال العنف في نيجيريا المنتج الأول للذهب الأسود في إفريقيا.
وارتفع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) إلى 76.01 دولارا أمس الأول. وبلغ سعره أثناء التعاملات 75.56 دولار، أي بزيادة 81 سنتا قياسا إلى مساء الخميس.
وأكد لـ"الاقتصادية" عبد الوهاب أبو داهش الخبير الاقتصادي والنفطي، أن عدم حل "مشكلة المصافي بشكل واضح"، يعد عاملا رئيسا في إذكاء أسعار النفط خلال الفترة الماضية.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

توقع خبراء أمس، أن تستمر أسعار النفط في صعودها خلال الخريف والشتاء المقبلين، وذهبوا إلى أن الاتجاه العام في 2008 يتمحور في "صعود متماسك". وتجاوز سعر برميل نفط برنت أمس الأول، عتبة الـ76 دولارا للمرة الأولى منذ آب (أغسطس) 2006، مدفوعا بالمخاوف بشأن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة وأعمال العنف في نيجيريا المنتج الأول للذهب الأسود في إفريقيا.
وارتفع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) إلى 76.01 دولارا أمس الأول. وبلغ سعره أثناء التعاملات 75.56 دولارا، أي بزيادة 81 سنتا قياسا بمساء الخميس.
وفي نيويورك، سجل سعر برميل النفط المرجعي الخفيف أيضا أعلى مستوياته منذ آب (أغسطس) الماضي واقترب من 73 دولارا بحيث بلغ سعر البرميل 72.90 دولار بزيادة دولار وتسعة سنتات. وبذلك تكون أسعار النفط قد قفزت بنسبة تزيد على 6 في المائة خلال الأسبوع في لندن، وأكثر من 3 في المائة في نيويورك. وهي مدفوعة بالمخاوف بشأن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة التي تدنت بنسبة 4.2 في المائة عن مستواها العام الماضي في الفترة نفسها فيما يسجل الطلب عليها أعلى مستوياته.
ويعد فصل الصيف في الولايات المتحدة فترة الذروة للتنقل بالسيارات بحيث سجل هذا الأسبوع رقما قياسيا لعدد سائقي السيارات وهو 41 مليونا المتوقع أن يسلكوا الطرقات بحسب جمعية السيارات الأمريكية (أميركان أوتوموبايل أسوسيشن).
ولخص فريدريك لاسير المحلل في مصرف سوسيتيه جنرال الوضع بقوله "إنها ساعة الحقيقة بالنسبة للمصافي الأمريكية التي ستكون قدراتها على مواجهة هذا الفصل قيد الاختبار".
ويرى المحللون أن المصافي يفترض أن تعمل بنسبة 95 في المائة من قدراتها. والأسبوع الماضي مع معدل استخدام بلغ 90.02 في المائة بقيت بعيدة عن تلك النسبة.
وأكد لـ"الاقتصادية" عبد الوهاب أبو داهش الخبير الاقتصادي والنفطي، أن عدم حل "مشكلة المصافي بشكل واضح"، يعد عاملا رئيسا في إذكاء أسعار النفط خلال الفترة الماضية، وتوقع أن تستمر أسعار الخامات النفطية في اتجاهها الصعودي "بل أرجح أن يتجاوز سعر النفط في آب (أغسطس) المقبل نظيره السعري في الشهر نفسه من العام الماضي". ولم تعد الأسعار بعيدة عن أرقامها القياسية التاريخية التي سجلتها الصيف الماضي (78،64 دولارا للبرميل في لندن، و78،40 دولارا في نيويورك). علما أن فصل الأعاصير ليس سوى في بداياته.
ووافقه المهندس مالك الكباريتي رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة ورئيس الشبكة الشرق أوسطية لمراكز أبحاث الطاقة المتجددة، بأن أسعار النفط ستستمر في صعودها "والتاريخ يؤكد ذلك"، بيد أن الخبير الأردني حث على تطوير التكنولوجيا المستخدمة في النفط والطاقات المتنوعة. وأكد المهندس الكباريتي، أهمية الإفادة من تطوير الصناعات الكيموبترولية والصناعات الصيدلانية، إضافة إلى الطاقات التقليدية الحالية، وبخاصة النفطية. ونبه إلى أهمية بحث سبل الإفادة من الطاقات المتجددة، والمحافظة على النفط كطاقة ناضبة، جنبا إلى جنب مع تطوير الطاقة التقليدية لتحقيق الاستغلال الأمثل لها على حين نفادها.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فقد أنتجت نيجيريا نحو مليوني برميل من النفط يوميا في آيار (مايو)، وهو أدنى مستوى لها منذ بداية العام 2003. وفي سوق تشهد طلبا كبيرا على الوقود وفي وقت تسعى فيه المصافي الأمريكية إلى تسريع عملها لتلبية الطلب، يشعر المستثمرون بالقلق من رؤية المخزونات العالمية للنفط الخام تنفد مع خطر أن تجد الدول المستهلكة نفسها محرومة في بحر الفصل الثالث.
وعلق هاري تشيلينجيريان المحلل في مصرف بي إن بي- باريبا بقوله "إن التكرير العالمي للخام يزداد، وفي الوقت نفسه ترفض "أوبك" زيادة حصصها الإنتاجية، مما يخلق ظرفا مشجعا لارتفاع الأسعار". لكن أبو داهش لا يوافقه في ذلك، وعد أن "المشكلة لا تمكن في النفط الخام بل في النفط المكرر (...) إن "أوبك" تضخ بما فيه الكفاية".
وتقاوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) دعوات الدول المستهلكة التي تلح عليها لزيادة إنتاجها. لكن الكارتل خفض هذا الإنتاج مطلع 2007 لمواجهة انخفاض الأسعار.
ورأى فريديريك لاسير أنه "نظرا إلى شهية السوق الحالية، لن يكون بالأمر المستغرب رؤية المستثمرين يسعون إلى تخطي هذه الأرقام القياسية خلال الصيف".
ووفقا لأبو داهش، فإن التوقعات باستمرار تنامي طلب الدول الصناعية على النفط، والتهديدات الغربية ضد إيران، عاملان آخران يسهمان في ارتفاع أسعار النفط.
وقد شهدت السوق النفطية منذ الربيع الماضي سلسلة كبيرة من الحوادث مترافقة مع قلق متنام لدى المستثمرين. والأرقام القياسية المسجلة للنفط أمس الأول، تأتي نتيجة تصاعد العنف في نيجيريا حيث يتعرض العاملون الأجانب في الصناعة النفطية لأعمال العنف والخطف المتكررة، آخرها من حيث التاريخ الهجوم الذي تعرض له الجمعة زورق لنقل العاملين في شركة فرنسية في جنوب نيجيريا. والخميس خطفت طفلة بريطانية في الثالثة من عمرها من قبل مسلحين في دلتا النيجر جنوب نيجيريا "ما يعد دليلا جديدا على تدهور الأوضاع الأمنية في دلتا النيجر وعلى المخاطر التي تواجهها الشركات النفطية"، على ما قال توماس بيرمين المحلل في مؤسسة جلوبال إنسايت.

الأكثر قراءة